صاحب شركة سياحة: مياه الجزيرة مصدر "أكل عيشنا".. والقرار أثر على مكسبنا ريس مركب: الجزيرة مصرية خالصة ولا يمكن أن نضحي بها مصور سياحي: لا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع أن تمنعنا من الغوص بجانب الجزيرة سائح مصري: عانيت من الاكتئاب بعد القرار.. وأخرى: "السيسي" تسرع ولكني أثق فيه لم يتوقع أحد في يوم من الأيام أن تكون تلك الجزيرة الهادئة مصدرًا لإثارة الجدل الكبير بين المصريين، والمنطقة العربية والعالم، بعد قرار مجلس الوزراء بتبعيتها للمملكة العربية السعودية، تلك الجزيرة التي تخلو من أي وجود للبشر. تلك الجزيرة التي تقبع في خليج العقبة بإحدى المناطق المواجهة لمدينة شرم الشيخ، المدينة الساحرة التي تعد أكبر مدينة سياحية في مصر، والتي على الرغم من الظروف التي تمر بها البلاد يتوالى عليها العديد من السائحين سواء من خارج حدود البلاد أو من داخلها. وبعد بيان الحكومة المصرية يوم 10 من الشهر الجاري بأحقية المملكة العربية السعودية في امتلاك كل من جزيرتي تيران و صنافير الواقعة عند مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، أثيرت عاصفة من الغضب و الاعتراض تجاه ذلك القرار و أتهمه الكثيرين بأنه تجاهل في حق الشعب المصري في التمسك بأراضيه و تفريط في رمال سيناء التي استشهد من أجلها الكثير من أبناء مصر أثناء الحروب المصرية مع العدو الصهيوني. على صعيد آخر اختلف الأمر بالنسبة لفئة كبيرة من الشعب المصري و هم العاملين في مجال السياحة بشرم الشيخ، فقد أثيرت بالنسبة لهم عاصفة أخرى من التساؤل عن مستقبل السياحة في مدينة شرم الشيخ التي يعتمد عليها رزقهم بشكل تام، فجزيرة تيران كما ذكرنا سابقا تعتبر مزارًا سياحيًا مهما لقاصدي شرم شيخ و ملكيتها للمملكة السعودية تسبب القلق للكثير من العاملين في مجال السياحة حول إمكانية إزالتها من جدول الأماكن السياحية في شرم الشيخ. وفي زيارة لمدينة شرم الشيخ السياحية و من خلال رحلة نيلية تجاه جزيرة تيران قامت "الفجر" بإجراء تحقيق صحفي حول آراء العاملين في مجال السياحة و تأثير مثل ذلك القرار عليهم، وأيضا آراء الوافدين إلى شرم الشيخ بغرض السياحة و مدى رضاهم عن ذلك القرار الصادر مجلس الوزراء. حاولت "الفجر" الوصول إلى قلب "جزيرة تيران" لكن قال أصحاب اللانشات البحرية أن ذلك ممنوعًا بأوامر أمنية، وأن هناك مسافة معينة قريبة تعد 2 كيلو متر هي التي يمكنهم الاقتراب منها. مياه الجزيرة وأكل العيش و قال جمال أبو زيد، صاحب إحدى شركات السياحة: "لا أعلم حتى الآن مدى تأثير مثل ذلك القرار على عملنا، فحتى الآن لم تأتنا أي تعليمات إن كنا سنمتنع من الاقتراب من الجزيرة أم لا.. لكن كل ما يهمنا في الجزيرة هو مياهها فهي المصدر الأساسي في أكل عيشنا"، مؤكدًا أنه إذا تم منعهم من الغوص أو زيارة مياه الجزيرة سيؤثر ذلك عليهم في مكسبهم، وأن ما يهم شركات السياحة هو ذلك. عن جمال الجزيرة .. وأوضح أن مياه جزيرة تيران بها العديد من الشعب المرجانية الخلابة التي يأتي إليها السياح من جميع بلدان العالم، كما أن رمال الجزيرة نفسها مبهرة و ممتعة للأعين، فعلى الرغم من منع السياح من أن يخطوا أرض الجزيرة بسبب وجود قوات حفظ السلام على أرضها إلا أن البعض تثنى له زيارة شاطئ الجزيرة أكثر من مرة، قائلًا: "في كل مرة كنا ننبهر بمدى جمال موقعها". وذكر أنه في إحدى المرات قام بإرسال أحد الأفواج السياحية في الماضي خفية إلى شاطئ الجزيرة واندهش أفراد الفوج جميعهم من عظمة الخالق في صناعة تلك الجزيرة، مشيرًا إلى أنهم كانوا لا يريدون مغادرتها. هبة الملك فيصل للمصريين أما عن قضية ملكية الجزيرة للسعودية فقال إنه يعلم أن الجزيرة كانت هبة من الملك فيصل إلى الجمهورية المصرية، و أنها الآن أرض مصرية مائة بالمائة خاصة أن كل ما يفصلها عن شاطئ شرم الشيخ هو ساعة واحدة بالمركب، و يمكن لأي شخص يقف على ساحل شرم الشيخ رؤيتها بالعين المجردة. مصرية خالصة أما عم محمد، ريس أحد المراكب التي تقوم برحلات لمياه جزيرة تيران، فقال : "أنا لا أعرف شيئا عن جزيرة صنافير لأنه غير مصرح لنا الإبحار تجاهها لكننا نذهب دائما إلى جزيرة تيران ونعلم أنها مصرية خالصة".. متابعًا: "يمكن للسعوديين أن يحصلوا على جزيرة صنافير لكن لا يمكننا التضحية بتيران فلا يشعر بنار ذلك إلا من يقطن هنا و أنا هنا منذ عام 1991 و طوال تلك السنوات أعلم أن تلك الجزيرة مصرية.. وعن رأيه في إقامة جسر بري يربط بين مصر و السعودية، فرأى أن هذا الجسر لن يفيد وأن منع إنشاء الجسر أفضل. الغواصون يمكنهم استبدال أماكن الغطس أما أمير شعراوي، أحد أشهر مدربي الغطس بمدينة شرم الشيخ أبدى عدم قلقه مما يحدث، معربا عن أنه يمكن للغواصين استبدال الغطس في مياه تيران بالغطس في الناحية الأخيرة من مضيق العقبة، لكن في حالة الضغط الشديد للسياحة سيتسبب ذلك في مشكلة كبيرة جدا للغواصين، متنبئًا أن يفيد الجسر البري السياحة وينعشها في المقابل. فيما رأى أحمد عبد الهادي أحد منظمي الرحلات النيلية عن إقامة الجسر البري الذي سيربط بين الأراضي المصرية و السعودية : "لن يخدم السياحة بصورة كبيرة لكنه سيسهل للمصريين السفر لأداء مناسك العمرة بمكة المكرمة فهو أسهل و أوفر بكثير". و قال أمير محمود، أحد مدربي الغطس، عن جزيرة تيران : "لا يمكنهم تغيير أي شيء فهذا هو مصدر رزقنا.. و لو تم منعنا سنذهب إليها غطسا!". و قال حاتم الهواري، مصور يعمل بمجال السياحة، إنه لم يتغير أي شيء بخصوص الغوص بجانب جزيرة تيران المصرية، مشيرًا إلى أنهم يذهبون بجانب الجزيرة ولا يوجد أي قوة على وجه الأرض تستطيع أن تمنعهم من الغوص بجانبها- على حد قوله. وعبر عن تأييده إقامة الجسر البري، قائلًا: "هو لن يضر أحدا بالعكس بل سيكون مفيدا جدا وسيقوم بفتح خطوط اقتصادية جديدة بالإضافة إلى تشغيل الكثير من العاملين". وتابع: "أنا لا أعلم إن كانت هذه الجزر مصرية أم سعودية.. فقد سمعت أنها سعودية و لكنها تحت الحماية المصرية.. لكنها مجرد أقاويل ليس أكثر". السياح المصريون يتحسرون على فقدانها و بسؤال بعض السياح المصريين الذين قاموا برحلة إلى مياه جزيرة تيران، قالت نشوى مجدي مستنكرة : "لا يوجد من يهادي غيره بجزيرة!.. كيف يمكن للجزيرة أن تكون غير مصرية و أنا أراها من نافذة غرفتي بالفندق! و على الرغم من أنني لم أزر شرم الشيخ كثيرا لكني في كل مرة قمت بزيارتها كنت أنظر إلى جزيرة تيران و أعلم أنها مصرية". و قال أحمد فتحي : أنا في حالة نفسية سيئة و أعاني من الاكتئاب منذ أن عرفت ذلك الخبر.. و هذا ما دفعني للمشاركة في مظاهرات نقابة الصحفيين.. فقد كان لا بد من تعمير تلك الجزيرة بأي وسيلة.. و الآن و بعد أن تركناها مهجورة لسنوات طويلة نتركها لدولة أخرى بكل بساطة! و قالت منى عبده و هي أيضا إحدى زائري مياه جزيرة تيران : لا أعلم إن كان هذا الجسر سيكون مفيدا أم لا.. وأنا استمع للعديد من الأقاويل ولا أعلم أيهما صحيح و أيهما مخطئ.. فأنا حائرة كثيرا في فهم ما يحدث.. و أرى أن الرئيس قد تسرع في اتخاذ ذلك القرار لكنني في نفس الوقت أثق فيه و أعلم أنه لن يبيع شبرا واحدا من تراب وطنه خاصة أنه رجل عسكري و يعلم قيمة تلك الأرض بالنسبة لنا.. وأنا أرى أنه على الشعب أن يهديه قليلا و ينتظر و لا يتسرع في الحكم لأن ذلك يؤدي إلى تحجيم الأمور في أكثر من حجمها.