فجر قرار تأجيل رئيس المجلس، سليم الجبوري، لجلسة البرلمان المخصصة للتصويت على التشكيلة الوزارية الجديدة إلى غداً الخميس، غضب العديد من النواب الذين طالبوا "الجبوري" بعقد جلسة استثنائية لتحقيق مطالب الشعب وإلغاء المحاصصة، كما قرر عشرات النواب الاعتصامبعد ظهر أمس الثلاثاء داخل مبنى البرلمان للمطالبة باقالة رئيس المجلس سليم الجبوري بعد ظهر أمس الثلاثاء داخل مبنى البرلمان للمطالبة باقالة رئيس المجلس. وفي هذا الصدد، ترصد "الفجر" الأحداث الأخيرة التي قام بها النواب داخل مجلس النواب العراقي.
حقيقة الأزمة يعيش العراق في أزمة سياسية، بعد أن طلب رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي إقالة وزراء حكومته الحالية وتشكيل وزارة جديدة من التكنوقراط، لكن هذا المشروع اصطدم بجدار المحاصصة الطائفية الذي تقوده الكتل السياسية الكبرى في البلاد، مما اضطره لترشيح كابينة وزارية جديدة تضم شخصيات سياسية والإبقاء على الوزراء الأكراد في الحكومة الحالية في مناصبهم للوزارة المقبلة، الأمر الذي رفضه نواب في كتلة دولة القانون بزعامة نوري المالكي والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر ومستقلين.
تفجير الأزمة بالبرلمان تفجرت الأزمة داخل البرلمان العراقي عقب قرار رئيس المجلس، بإرجاء التصويت على التشكيل الوزاري الجديد الذي اقترحه رئيس الوزراء، حيدر العبادي، حتى غد الخميس، مما أدرى إلى تفجير موجة من الغضب في نفوس النواب الذين طالبوا "الجبوري" بعقد جلسة استثنائية لتحقيق مطالب الشعب وإلغاء المحاصصة. وذكرت مصادر برلمانية، أن ما يقرب من 50 نائباً قد طردوا أعضاء هيئة الرئاسة من قاعة البرلمان لعدم الاستجابة لطلبهم بالتصويت على قائمة التكنوقراط والخضوع لإرادة الكتل السياسية، كما صعد النواب الغاضبون إلى موقع جلوس رئيس المجلس ونائبيه الذين غادرا القاعة، وردد النواب هتافات "الشعب يريد إسقاط المحاصصة"، كما أعلن عدد من النواب الاعتصام في قاعة مجلس النواب حتى إلغاء قائمة المحاصصة. كما أن رئيس الحكومة، العبادي، عقد فور وصوله بعد ظهر أمس الثلاثاء إلى مبنى مجلس النواب اجتماعاً مع قادة الكتل السياسية بهدف إقناعها من أجل تمرير الأسماء المرشحة لتشكيلته الوزارية المقترحة.
جمع توقيعات لإقالة الرئاسات الثلاثة وعلى إثر هذا القرار، أعلنت مجموعة من النواب عن جمع توقيع 105 نائباً للمطالبة بإقالة الرئاسات الثلاث "الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية"، ورفض القائمة الجديدة البديلة لقائمة التكنوقراط.
اعتصام داخل المجلس وواصل عشرات النواب العراقيين اليوم الأربعاء اعتصامهم، الذي بدأوه بعد ظهر أمس الثلاثاء داخل مبنى البرلمان للمطالبة باقالة رئيس المجلس، إثر تأجيل جلسة تصويت على مرشحي رئيس الوزراء حيدر العبادي. وبدأ الاعتصام في قاعة اجتماعات مجلس النواب باحتجاجات وصيحات أطلقها عدد كبير من الأعضاء إثر قيام رئيس المجلس بتأجيل جلسة التصويت إلى الخميس، وشارك في الاعتصام نواب يمثلون جميع الكتل السياسية.
ردود فعل النواب قال النائب اسكندر وتوت لفرانس برس، إن الاعتصام الذي استمر ليلة أمس بمشاركة أكثر من خمسين نائباً، مستمر حتى تنفيذ مطالب النواب. فيما أكدت النائبة زينب الطائي عن التيار الصدري، أحد المشاركين في الاعتصام، أن الاعتصام استمر ليلة أمس داخل مبنى البرلمان بمشاركة حوالى 55 نائباً من مختلف الكتل السياسية. وأضافت أن المطلب الرئيسي للنواب هو إقالة رئيس المجلس ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم، قائلةً: "لقد وقع أكثر من 150 نائبا على هذه المطالب". في حين أعلنت كتلة الأحرار النيابية، أنها لم توقع على وثيقة الإصلاح، واعتبرت أن البقاء بحكومة محاصصة جديدة هو عملية انتاج للفساد والفشل مرة أخرى. وذكر بيان الكتلة أن العراق يمر بمنعطف تاريخي مهم من أجل تصحيح مسار العملية السياسية، مبينةً أنه لا بد من نقل الحقيقة والصورة الواضحة لعامة الشعب وخاصة عبر القنوات الفضائية. وأكدت الكتلة أنها لم توقع على تلك الوثيقة، لافتةً إلى أن الموقف واضح وهو عدم الحضور ورفض المحاصصة الجديدة. كما قالت النائبة عالية نصيف، أن ما حصل هو ثورة بيضاء وانتفاضة للنواب الرافضين المحاصصة والذين يعبرون عن إرادة الشعب. وأكدت نصيف، أن معظم النواب الذين يمثلون جميع الكتل والشرائح في المجتمع العراقي اعلنوا التمرد ضد المحاصصة وقرروا الاعتصام داخل مجلس النواب.
عراك بالإيدي بين النواب وشهدت جلسة اليوم فوضى وعراكاً بالأيدي بين نواب التحالف الكردستاني وعالية نصيف من دولة القانون التابعة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي، كما حدثت مشادة كلامية بين النائب المستقل مشعان الجبوري ونواب من التحالف الكردستاني.
استمرار الاعتصام وقرر المئات من النواب مواصلة الاحتجاج والاعتصام داخل مقر البرلمان، حيث أكد نواب التيار الوطني، أنهم لن يخرجوا إلا بإقالة الرئاسات الثلاث، وتم جمع أكثر من 100 توقيع لإقالتهم
مظاهرات وسط بغداد وتزامناً مع الاعتصام البرلماني، انطلقت تظاهرات في ساحة التحرير وسط بغداد، ويُقال أنها ستتحول مجدداً إلى اعتصام فضلاً عن اعتصامات في المحافظات الجنوبية.
مطالب لحل المجلس وعلى إثر تلك الأزمة، طالب رئيس مجلس النواب العراقي النواب، اليوم، بالتوقيع على عريضة لحل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة، بحسب المتحدث باسم الجبوري، عماد الخفاجي.
دعوة للرئيس وأخيراً طالب رئيس البرلمان العراقي، رئيسي الجمهورية والوزراء لعقد اجتماع عاجل اليوم، كما طلب الجبوري، من رئيس الجمهورية فؤاد معصوم الحضور إلى الجلسة الطارئة للتباحث في تداعيات اعتصام النواب.