في الثاني من أبريل لكل عام يحتفل عالم الكتاب والكتّاب والمثقفين المهتمين بأدب الطفل بيوم الكتاب العالمي للأطفال، منذ عام 1967، ويجتمع المؤلفون من جميع أنحاء العالم للفت الانتباه إلى أهمية كتب الأطفال. الهدف
ويهدف الاحتفال بهذا اليوم إلى مواجهة التحديات الثقافية التي تواجه الطفل، وتأهيله لكيفية التعامل معها والاستفادة منها، وكذلك تنمية قدرات الأطفال الذهنية والمعرفية، وتنمية مهارات التواصل مع الآخرين باعتبارهم ركيزة أساسية للمستقبل من خلال التشجيع على القراءة والمطالعة، فمما لا شك فيه أن القراءة في السنوات الأولى من حياة الطفل هي التي تشكل فكره وتعده لمواجهة المستقبل. ويوم الاحتفال العالمي لكتاب الطفل يوافق يوم ميلاد الكاتب الدنماركي «هانس كريستيان أندرسن» رائد أدب الطفل في العالم، الذي استطاع النفاذ إلى عالم الأطفال بخياله الجامح، الذي صنع منه أهم وأشهر كاتب للأطفال في التاريخ. ورغم أن «أندرسن» كتب في مختلف حقول الأدب كالرواية، والنص المسرحي، والشعر غير أن موهبته تجلت، أكثر ما تجلت، في مجال الحكايات الخرافية التي برع في كتابتها ليحتل مكانة بارزة في هذا المجال على مستوى العالم، فحكاياته تأخذ من ناحية الشكل قالب الحكاية الشعبية، وبعضها ينطلق من القصص الخرافية التي سمعها عندما كان صغيراً.
وعلى الرغم من أهمية هذا الحدث إلا أننا قد نلاحظ تجاهل بعض المؤسسات الثقافية والأدبية والإعلامية العربية لهذا الحدث، إما بسبب عدم درايتها به، أو لكون الطفل وكتاب الطفل لا يشكلان أولوية على أجندتها الخاصة، بل إن البعض يكتفي بالإشارة إليه من خلال خبر إعلامي تتناقله وسائل الإعلام
أزمة حقيقية هذا الحدث السنوي الذي يقام تحت رعاية المجلس الدولي لكتب الأطفال يأتي ليقرع أجراس التنبيه في بلادنا العربية، ليذكرنا بأهمية القراءة للطفل ويجعلنا نتساءل ماذا عن كتاب الطفل؟ وهل بالفعل هناك أزمة حقيقية في الإنتاج الأدبي الخاص بالأطفال؟ والمدقق للنظر يرى أن أدب الطفل في العالم العربي يشهد تراجعًا في إنتاج المادة المقروءة، وانخفاضاً في عدد الأطفال القارئين، وهو ما أكدت عليه الدراسة المعدة مؤخرا من قبل منظمة اليونسكو، حيث أشارت الدراسة إلى أن متوسط قراءة الطفل في العالم العربي لا يتجاوز 6 دقائق في السنة، وأن مجموع ما تستهلكه كل الدول العربية من ورق ومستلزمات الطباعة يكاد يوازي ما تستهلكه دار نشر أوروبية واحدة.
الأسباب البعض يرجع سبب هذه المشكلة إلى تهميش الكاتب العربي لقراءة الطفل، وعدم إعطائه أهمية للإنتاج الأدبي الخاص بالأطفال، في حين يرى البعض الآخر أن غياب موضوعية النقد وحياديته هو السبب الذي يجعل بعض المرتزقة من النقاد يسمحون بوقوع مواد مقروءة ذو محتوى رديء بين يدي أطفالنا. اجتماع المؤلفون من جميع أنحاء العالم ولد «هانس كريستيان أندرسن»، رائد أدب الطفل، في 2 أبريل من عام 1805 وتوفي في كوبنهاغن، في الرابع من أغسطس في عام 1875، من هنا يحتفل العالم في يوم ميلاده في الثاني من أبريل بصفته اليوم العالمي لكتاب الطفل، وفي هذا اليوم يجتمع المؤلفون من جميع أنحاء العالم للفت الانتباه إلى أهمية كتب الأطفال، ويرعى هذا الحدث المجلس الدولي لكتب الشباب، وهو منظمة تمثل شبكة دولية من الناس من جميع أنحاء العالم ممن يسعون لترقية ودعم كتب الأطفال، وتشمل الاحتفالات لقاءات مع المؤلفين والرسامين، ومسابقات كتابة، والإعلان عن جوائز تُمنح لكُتّاب الطفل.