الشهيد الفريق عبد المنعم رياض، واحداً من أشهر العسكريين العرب الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن يعيش وطنهم، وصاحب المقولة الشهيرة "أنا لست أقل من أي جندي يدافع عن الجبهة، ولابد أن أكون بينهم في كل لحظة من لحظات البطولة"، وأثبت "رياض" أنه رجل أفعال وليس أقول، حيث استشهد في إحدى مراحل حرب الاستنزاف يوم 9 مارس 1969. ميلاده ونشأته ولد الفريق محمد عبد المنعم محمد رياض عبد الله، في قرية سبرباي إحدى ضواحي مدينة طنطا محافظة الغربية في 22 أكتوبر 1919، والتحق بالكلية الحربية دفعة أكتوبر عام 1936، عين عبد المنعم رياض بعد تخرجه في سلاح المدفعية، والتحق بإحدى البطاريات المضادة للطائرات في الإسكندرية والسلوم والصحراء الغربية خلال عامي 1941 و1942 حيث اشترك في الحرب العالمية الثانية ضد القوات الإيطالية والألمانية.
حياته العسكرية وتدرج "رياض" في العديد من المناصب العسكرية، حيث تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في عام 1951 وكان وقتها برتبة مقدم، ثم عين قائداً للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية عام 1953، وفي العام التالي اختير لتولي قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية، ثم شغل منصب رئيس أركان سلاح المدفعية عام 1960 ثم نائب رئيس شعبة العمليات برئاسة أركان حرب القوات المسلحة عام 1961، وأسند إليه منصب مستشار قيادة القوات الجوية لشؤون الدفاع الجوي، وأخيراً تم تعيينه كأميناً عاماً لجامعة الدول العربية في عام 1968. دوره في الحرب العالمية الثانية شارك "رياض" في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين عامي 1941 و1924، حيث عُين عقب تخرجه من الكلية الحربية بإحدى بطاريات المدفعية المضادة للطائرات، واشترك مع سرايا المدفعية المصرية التي كلفت بالدفاع الجوي ضد الطائرات الألمانية والإيطالية، في الإسكندرية والسلوم والصحراء الغربية.
في حرب فلسطين كما شارك "رياض" في حرب فلسطين عامي 1947 و1948، حيث كان يعمل في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل الوحيدة بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، وحقق "رياض" انجازاً كبيراً في هذه المهمة، وأظهر مقدرة عسكرية جيدة، حصل على إثرها على وسام الجدارة الذهبي عام 1949.
العدوان الثلاثي كما لعب "رياض" دورًا هام أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، حيث كان وقتها قائداً للدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية، واستطاع أن يحقق الكثير من الانجازات، حيث أسقط سلاحه الكثير من طائرات العدو.
1967حرب الاستنزاف كما حقق "رياض" الكثير من الانجازات مع رجال القوات المسلحة، خلال نكسة 1967 وحرب الاستنزاف، والتي كان أبرزها معركة رأس العش التي منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بورفؤاد الواقعة على قناة السويس وذلك في آخر يونيو 1967، كما ساهم في تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967 وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي 1967 و1968، وخاض العديد من العمليات العسكرية التي أسفرت عن تدمير 60% من تحصينات خط برليف الذي تحول من خط دفاعي إلى مجرد إنذار مبكر، وعلى إثر تلك الانجازات قرر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، تعيينه رئيساً للأركان الحربية. إشرافه على تدمير خط بارليف وكانت آخر قرارات "رياض" هي أن يشرف بنفسه على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف خلال حرب الاستنزاف، وحدد يوم السبت 8 مارس 1969 لبدء تنفيذ الخطة، وفي التوقيت المحدد انطلقت نيران المصريين لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر في ساعات قليلة.
وفاته وفى صباح اليوم التالي من بداية تنفيذ خطته لتدمير خط بارليف، قرر الفريق أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى نتائج المعركة ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، وقرر أن يزور الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق، وشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة الفريق، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها واستمرت المعركة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها، ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفى عبد المنعم رياض بعد 32 عاما قضاها عاملا في الجيش متأثراً بجراحه.