مواطنون ببني سويف عن «المعديات»: - عمرها الافتراضي انتهى وأصبحت طريق للموت - منتهية الصلاحية ولا يمكن صيانتها وإصلاحها - أصحابها يتسابقون في زيادة الأحمال والرقابة خارج الخدمة - وسيلة الانتقال لانشات مرخصة وغير آمنة محافظ بني سويف عن «المعديات»: - شكلنا لجنة لفحص المعديات والتأكد من تراخيصها - سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الوحدة المخالفة - شددت على اللجنة بإعداد تقرير شهري للحفاظ على سلامة المواطنين
رصدت عدسة «الفجر» ما يتعرض له مواطني محافظة بني سويف، من خطورة نتيجة استخدام المعديات النيلية المنتشرة على أطراف قرى مراكزها الأربعة الواقعة على نهر النيل «الواسطي، ناصر، ببا، الفشن» فهذه الدقائق المعدودة التي تقطعها «معديات الموت» بالنيل للعبور للضفة الآخرى من النهر، قد تكون دقائق تفصل أحيانًا بين الحياة وقبضة عزرائيل، ربما تكون تلك العبارة الأنسب لوصف حالة «الخطر» التي تواجه أهالي بني سويف، فكوارث المعديات تقع من حين لآخر يدفع ثمنها البسطاء، خاصة بعد أن تحولت هذه المعديات إلىخطر داهم على حياة المواطنين.
مواطنون ببني سويف: الحمولة الزائدة سبب رئيسي في غرق المعديات وقال محمد البطل- محاسب من قرية الفنت، إن المعديات أصبحت خطرًا يهدد حياة المواطنين وأرواحهم، فهذه المعديات أصبحت بمثابة «نعوش عائمة» لكون معظمها متهالكًا وعمرها الافتراضي منتهيًا، ولا تعرف شيئا اسمه «الصيانة» والبعض الآخر يسير بدون تجديد لرخص بحارتها، لكن المواطنين ليس بأيديهم شيء فهم يترددون يوميًا على المدن لتلبية احتياجاتهم، فمنهم من يستقلها للذهاب إلى عمله والبعض الآخر يستقلها للانتقال إلى المدينة لقضاء احتياجاته وطلاب المدارس يستقلونها للذهاب إلى مدارسهم.
وأضاف على يونس- مزارع من قرية الفقاعي، أن الحمولة الزائدة تتسبب في العديد من حالات الغرق للمعديات، فضلًا عن رعونة قائد المعدية حيث يتسابقون سائقوها فيما بينهم للفوز بأكبر عدد من الركاب، بالإضافة إلى عشوائية الحركة فوق المياه، وتحتوي محافظة بني سويف على العديد من المعديات بمختلف مراكز المحافظة منها معديات «كفر منصور، زهرة الشرق، غياضة الشرقية، الشراهنة وبني عقبة، أشمنت».
وأوضح أحمد شعبان- مدرس، أن مركز «ببا» يقسمه نهر النيل إلى نصفين تربطهما معديات نيلية ولا يوجد كوبري أو طريق آخر بديل على مسافة 30 كيلو متر، ولا يجد المواطن أمامه سوى النقل النهري كوسيلة مواصلات وحيدة للانتقال بين البر الشرقي والغربي للنيل، والتي انقطعت هي الأخرى وانفصل الجانبين عن بعضهما منذ 15 يوماً، وعاشت أكثر من 9 قرى بالبر الشرقي في عزلة بعد وقوع مشاجرة بين سائقين المعديات بمحطة «رسو» بالجانب الشرقي من النيل بقرية غياضة الشرقية، وأصحاب المقاهي وأهالي قرية كفر ناصر«محطة رسو من الجانب الغربي من النيل» ليقوم الطرف الأخير بمنع الأول من رسوم المعديات ونزولهم إلى البر الغربي، لتتوقف المعديات عن نقل المواطنين والبضائع والسيارات وتكون وسيلة الانتقال هي لانشات غير آمنة ومرخصة أو الاتجاه إلى مدينة بني سويف عبر كوبري النيل وقطع 60 كيلو للوصول إلى الجانب الغربي بمدينة ببا.
أخصائي يكشف ل«الفجر»: غرق 37 شخص ضريبة الإهمال وكشف محمد عبد الحليم- أخصائي اجتماعي، عن أن حوادث وكوارث المعديات كثيرة ولكن أشهرها حادثة قرية أشمنت بمركز ناصر، التي أسفرت عن غرق 37 شخصًا أثناء توجههم للبر الشرقي للمشاركة في تشييع جنازة أحد أهالي القرية، والتي كشفت تحقيقات النيابة فيها عن عدم التزام مستأجري المعدية بشروط الأمن والسلامة، حيث يعملون بالمعدية بدون أبواب جانبية وخلفية، فضلاً عن الكارثة التي كانت ستقع بسبب معدية قرية الفقاعي بمركز ببا، والتي كان يستقلها أكثر من 75 مواطنًا وكادوا أن يتعرضون للغرق لولا تدخل العناية الإلهية وغيرها من الحوادث المتكررة يوميًا.
مواطن عن «المعديات» متسائلًا: أين دور المسطحات المائية في الرقابة وأشار جابر جنيدي- تاجر، إلى أن معظم أصحاب المعديات الخاصة ليس لهم سوى الكسب اليومي ولا يوجد بها وسائل إنقاذ سريعة في حالة وقوع حادث غرق أو تعرض المواطنين للخطر، فكل عام تتكرر الكوارث في النيل بسبب المعديات التي يقودها أشخاص غير مؤهلين للملاحة النهرية كما أن هذه المعديات معظمها قديم ومتهالك، وأين دور المسطحات المائية في الرقابة على هذه المعديات، فلماذا لا تقوم المحافظة بدلًا من تأجير الشاطئ لأشخاص ويكسبون ملايين الجنيهات سنويًا، لماذا لا تقوم المحافظة بشراء عدد من المعديات لمدن بني سويف الواقعة علي نهر النيل وتشغيلها والاستفادة من المكسب المادي في إقامة المشروعات بالمدن وتشغيل الشباب.
محافظ بني سويف يشكل لجنة للتفتيش على الوحدات النيلية وأكد محافظ بني سويف المهندس شريف حبيب، أنه شكل لجنة للتفتيش على الوحدات النيلية بفحص ومراجعة تراخيص وأوراق المعديات النيلية، والتأكد من مدى صلاحيتها وحصر المخالف منها، مشيرًا إلى أنه تم التأكيد على اللجنة بضرورة التفتيش الدوري على الوحدات النيلية والمعديات، للتأكد من التراخيص الصادرة لها والصلاحية الفنية، واشتراطات الصحة والسلامة المهنية، والحمولة المقررة، وكافة الاشتراطات اللازمة للتشغيل.
وأوضح «حبيب»- في تصريحات خاصة ل«الفجر»- أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه الوحدة المخالفة، وإيقافها عن العمل لحين استيفاء الاشتراطات اللازمة، مشددًا على ضرورة إعداد تقرير شهري بنتيجة عمل اللجنة، وذلك بصفة دائمة.