شنت الوحدات المحلية والأجهزة الأمنية في يوليو الماضي حملات مشددة على المعديات النيلية، في أعقاب غرق مركب نقل أهالي بمنطقة الوراق في محافظة الجيزة توفي إثره 16 مواطنًا كانوا على متنها. إلا أن تلك الحملات المكثفة لضبط المراكب والمعديات المخالفة عوامل السلامة والآمان لم تستمر طويلاً، وعاد المخالفون مرة أخرى. بني سويف إحدى المحافظات الشاهدة على عودة مخاطر وسائل النقل المحلية عبر نهر النيل. ففي مركز ببا جنوبًا والمقسم بنهر النيل إلى نصفين لا رابط بينهما إلا المعديات وطريق وحيد على مسافة 30 كيلو متر، لا يجد المواطن أمامه سوى النهر طريقًا للانتقال بين البر الشرقي والغربي عبر مراكب نقل متهالكة ولانشات صغيرة يوجهها أطفال تبحر على شفا الغرق. "رضينا بالهم..." "نعيش كارثة حقيقية.. انقطعنا عن أعمالنا.. لا سبيل لدينا سوى لانشات الموت..." عبارات حاول أشرف كمال من قرية غياضة الشرقية أن يصف بها، لمصراوي، حال وسائل النقل بين البر الشرقي والغربي في ببا بعد مشاجرة بين سائقي معديات الجانب الشرقي وأصحاب مقاهي وأهالي قرية كفر ناصر في محطة رسو الجانب الغربي من النيل، انفصل إثرها الجانبين و9 قرى بالبر الشرقي لأربعة أيام متتالية، ما حاول أهالي البر الشرقي تجاوزه باللجوء إلى وسيلة غير مرخص لها لما بها من مخاطر قد تفضي إلى كارثة كتلك التي شهدتها منطقة الوراق بالجيزة. ويضيف "كمال": "ليس أمامنا إلا التنقل بلانشات يقودها أطفال وترسو بنا في قرى بعيدة عن مدينة ببا" "3 معديات للمركز بأكمله" أحمد أبو النور وهو سائق معدية، قال لمصراوي: "مركز ببا بأكمله لا يتملك إلا 3 معديات إحداها ملك الوحدة المحلية وتخضع للصيانة حاليًا، والأخرتان ملك الأهالي.. مرخصتان نعم لكن لا تكفيان لنقل البضائع والركاب والأهالي والسيارات وخدمة قرى غياضة الشرقية وجبل النور وأبو شديد والنجوع والنزلة والمطرانة وعزبة تركي وعزبة حمودي والدهايبة والزارة والعجرة والمضل، بالإضافة إلى نقل مسيرات الجنازات من مدينة ببا وقرها الغربية إلى المدافن بالشرق. ولا سبيل بعد المشاجرة الأخيرة إلا المسير مسافة 60 كيلو عبر الطريق الزراعي ببا - بني سويف ومنها إلى مدينة بني سويف وكوبري النيل العلوي إلى الطريق الصحراوي الشرقي وصولاً إلى المقابر". من جانبه، قال محمود المغربي، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة ببا: "دائمًا ما تحدث مناوشات بين أهالي قريتي كفر ناصر وغياضة الشرقية وسرعان من يتدخل كبار العائلات ويتم حلها إلا أن الأمر تطور هذه المرة ومنع أهالي كفر ناصر معديات الجانب الشرقي من الرسو، ما تطلب تدخل الأجهزة الأمنية وقوات الشرطة لحل المشكلة والصلح بين القريتين، وتم الاتفاق على السماح برسو المعديات دون مشاكل مع تعيين غفراء شرطة لتأمين سير المعديات ومنع الاحتكاك بأطقمها"، مضيفًا: "المعدية الخاصة بالوحدة المحلية تم نقلها إلى الترسانة البحرية للصيانة وأمامها أسبوعين لدخول الخدمة"، إلا أن الأمر وفق مراسل مصراوي يحتاج لأكثر مما أتيح حاليًا.