قال اللواء محمد الغباشى الخبير العسكرى وأمين الإعلام لخزب حماة الوطن، إن الهدوء الذى تتمتع به سوريا الآن بموجب قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار والأعمال العدائية، ليس فى حد ذاته دلالة على نجاح الأطراف الفاعلة فى المشهد السورى فى التوصل لصيغة توافقية لحل الأزمة، وإنما يكمن النجاح فى قدرة تلك الأطراف على استثمار وقف اطلاق النار فى الدفع بالعملية السياسية فى البلاد للتوصل إلى صيغة تنفيذية للبدء فى مرحلة انتقالية وفقا لمخرجات وثيقة جنيف 1 وقرار مجلس الأمن رقم 2259. وأكد الغباشى ل"الفجر"، أنه من الصعب تصور استسلام السعودية وتركيا كأهم الداعمين لفصائل المعارضة السورية المسلحة للارادة الروسية والإيرانية، حيث نجحتا فى فرض أجندتهما على المشهد السياسى والعسكرى السورى وقدمتا الدعم السياسى الكبير للرئيس السورى بشار الاسد، مضيفا أن الرياض وأنقرة ستواصلان التنسيق الثنائى فيما بينهما من أجل تقديم الدعم لفصائل المعارضة المسلحة واجهاض أي حلول من شأنها الحفاظ على بشار الأسد على رأس السلطة. وأشار الغباشى إلى أن الفترة المقررة لوقف اطلاق النار فى سوريا هى فترة مؤقتة ستنتهى قريبا لتعود المواجهة المسلحة لتفرض نفسها من جديد على المشهد، وذلك حال فشل الاطراف فى التوصل إلى صيغة توافقية للبدء فى مرحلة انتقالية، موضحا أن الأزمة الحقيقية تكمن فى البيئة الاقليمية والدولية شديدة التوتر والمشحونة بالكثير من عوامل تضارب المصالح التى تخيم على الأجواء وتلقى بظلالها على المشهد السورى وتعوق ايجاد الأرضية المشتركة الدافعة للتوصل إلى الصيغة التوافقية لحل الأزمة بما يحقق مصالح جميع الاطراف، معلقا: هناك سؤال يفرض نفسه ويصعب الاجابة علية وهو ماذا بعد وقف اطلاق النار؟.