تشرد 500 أسرة بعد إغلاق المقاهي دون أوراق رسمية برغم إغلاق المقاهي.. فاتورة كهرباء شهرية تطالب أصحابها بدفع 3000 آلاف جنيه علامات استفهام حول تدخل بيزنس "ساويرس" وعلاقته بإغلاق المقاهي مسؤول ب"الحي" يقترح على احد المتضررين الانتحار أسفل عربات مترو الأنفاق صاحب مقهى يُطلق زوجته.. وآخر يفسخ خطبته .. مؤكدين: "بيوتنا اتخربت" صاحب مقهى: أمتلك مقهى لا يمكنني الاقتراب منه ب"أوامر عليا" "عايزين نبقي داعش يعني" .. بهذه الجملة بدأ "إبراهيم الديب " صاحب احد المقاهي التي تم غلقها منذ عام بمنطقة البورصة بوسط البلد، إبراهيم رجل يتعدى عمره ال50 عام مسؤول عن أسرة مكونة من 5 أفراد يقسم بأنه سيخرج ابنته من المدارس لأنه الآن ليس لديه القدرة على مصاريف المدرسة والطعام والمعيشة . روى إبراهيم ل"الفجر" أنه تخرج من كلية التجارة جامعة عين شمس، ولكنه منذ تخرجه لم يلتحق بأي وظيفة إلا عمله في مقاهي احد أقاربه في وسط البلد بمنطقة البورصة ايضا٬ حتى استطاع أن يفتتح كافيه خاص به في نفس المنطقة، كان يعمل به 13 فرد تم تسريحهم بعد إغلاقه رغم أن أوراقه مكتملة، مشيرًا إلى أن لديه تصاريح فتح لمقهى مأكولات ومشروبات ساخنة وباردة. وأوضح "إبراهيم" أنهم في العام الماضي تفاجأوا بنزول رئيس الحي المنطقة وترافقه قوات خاصة، وقاموا بإغلاق جميع المقاهي المرخصة والغير مرخصة في حالة من الذهول انتابت أصحابها، لافتًا إلى أنه كان من المعتاد عندما يكون هناك غرامة أو تجاوز يحدث غلق مدته يومين، ويقومون بعدها بدفع الغرامة وعمل المصالحة ليفتحوا محلاتهم من جديد. وأشار إلى أنه في هذه المرة قامت القوات بترهيبهم وبث الخوف في قلوبهم وتحذيرهم بأنه في حالة فتح المقاهي سيتم القبض عليهم وتغريمهم 10 آلاف جنيها، متابعًا: "وعندما قررت فتح المحل ليلا لأخذ بعض الأشياء منهم قامت قوة بالقبض علي ووضعي في الحجز ليلة بكاملها وسط المجرمين الذين قاموا بسلب كل ما معي حتي لا يتجرأ احد أن يفعل مرة أخرى ما فعلت". وتساءل: "فكيف أن يحرم علينا دخولنا محلاتنا التي نمتلكها.. وما هو العمل الذي يمكنني فعله غير إدارة المقهى كما تعلمت.. ومن أين أطعم أولادي وأقوم بسد احتياجات منزلي فهل الحكومة تزيد علينا الخناق من أجل أن نصبح أكثر عنفا معهم ونصبح دواعش.. عام مضى نطرق جميع الأبواب ولا احد يجيب لماذا تم غلق المقاهي المرخصة وذات الأوراق المكتملة". علامات استفهام حول علاقة ساويرس بالمنطقة ولاحقه في الحديث "حسام مصطفي"، صاحب مقهي بمنطقة البورصة، حيث أشار إلى أنه توارث هذا المقهى عن جده ويعمل منذ طفولته وشقيقه و10 آخرين، قائلًا: "12 بيت تم غلق باب رزقهم منذ عام ولا احد يستجيب.. هل هم يريدون شراء محلاتنا حسبما سمعنا لصالح (نجيب ساويرس) الذي ذاع أنه قام بشراء المنطقة لتحويلها لمنطقة سياحية"، متابعًا: "اما بالفعل كما قال لنا النقيب محمد مجدي أن البورصة هي ميدان التحرير الثاني الذي يجب وأده قبل اندلاع ثورة أخرى" . واستكمل: "يقول لنا المسؤولين انتم كسبتم كتير.. نعم كسبنا في الماضي الكثير ولكن الآن لا نجد قوت يومنا وقوت أولادنا 500 منزل تم تشريدهم في خلال عام"، موجهًا حديثه للرئيس السيسي: " فكيف أن تتحدث عن محدودي الدخل وتوافق علي تشريد هذا الكم من الأسر.. فنحن لسنا الوحيدين من تم تشريدهم بل يرتبط دائما بالمقاهي الفحامين وتجار الشاي والسكر وغيرها من التجار الذين كانوا يعملون معنا". مغلق بأوامر عليا أما محمد الشاب الذي لا يتعدى ال30 عام من عمره الذي كان أكثر انفعالا ويتحدث بصورة هيستيرية لدرجة انك تصدم في بادئ الأمر من حديثه وتظنه مريضا نفسيا بسبب انفعاله٬ والذي بدأ حديثه محمد ب "أنا طلقت مراتي ..هاجيب منين.. بعد ما كنت بكسب فلوس كتير ورحت اتجوزت وقلت أكمل نص ديني.. دلوقت مبقاش عندي فلوس بقيت بشتغل في قهوة ب50 جنية في اليوم.. وعندي التزامات غير دفع ايجار شقة وعلاج أمي المريضة.. أنا في رقبتي 14 فرد أعولهم فهل يعقل أن تكفيهم 50 جنيها في اليوم"، متسائلًا: "فهل أعمل كبائع مخدرات من أجل الحصول على الأموال؟". وأوضح محمد، أن المقهى الذي يملكه مرخص ولديه سجل ضريبي وأوراقه مكتملة، قائلاً: "فاذا أرادوا شراء المحل يبلغوني ويأخذوه واذا أرادوا أن يحددوا نوعية الجالسين بالمقهى علي اتم استعداد.. ولكن لابد وأن يتركوني أفتحه من أجل أن أحصل على قوت يومي.. حتي ولو أرادوا أن أحول نشاط المقهى لأي نشاط آخر ولو حتي أبيع جرجير وخضار موافق.. ولكني امتلك محل لا يمكنني الاقتراب منه نهائيا بأوامر عليا لماذا ؟". موت وخراب ديار أما خالد ذلك الشاب في مقتبل العمر لا يتعدى ال25 عاما، يستأجر أشهر مقهى في منطقة البورصة٬ والذي تبلغ مساحته 400 متر، فهو يعمل فيه أكثر من 30 شخص على مدار ال24 ساعة، فيقول إنه اخطأ عندما انصاع للبعض وقام بتقديم الشيشة للزبائن، وهذا هو الخطأ الوحيد الذي اقترفه، لافتًا إلى أنه المتعارف عليه في مثل هذه الظروف دفع غرامة ومنعه بيع الشيشة أو استخراج شهادة طبية لمزاولة تقديم الشيشة في المقاهي، ولكن لم يحدث ذلك معه هذه المرة، حيث قام الحي بإغلاق المحل بالكامل وابلاغ شركة الكهرباء والماء بإزالة العدادات من داخل المحل٬ ومع ذلك فكل شهر يأتي له فاتورة كهرباء تتعدى ال3 آلاف جنيها رغم عدم وجود عداد من الأساس بعد إزالته من قبل شركة الكهرباء بأمر من الحي . ولا يريد مسؤول من الحي منح خالد أو غيره من أصحاب المقاهي أوراق تثبت أمر الغلق من الحي حتى يوقف الضرائب والكهرباء وغيرها من المرافق مما يعد موت وخراب ديار . ولكن المثير للسخرية في حديث "خالد " هو المحضر الذي تم تحريره من قبل النقيب "محمد مجدي" الذي قام النقيب فيه تحرير كل اجابات خالد عليه ب " انا غلطان" فقط لا غير كل اجابته في المحضر الرسمي كلمة واحدة لا يغيرها خالد مما يثير الريبة في قلوب من يقرأ المحضر ويعلم أن هناك خطأ ما أو تعنت ما ضد أصحاب المقاهي، فالكل يجمع على أن الضابط محمد مجدي هو وراء ما يحدث هو ومجموعته المسؤولة عن الحي خوفا من تجمع الثوار والنشطاء على مقاهي البورصة- على حد قولهم. البديل هو الحل وقال كرم، احد العاملين في مقاهي البورصة الذي يبلغ من العمر 29 عاما: "تركت خطيبتي حيث أنني لا أمتلك 5000 جنيها لإتمام الزواج بسبب غلق المقهى الذي كنت أعمل به.. وحاولت أن استلف لأتمم الزواج ولكن لم أجد احد يساعدني لأني الآن بلا عمل وضاق بنا الحال.. وأحاول مرة أخرى البحث عن مكان جديد للعمل أو انتحر مثلما قال لنا احد الضباط في الحي عندما لجاء له احد العاملين بالمقاهي المغلقة وهو يقول له ماذا أفعل وأنا لدي 3 أولاد بعد غلق المقهى.. فقال له الضابط ارمي نفسك تحت مترو الأنفاق وريح نفسك وريحنا من الزن" ويتساءل كرم هل هذا هو الحل عند الحكومة بدلا من أن تخلق لنا بديل كما فعلت مع الباعة الجائلين، فكان الأولى أن يوفروا البديل أو يعيدوا فتح المقاهي المرخصة وليكن حتى بشروطهم. رئيس الحي يصر على الإغلاق دون أرواق رسمية وأضاف محمد عبد المهيمن، صاحب مقهى، أن رئيس الحي اصر على إغلاق المقاهي دون السماح لهم بالاقتراب منها أو منحهم ورقة تفيد الغلق خوفا من رفع قضايا على الحي بهذه الورقة. ويستكمل بأنه إذا كانت الدولة تشجع الاقتصاد فهي الآن تقف أمام انتعاشه، موضحًا أن مثل هذه المنطقة التي كان يأتي إليها المثقفين والسياح وغيرهم من مريدين عبق التاريخ وقد قدم احد المهندسين المالكين لاحد المقاهي من فترة بتقديم تصور إلى محافظ القاهرة "ماكيت" بشكل منطقة البورصة وتطويرها بشكل حضاري مثل منطقة المعز ولكن كانت النتيجة أن المحافظ أزاح الماكيت بقدميه ولم يهتم به رغم أن اصحاب المقاهي هم من اقترحوا تجميع مبلغ مالي من بعضهم من أجل التطوير وتنفيذ المشروع.