«معديات المنيا» تُنذر المسؤولين بحدوث كارثة جديدة و«المواطنون»: المعديات متهالكة ولا تصلح
واقع مرير تشهده المعديات بمحافظة المنيا، من عدم مطابقتها لشروط الآمان والسلامة، واقتياد الصبية لها، دون وجود أي رقابة عليهم، وتحميلها أعداد تزيد عن الحمولة المقررة لها، ما تسبب في وقوع العديد من الحوادث والتي آدت إلى غرق العشرات من أبناء المحافظة.
«مواطنو المنيا»: العبارات تهدد حياتنا لتهالكها وعدم صيانتها رصدت عدسة «الفجر» ما يواجه الأهالي من مخاطر جسيمة تهدد حياتهم اليومية، وقال (سلامة عبد المحسن- ابن قرية بني خالد بمركز سمالوط)، إن المعديات غير مطابقة للمواصفات واحنا بنموت في الآخر ولم يُعاقب أحد من المتسببين في ذلك، مؤكداً أنها تُعد وسيلة المواصلات الوحيد التي تنقلهم من محل إقامتهم بالبر الشرقي لعمله بالبر الغربي قائلاً:«الأطفال اللي بتسوقها ولا يوجد حواجز حديدية تمنع سقوط السيارات التي تحملها بنهر النيل بالإضافة إلى الحمولة الزائدة عن المقرر لها»1.
وأكد (مينا ظريف- أحد أهالي قرية نزلة فرج الله بشرق النيل)، على تهالك المعدية النيلية التي يستقلها يومياً، وعدم القيام بصيانتها، رغم تعطلها لأكثر من مرة في عرض النيل، وتعرضهم للموت المحقق، موضحاً أنهم كأهالي القرية رفعوا العديد من الشكاوي والاستغاثات إلى ديوان عام المحافظة، والإنقاذ النهري، لمنع صاحب المعدية بالعمل عليها لحين إصلاحها وإجراء الصيانة اللازمة لها، ولكن دون جدوى.
«العاملين بالمحاجر»: أصحاب المعديات يحملون أضعاف الأعداد ما يؤدي لغرقها.. ونطالب المسؤولين بالرقابة لم تقف المعاناة من الحالة السيئة للمعديات النيلية، عند أحد أهالي قرى شرق النيل فحسب، بل أنها طالت الآلاف من أهالي المحافظة الذين يعملون بمجال المحاجر.
وأوضح أمين نقابة العاملين بالمحاجر- محمد أحمد، أن الأخطار التي يواجهها العمل حال استقلالهم المعديات النيلية لنقلهم إلى البر الشرقي للوصول إلى المحاجر المتواجدة ببطن الجبل، بسبب قيام أصحاب المعديات بتحميل أضعاف الحمولة المقررة لها، سواء من سيارات نقل تحمل الآلاف من الطوب الحجري أو عمال، ما يجعلها أكثر عرضة للغرق.
وتعد محافظة المنيا، من أكثر المحافظات التي شهدت العديد من حوادث غرق المعديات النيلية، كان أبرزها، غرق ما يقرب 60 من أهالي مركز سمالوط، في معدية أوائل العام الماضي، وسقوط سيارة نقل من أعلى معدية نيلية أمام معدية قرية السرارية بمركز سمالوط ، ما أسفر عن غرق 12 شخص وكان ذلك في منتصف 2011، وغرق 19 شخص كانوا يستقلون ميكروباص سقط من أعلى معدية بنهر النيل، أمام قرية الحاج قنديل بمركز ديرمواس، عام 2014، كما سقط ميكروباص من أعلى معدية نيلية، أمام قرية بني حسن بمركز أيوقرقاص، وأوضحت المعاينة في ذات الوقت، أن سبب سقوط السيارات من أعلى المعديات، عدم وجود حواجز حديدية بها.
قيادي بهيئة النقل: المعديات النيلية أهم وسائل المواصلات بالمنيا وعددها 178 معدية وصرح «م. أ- أحد قيادات هيئة النقل النهري بالمنيا»، أن المعديات النيلية تعد من أهم وسائل النقل بالمحافظة، بسبب اعتماد عشرات الآلاف عليها من المواطنين، وخاصة من قرى شرق النيل، موضحاً أن المحافظة بها 178 منها 146 أهلية و 32 حكومية، وأن عدد المعديات المرخصة (رخص سارية) 127 معدية، والمنتهية التراخيص 51 معدية.
وأشار «القيادي بهيئة النقل النهري»- في تصريحات خاصة ل«الفجر»- إلى أن المعديات موزعة على مراكز المحافظة، بداية من مركز مغاغة شمال، وحتى ديرمواس جنوباً، حيث تتواجد 25 معدية بمركز المنيا، و 17 بمركز أبو قرقاص، و 46 بمغاغة، و 21 بسمالوط،و 23 بملوي، و 10 بديرمواس، و 9 بمطاي، و27 ببني مزار.