في تصريح صادم شغل الرأي العام البلجيكي، يوم الإثنين، طالب محافظ فلاندرز الغربية كارل دكلاوا، سكان المدن الساحلية بعدم إعطاء المهاجرين غير الشرعيين أي طعام أو مساعدات أو خيام، للحد من تدفقهم على السواحل البلجيكية. وقال المحافظ لوسائل الإعلام أمس الإثنين: «منع الطعام عن المهاجرين غير الشرعيين سيحد من مجيئهم إلى مدننا الساحلية، وإلا سنشهد مع الوقت وجود مخيمات على السواحل لآلاف من المهاجرين الذين يريدون العبور إلى انجلترا». وفق «24» وجاء ذلك على خلفية إعلان الشرطة البلجيكية القبض على 40 مهاجراً غير شرعي ليلة أمس الإثنين في مدينة «زيه بروغه» البلجيكية الساحلية، والتي تقع ضمن محافظة فلاندرز الغربية. وذكر موقع «De redactie» الإخباري البلجيكي صباح اليوم الثلاثاء، أن ما صرح به المحافظ كارل دكلاوا لا يمت للإنسانية بصلة، واعتبر أن ما جاء على لسانه يعد فضيحة بكل المقاييس، لافتاً إلى أن الشرطة البلجيكية تعتقل يومياً ما يقرب من ال 50 مهاجراً شرعياً على السواحل البلجيكية، غالبيتهم من الإيرانيين، لكنها لا تقبض عليهم، بل تسجلهم في قائمة بياناتها، وتأخذ عليهم تعهدات مكتوبة بعدم البقاء على الأراضي البلجيكية، وأن يعودوا من حيث أتوا، وهو ما لا يحدث بالطبع، حيث يواصل المهاجرون التدفق على المدن الساحلية ليلاً، في محاولاتهم السباحة للوصول إلى السواحل الإنجليزية. أما صحيفة «ده ستاندرد» فقد حملت في عددها الصادر صباح اليوم الثلاثاء، رداً قاسياً من فرناند ماريشال، راعي كنيسة مدينة «زيه بروغه»، قال فيه: «سأستمر في توزيع الأغذية على المهاجرين غير الشرعيين، لأن هذه هي مهمتي الإنسانية التي كلفت بها تجاه الفقراء والمحتاجين، وليفعل كارل دكلاوا ما يشاء، ماذا يريد؟ لو لم نقدم لهم الطعام سيضطرون إلى الجريمة كي يعيشوا، وهو ما لا نريده في مدننا». ولفتت الصحيفة إلى أن فرناند ماريشال، كان قد استقبل عدداً من المهاجرين غير الشرعيين في كنيسة «زيه بروغه» لعدة أيام بسبب البرد القارص، ثم طلب منهم الانصراف بعد ذلك. ويذكر أن بلجيكا بدأت قبل أيام حملات واسعة على السواحل البلجيكية، لمنع المهاجرين غير الشرعيين من إقامة مخيمات في العراء شبيهة بمخيم كاليه الفرنسي، ومنذ بدء الحملة، تقوم قوات مختلفة من الشرطة البلجيكية مدعومة بطائرات الهليوكوبتر وخفر السواحل بتمشيط السواحل البلجيكية، وتقبض كل ليلة على العشرات منهم، أغلبهم من إيران.