قال نشأت الديهى الباحث فى مجال العلاقات الدولية، إن مؤتمر جنيف 3 الخاص بالأزمة السورية والجاري فعالياته الآن فى العاصمة السويسرية، فشل فى إحراز أى نجاح ولم يقدم حلولا عملية للأزمة، موضحا أن هذا الأمر كان متوقعا وذلك بسبب تشتت المعارضة وعدم توحدها فى قائمة محددة وكذلك تعدد وتناقض الأجندات التابعة لها. وأضاف الديهى ل"الفجر"، أن موقف الرئيس السورى بشار الأسد يزداد قوة خاصة بعد دخول اتفاق 5+1 المتعلق بالبرنامج النووى الإيرانى حيز التنفيذ، حيث سيتم الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة والتى تقدر بحوالى 250 مليار دولار، فضلا عن القوة السياسية التى سيكتسبها الموقف الإيرانى، مؤكدا أن الدولة السورية غير قادرة على التحكم فى قرارها وذلك نظرا لاعتبارات مصالح الاطراف الاقليمية والدولية. وأوضح الديهى أن السعودية أخطأت فى حساباتها فى سوريا باعتبارعا أحد أهم الداعمين للمعارضة السورية بما فيها المعارضة المسلحة، كما أوضح أن الانخفاض التاريخى لأسعار النفط اضعف الموقف السعودى فى الوقت الذى يزداد الموقف الإيرانى قوة بعد دخول الاتفاق على برنامجها النووى حيز التنفيذ. وتابع الديهى: لازال الوقت مبكرا لحسم المعركة الدائرة على المسرح السورى، وذلك لعدم حسم موازين القوى بين الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة فى الأزمة، ولكن أصبح جليا أن روسيا وإيران الداعمتان للنظام السورى هما من تتحكمان فى مقاليد الأمور، فى الوقت الذى تفقد فيه الولاياتالمتحدة وحلفائها تركيا والسعودية الداعمين للمعارضة السورية الكثير من أوراق اللعب.