قال نشأت الديهي - الباحث في مجال العلاقات الدولية، أن الأزمة "السعودية-الإيرانية" الأخيرة على خلفية تنفيذ حكم الإعدام على المرجعية الشيعية نمر باقر النمر، لن تؤثر كثيرًا على مؤتمر "جنيف 3" الخاص بالأزمة السورية والمزمع انعقاده الشهر الجاري، وذلك على اعتبار الأدوار المؤثرة التي يقوم بها الطرفان في الأزمة السورية. وأضاف "الديهي" أن التوتر بين السعودية وإيران ليس وليد إعدام "النمر"، وإنما يتأسس على تاريخ طويل من الممارسات التي تعتبرها السعودية عدائية، بخلاف الخلاف الحاد بين وجهات نظر الطرفين، وتأتي الأزمة السورية على رأس تلك الملفات المؤججة للتوتر بين البلدين. وأكد "الديهي" - في تصريحات لبوابة "الفجر" - أن المعارضة السعودية لا زالت مشرزمة ولم تتوافق على أجندة محددة، وذلك على الرغم من محاولات السعودية؛ لتجميع صفوفهم، وتجلى ذلك في مؤتمر الرياض للمعارصة السورية الذي عقد منذ حوالي شهر. وأوضح "الديهي" أنه لا يوجد مؤشرات إيجابية عما يمكن أن يتمخض عنه مؤتمر "جنيف 3"، نظرًا لتشرزم المعارضة السورية، إضافة إلى عدم توافق عدد من القوى الدولية والإقليمية حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، كما أوضح أن السعودية تأتي على رأس المتشددين؛ لإقصاء الرئيس بشار الأسد عن المرحلة الانتقالية المأمولة في سوريا، الأمر الذي يزيد من حدة التوتر بين الرياض وطهران. واختتم "الديهي" حديثه قائلًا: مؤتمر "جنيف 3" بلا أية مقومات وليس من المنتظر أن يتمخض عنه أية مخرجات يمكن أن تساهم في التوصل لتسوية للأزمة السورية، كما أن المجتمع الدولي وطبيعة العلاقات بين أطرافه وتوازن القوى بينهم ليس مهيأ لحسم الصراع السوري الآن، لذلك لن يكون للأزمة "السعودية-الإيرانية" تداعيات كبيرة على المؤتمر.