قال نشأت الديهي الباحث في مجال العلاقات الدولية، إن التوتر الحاد الذي أصاب العلاقات السعودية الإيرانية علي خلفية تنفيذ حكم الإعدام في شيخ المرجعية الشيعية نمر باقر النمر، يعبر عن صراع سياسي قائم اتخذ بعدا طائفيا، مؤكدا أن إعدام النمر لم يخلق التوتر بين البلدين وإنما ساهم في تأجيج صراع فرض الإرادات بين الطرفين. وأضاف الديهي ل"الفجر"، أن السعودية أرادت عبر تنفيذ حكم الإعدام علي الشيخ النمر بث رسالة قوية إلي إيران حول قدرة الرياض في حماية مصالحها والتصدي للسياسات الإيرانية التي تعتبرها الرياض عدائية بالنسبة لها. وتابع: لا اعتقد أن تكون السعودية قد اتخذت هذا القرار دون دراسة وافية، منوها أن الرياض قامت بتدابير ومشاورات إقليمية قبل اتخاذ هذا القرار الخطير، مشيرا إلي أن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلي الرياض مؤخرا ثم تكرار الزيارة للمرة الثانية في ذات الأسبوع لا يمكن استبعادها من هذا الاطار. وأشار الديهي إلي أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلي السعودية مؤخرا تأتي في إطار تنسيق إقليمي تحاول الرياض من خلاله حشد القوي الاقليمية السنية لمواجهة التمدد الأيراني الشيعي، منوها أن زيارة أردوغان تأتي أيضا في إطار الإعداد لتنفيذ حكم الإعدام علي الشيخ النمر. وأوضح الديهي: لا يمكن فصل تقييم التداعيات المحتملة لإعدام النمر عن مجموعة أخري من الأحداث في المنطقة، حيث أعلنت الرياض وقف الهدنة في اليمن، كما أن هناك تحرشات بين إسرائيل وحزب الله علي خلفية مقتل القيادي سمير القنطار، كما يوجد أيضا تحرشات بين إسرائيل وحماس، هذا بخلاف التوتر الذي نشأ عقب مقتل زعيم جيش الإسلام في سوريا زهران علوش والمدعوم من السعودية. وواصل الديهي: هناك ترتيبات في المنطقة يجري الإعداد لها من أجل الوصول لمرحلة محددة من الصراع وفقا لتصور محدد، وستكشف لنا الأيام القادمة الكثير مما يجري خلف الأبواب المغلقة، ولكننا بلا شك نعيش الآن ارهاصات تلك المرحلة.