دراج: انتفاضة "تونس" الجديدة تهدد عرش "السبسي" كامل: أحداث تونس تنّذر ب"ثورة" في "مصر وتونس" عمّار علي حسن: أحداث تونس ساهمت في زيادة استعدادات الأمن المصري لتأمين المنشآت بدأت رقعة الاحتجاجات في تونس تتسع من القصرين إلى مدن أخرى، بسبب البطالة والتهميش الاجتماعي، وهي نفس الدوافع الأساسية التي أدت إلى اندلاع ثورة 2011. سياسيون اعتبروا أن الأحداث الحالية في تونس، انتفاضة جديدة على الثورة لربيع عربي جديد، يهدد الرئيسان التونسي القائد باجي السبسي، والمصري عبدالفتاح السيسي -حسبما يرون- خاصة مع تكرار المشاهد التي أدت إلى قيام ثورة في 2011.. وكانت كالتالي. المشهد الأول.. "اليحياوي" يكرر مشهد "البوعزيزي" في 17 ديسمبر 2010 أضرم محمد البوعزيزي أحد شباب تونس، النار في نفسه أمام مقر ولاية "سيدي بوزيد" احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية في مدينة "سيدي بو زيد" لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وتسبب "البوعزيزي" في كثير من الاحتجاجات التي تحوّلت إلى ثورة أطاحت بالنظام التونسي وبدء ثورات الربيع العربي في مختلف الدول العربية. وبعد خمس سنوات من موت " البوعزيزي" كرّر شاب آخر ، المشهد الذي أشعل ثورة 2011، وهو "رضا اليحياوي" شاب ثلاثيني العمر تخرج من جامعة تونس بمؤهل عالي ولكنه لم يجد بعد تخرجه وظيفة بعدما ظل سنوات يبحث عنها، تارة بهدوء وتارة أخرى بالاحتجاجات والاعتصامات، إلى أن تم توظيفه في وظيفة حكومية، وقبل أن يشرع في لمس حلمه تم شطب اسمه من الوظيفة ولم يتم توضيح أسباب استبعاده، وبعد محاولات فشلت جميعها لمعرفة الأسباب، قرر تنفيذ أمر يلفت إليه الأنظار حتى يوصل صوته للسلطات، فتسلق أحد أعمدة الكهرباء إلا إنه انزلق وسقط ميتاً، ليشعل بسبب موته انتفاضة جديدة للعمال العاطلين. - المشهد الثاني.. مواجهات المتظاهرين والمشهد الثاني يتمثل في مواجهات المتظاهرين مع الشرطة، والتي تكررت أيضا خلال المواجهات التي حدثت عام 2011. ففي 17 ديسمبر خرجت الكثير من التظاهرات التي تندد بسقوط نظام الرئيس السابق "زين العابدين بن علي"، ولكن رجال الشرطة حاولوا توقيفهم ما قابله المتظاهرين بالعند والعنف أيضا. وبعد مرور خمس سنوات، بدايةً من 19 يناير 2015 حتى اليوم، عاشت محافظة القصرين طوال أربعة أيام على وقع احتجاجات واسعة شارك فيها مئات الشبان العاطلين من العمل حتى امتدت التظاهرات في مختلف المحافظات، وتلك المرة أيضاً استخدمت الشرطة العنف في تفريق المتظاهرين، ولكن المتظاهرين استمروا في تصعيداتهم وحرقوا أقسام الشرطة واقتحموا بعض المؤسسات الحكومية. - المشهد الثالث.. حظر التجوال والمشهد الثالث يتمثل في قرارات وزارة الداخلية لمحاولات توقيف المتظاهرين، فداخلية "بن علي" أعلنت حظر التجوال، وأيضاً داخلية "السبسي" صارت على نفس النهج. فبعد وفاة البوعزيزي، وتآجج التظاهرات وظهور الاشتباكات العنيفة بين الشرطة والمتظاهرين، فرضت وزارة الداخلية التونسية حظر التجوال المتواصل والذي امتد لنحو شهر. واليوم بعد وفاة "اليحياوي" وتأجج التظاهرات وتصاعد أعمال العنف والاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة، فرضت وزارة الداخلية التونسية حظر التجوال على كافة مدن البلاد من الساعة ال8 مساءً وحتى ال5 فجراً. - انتفاضة تونس تهدد عرش السبسي وإلى هنا يقول أحمد دراج القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، إن أحداث تونس، هي انتفاضة على ثورات الربيع العربي، ب"ربيع عربي جديد"، مشيراً إلى أن فشل أهداف ثورة تونس في تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية السبب في قيام تلك الانتفاضة. وأكد دراج، أن أحداث تونس تهدد عرش "السبسي" ب"تونس" وعرش "السيسي" ب"مصر"، حيث إن تعامل الأنظمة في البلدين لم يختلف كثيراً عن الأنظمة التي ثاروا عليها شعوبهم في ثورات الربيع العربي الماضية والتي تقوم بتجاهل الشباب الذي يُعدّ "مفجر الثورات" وأيضاً الأنظمة التي يستمر جهاز الشرطة بها باستخدام نفس أسلوب العنف الذي ثار عليه الشعب بالماضي. - أحداث تونس تنّذر ب"ثورة" في مصر وتونس وقال باسم كامل قيادي بالحزب الديمقراطي الاجتماعي، أن محاولة استدعاء ثورات 2011 غير منطقية، رافضاً ربط تكرار الأحداث بين مصر وتونس، مشيراً إلى أن تحوّل الأحداث لثورة يتوقف على طريقة تعامل السلطات بتونس، فإذا قاموا بتكرار أخطاء السابق ستقوم ثورة. وأوضح كامل، أن الوضع في مصر أقوى من تونس وذلك في التجاوزات وممارسات الشرطة العنيفة في الفترة الأخيرة، مؤكداً أن أحداث تونس تنذر السلطات المصرية من أن ممارسات الشرطة العنيفة ستصعد الأمور إلى أن تقوم ثورة جديدة. - تعنت "السبسي" يخلق ثورة جديدة وقال عمار علي حسن المحلل السياسي، إن ما يحدث في تونس هو انتفاضة على السلطة الحاكمة الحالية هناك، بعد التأكد أن كل ما يجرى على الساحة هو صراع على السلطة بين أطراف النظام القديم ومجموعات من التيار الديني المُتربص، وأيضاً التأكد أن أهداف ثورتهم لم تتحقق ولم يحدث أي تغيير جوهري على المستوى الاجتماعي لتحقيق العدالة الاجتماعية. وأشار إلى أن القضية التونسية اليوم جوهرها اجتماعي إلا أن محصلة نتائجها ستكون سياسية، حيث إن الاستجابة لهذه المطالب متعلقة بالسلطة الحاكمة، مؤكداً أنه في حال عدم استجابتها لمطالب المُحّتجين سيثورون مجددا لإسقاط السلطة كما حدث بثورة 2011. وأضاف عمار، أن تونس ومصر بينهما تلازم في الأحداث السياسية منذ 2011، فالتجربة التونسية في إطاحتها ب"بن علي" ألهمت المصريين وأطاحوا بحكم مبارك، وبعدها التجربة المصرية في إطاحتها بالإخوان ألهمت تونس ب"انتفاضتها الآن". وأكد المحلل السياسي، أن ما يحدث ب"تونس" ساهم في زيادة التقديرات والاستعدادات التي تضعها رجال الجيش والشرطة في تأمين المنشآت العامة خوفاً من تكرار المصريين بتجربة تونس ويقوموا بثورة جديدة ليتكرر سيناريو ثورات الربيع العربي من جديد، فنجد الجيش ينزل بمدرعاته في الشوارع لإحباط أي محاولات للثورة على النظام الحالي.