"يوسف السيد راضي" بائع الفريسكا، الذي أصبح حديث الساعة على الساحة المصرية في الأسابيع القليلة الماضية، بين متعاطف مع قصة كفاحه وعدم استسلامه والوقوع في فخ البطالة كأمثاله من الشباب المصريين، وآخرون يصفونه بالمستسلم للأمر الواقع وكيف يرضى أن يعمل بائع "جندوفلي" ويظهر مرة أخرى كبائع "فريسكا" بعد سنوات عمره التي قضاها في الدراسة. وهناك تيار ثالث وهو من جعل "يوسف" حديث الساعة، وهم الفصيل الأكبر من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين وصفوه بالممثل أو أنه أداة إعلامية رخيصة يتحرك بأمر أحد ما، خاصة مع استجابة مؤسسة "نوتينج هيل كولدج" البريطانية المعنية بتبني الأبحاث العلمية والباحثين، وتقديمها منحة ماجستير إدارة الأعمال له، والتي وصفها مستخدمي الفيسبوك ب"الاشتغالة "مستندين في ذلك على أن المؤسسة غير معتمدة من الأساس، وثمن المنحة لا يتجاوز ال2000 جنيه مصري، ولا فائدة منها سوى إنها "ديكور".
حكاية صورة قلبت الموازين ومن الأسباب التي أثارت الرأي العام على بائع الفريسكا الذى وصف أيضًا ب"بائع الوهم"، هي تلك الصورة التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي والتي نشرها موقع "كايرو زوم"، له بصحبة فتاة وهم ما كانوا تعاطفوا معه عندما علموا بقصته. وكان ل"يوسف" نفسه رأي آخر بخصوص تلك الصورة والتي وصفها بأنها "مفبركة" حتى وصل أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى موقع الشركة راعية حفل رأس السنة والتي التقطت به صورة "يوسف" مع الفتاة وأكد أنها حقيقة وغير مفبركة.
فمن جانبه قال "مصطفى الهواري" والذي زعم قربه ل"يوسف"، والذي وصف أيضًا الشعب المصري بأنه شعب يحب "الظيطة والكلام الكتير"، بعد فضح الأمر برمته عبر مواقع التواصل الاجتماعي تغيرت أقوال "الهواري" إلى النقيض تمامًا، حيث أكد أن الصورة حقيقية وليست مفبركة مضيفًا :"موضوع الصورة ده فعلاً "يوسف كان في إيفنت يوم رأس السنة وده عادي، ولا كلكم مشايخ مبتخرجوش من المسجد؟ ده في العلن مش راح يعمل حاجة في السر وحفلة وقدام الكل واتصور وهو عارف إنه بيتصور عادى، يعني مكنش فاهم إنه هيتعمل الحوارات دي كلها".
وتابع "الهوارى" قوله مببرًا كذبة "يوسف" أنه عندما قال بإن الصورة مفبركة :"طيب ناس بتقول هو "يوسف" قال ليه أنها متفبركة والله قال كده ومكنش قصده إنه يكدب بس قال علشان الناس وكلام الناس ميستغلوش الكلام ده وميفهموش غلط ويقولو عليه زي ما هما بيقولوا عليه دلوقتي".
وفي سياق متصل قال، يوسف السيد راضي، بائع الفريسكا والجندوفلى إن الصورة المتداولة له على مواقع التواصل الاجتماعي برفقة إحدى الفتيات، كانت بأحد المراكب النيلية ليلة رأس السنة وكان في ذلك الوقت يقوم بعمله ببيع الفريسكا.
كما أوضح "يوسف"، في لقاء تليفزيوني، أنه قام بالتصوير مع هذه الفتاة بدون "الفاترينا"، مشيراً إلى أن هناك من يتصيد له صور معينة للتعليق عليها، مؤكداً:"أنا حر".
من الفريسكا إلى الجندوفلي .. "يا كذبة لا تفنى" !!
ظهر"يوسف " كأحد مقدمي برامج الكاميرا الخفية، ثم ظهر في أحد البرامج مرة ك"بائع جندوفلي" وبعدها بفترة ك "بائع فريسكا" .. حيث علق أحد نشطاء الفيسبوك قائلاً: "شاب الفريسكا هو أداة إعلامية .. طلع من فترة على أنه بياع جندوفلي في برنامج صاحبة السعادة بس الموضوع مسمعش أوي فتم إعادة استخدامه بشكل جديد على أنه بياع "فريسكا" والنهاردة الجرايد بتعلن أنه جاله منحة من الجامعة الأمريكية بواشنطن عشان يبقى رسالة للشباب أن العيب فيهم وأنهم مكسلين والموضوع سهل .. أنت تجيب كل يوم طقم ب 2000 جنيه وتنزل بصندوق فيه فريسكا ب 30 جنيه عشان تعرفوا إن العيب مش في مصر، "بحسب قوله"، ونال المنشور إعجاب وإعادة نشر للعديد من المشاهير مثل الشاعر عبد الرحمن يوسف والمذيع مصطفى الحسيني .
بينما علق الناشط الحقوقي "مالك عدلي" على الجدل الدائر قائلاً: "قصة الشاب بتاع الفريسكا دا بغض النظر عن كل تفاصيلها وما إذا كان بيشتغلنا أو كان شاب حقيقي دي قصة مؤلمة .. دا بني آدم بيحاول يقنعنا نبيع كل أحلامنا ونبيع ترمس". وأضاف عدلي ساخراً: " إذا كنت أول دفعتك في كلية الحقوق يجب عليك أن ترضى بالظلم وأقبل بعدم التعين بمؤهلك وتنازل عنها لصاحب الوساطة والرشوة و "بيع ترمس"، وإذا كنت أول دفعتك في كلية اقتصاد وعلوم سياسية فتخلى عن عملك في وزارة الخارجية و"بيع ترمس" ولو أول دفعتك ف اقتصاد وعلوم سياسية ، وإذا كنت أول كليتك في أي كلية آخري فتنازل عن حلمك الذي قضيت فيه سنين عمرك وزهرة شبابك و" بيع ترمس" إذا كان الترمس هو الحل .
وعلى الجانب الآخر قال أحد النشطاء مدافعاً عن يوسف، ناشراً صورة له من تصويره عام 2013 في قرية سياحية يبيع فيها "الفريسكا" بشكل اعتيادي وعلق قائلاً: "طب من الآخر كده ... يوسف أو أي كان اسمه .. الراجل ده مكدبش و الصورة دي من تصويري في 2013، في قرية سياحية تسمى مارينا وادي دجلة .. و أنا كواحد من ملاك في القرية أقدر أقول.. لما طلع و قال إنه كان بياع جندوفلي حقيقي .. القرية جابته لما لقت إن شكله محترم و ابن ناس و ممكن يخدم القرية بشكل كويس علىي البحر ..كان بيبيع في القرية فريسكا و جندوفلي .. ولما طلع مع إسعاد يونس، في صاحبة السعادة على أساس إنه بياع جندوفلي كان صح .. و فريسكا برضو مع محمود سعد. فبلاش مزايدة لحد ما تعرفوا الحقيقة "بحسب تعبيره"
الشارع يرد.. "اشتغالة" هكذا وصف بعض المواطنين في تصريحات ل"الفجر" من أحد الشوارع القريبة من "جاردن ستي"، فمن جانبه قال أحمد سعيد، الطالب بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إنه لا يعلم كثيرًا عن قصة "يوسف" ولكن الذي يعرفه أنه شاب كاذب يدعى الفضيلة واصفاً أن هذا ما سمعه من أصدقائه في المقهى. وأضاف أن "يوسف" لعبة "أمنية _ إعلامية" بجدارة للتلاعب بعقول الشباب الباحث عن العمل بشهادته الجامعية الذى اقترب من فقدان الأمل، ليعمل بائع متجول مشيرًا في حديثة أن الدولة تتحمل هذه المظاهر فهي من أوصلتنا لهذا الوضع المؤسف على حد قولة.
وفي السياق ذاته قال طارق محمود، من سكان العجوزة، إن يوسف ما هو إلا أداة إعلامية تم استخدامها بأكثر من طريقة، موضحاً: "طلع من فترة على إنه بياع جندوفلي في برنامج صاحبة السعادة، فعندما لم يشتهر قام بالدور الجديد وهو الظهور كبياع فريسكا".
وعلى النقيض رأى محمد عبد الرحمن، الطبيب بقسم العظام في القصر العيني، أن من شوهوا صورة يوسف تناسوا أن الرسالة منه أولًا لرفع معنويات هذا المسكين وثانيًا أنك لابد من أن تكون إجابيا مها كانت ظروفك المادية والاجتماعية، لافتاً: "تركوا الأصل في الموضوع وهو أنه من الممكن أن تكون حاصلاً على مؤهل رفيع وتعمل بائع متجول مع إنه غلط ولكنه وارد وهو ما يعني أنا نعيش في مستنقع، عايش فيه الفساد لدرجة إنه يدمر الشعب بدلًا من رفعة إلى أعلى".
أسعار ملابسه أثناء العمل تقول مصممة الأزياء "منة أبوزيد" في تصريحات صحفية، إن الملابس التي ظهر بها "يوسف" في برنامج آخر النهار كانت تميل إلى الكلاسيكية، وقدرت تكلفتها بسعر 900 جنيه تقريباً، فقدرت سعر البليزر بمبلغ 300 جنية، والقميص بمبلغ 140 جنيها، والاسكارف بمبلغ 70 جنيها، والبنطلون بمبلغ 200 جنية، والحذاء بمبلغ 200 جنية. وأوضحت أن الملابس التي ظهر بها في برنامج "صاحبة السعادة" كانت "كاجول"، وقدرتها بمبلغ 600 جنية تقريبا فقدرت سعر الجاكيت بمبلغ 220جنيها، والتي شيرت 100 بمبلغ جنيه والبنطلون بسعر 150 جنيها، الكوتشي بسعر 150 جنيها.
العودة إلى ما قبل الشهرة
تمنى ، بائع الفريسكا، أن يعود كما كان في السابق قبل أن يشتهر ويعرفه الجميع، مشيراً إلى أنه فقد خطيبته والتي وصفها ب"أعز الأشخاص إلى قلبه".
وتابع يوسف، خلال حواره ببرنامج "90 دقيقة":"يارتني فضلت زي الأول كنت في حالي و خسرت أعز حد عندي .. خطيبتي و بقول لها أنا أسف، و قالتلي مش هكمل معاك بسبب الصورة ، و الناس عمالة بتهاجمني .. طب بتهاجمنى على ايه". وأخيراً قرر يوسف بعد اعترافه بالأكذوبة اسدال الستار على قصته بالهروب والعودة إلى الإسكندرية، حيث كتب في آخر منشور له على صفحته الشخصية ب"فيسبوك": "قررت انزل اسكندرية وابعد شوية يمكن تشلوني من دمغكم مكنتش اعرف اني مشهور اووي كدة شكرا للشهرة الزيادة".