أطلق الإعلامي توفيق عكاشة الكثير من التصريحات التي أثارت جدلاً واسعاً على النطاق الإعلامي والسياسي، ولم تقتصر تصريحات "عكاشة" على ثورة 30 يونيو وبعد الموضوعات السياسية الشائكة فقط، بل طالت بعض الأجهزة الأمنية الكبرى والرئيس عبد الفتاح السيسي، مما أسفر عن صدور قراراً من هيئة الاستثمار بمنعه من الظهور في برنامج "مصر اليوم" على قناة "الفراعين". وفي هذا السياق رصدت "الفجر" رحلة التصريحات التي أدت إلى سقوط "عكاشة"، وأبرز المُهاجمين له بسبب تلك التصريحات.
تصريحات "عكاشة" عن السيسي بداية أعلن الإعلامي توفيق عكاشة، عن وجود علاقة وتعاون بين الإعلاميين والأجهزة الأمنية، قائلاً إن جميع الإعلاميين المصريين لهم علاقات مع جهات الأمن المختلفة في الدولة وتجمعهم صداقات، لافتاً إلى أنه كان بينهم اتفاقيات مختلفة من أجل الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين وتحقيق أهم مطالب ثورة 30 يونيو. ولم تقتصر تصريحات "عكاشة" على أجهزة الأمن الوطني، بل شملت اتهامه للرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث أكد أن الأمن يتدخل في الحياة السياسية والبرلمان، وأن الدليل على ذلك أن الرئيس لا يستطيع أن يدعو البرلمان الحالي للانعقاد، وأن الأمن رفع تقارير أمنية إليه يطلب منه أن ينتظر فيعتدي الرئيس على الدستور، على حد قوله.
منع ظهوره بفضائة "الفراعين" وأصدرت المنطقة الحرة قرارًا بمنع ظهور الإعلامي توفيق عكاشة على الفضائيات، ووقف برنامجه "مصر اليوم" الذى يذاع على فضائية الفراعين، وذلك عقب التصريحات الصادمة والمثيرة للجدل التي أدلى بها في الفترة الأخيرة، حيث تحول فيها "عكاشة" من مؤيد للنظام وأجهزة الدولة إلى معارض ينتقد معظم أجهزتها، ويهدد بالهجرة خارج مصر، ويبشر المصريين بأن النظام الحالي، لا أمل فيه، وأنه لن يعود لمصر إلا بعد تغيير النظام.
استقالته من البرلمان كما أكد النائب البرلماني توفيق عكاشة، أنه يشعر ب"المرارة"، لأنه كان يحلم بدولة ديمقراطية بعد ثورة 30 يونيو، بعد 60 عاما من الرأي الواحد، ومسرحية الديمقراطية التي كان يتبادل فيها الممثلون الأدوار، ولكنه اكتشف أن هناك من يريد أن يجعلنا نستكمل مسيرة ال60 عامًا. وأضاف "عكاشة" أنه سيستقيل من مجلس النواب، قائلا: "سأهاجر خارج مصر واستقر في بلد آخر وبعدها سأتقدم بالاستقالة من البرلمان؛ لأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين".
"عكاشة" يتراجع عن الاستقالة ويعتذر لمن هاجمهم وأعلن توفيق عكاشة بعد مرور 24 ساعة من تصريحاته الأخيرة التي أثارت جدلاً كبيراً في الشارع المصري، وأصبح حديث كل وسائل الإعلام حينها، عن تراجعه عن الاستقالة من البرلمان، وهجرته للخارج، قائلاً: "أنا عملت لوالدتي توكيل وهي لا تعلم ودفعت 65 جنيهًا.. يعني دافع فلوس.. وأنا عارف أنها مش هتستخدمه.. أنا لا مسافر ولا مهاجر ولا متنيل.. وأمي زمانها قاعدة تشتم فيا دلوقتي". كما تقدم عكاشة بالاعتذار لكل من هاجمه خلال الفترة الماضية، قائلاً: "اختبرت الدولة خلال الأيام الماضية بتقمصي شخصية العدو، أنا لا أناقض نفسي.. وارتضيت أن أتحمل أي شيء حتى لا يحدث للوطن كبوة كما حدث في 25 يناير" وأضاف: "اعتذر لكل اللي هاجمتهم من القيادات والأجهزة، أنا آسف، لكن الخطة كانت كده فنحن عشنا واقعا لابد أن نستفيد منه لنقف يدًا واحدة".
الهجوم على "عكاشة" وأثارت تصريحات عكاشة ردود أفعال كبيرة تحت قبة البرلمان، فمن جانبه طالب النائب البرلماني، أسامة هيكل، وعضو ائتلاف "دعم مصر"، بالتحقيق مع النائب البرلماني توفيق عكاشة، بسبب تصريحاته المباشرة عن تدخل الأمن في إدارة الحياة السياسية وتكوين ائتلاف دعم مصر، مؤكداً أن هذه التصريحات ليس لها أساس من الصحة، وأنها محاولات للضغط على الائتلاف لمنحهم مناصب وأدوار داخل مجلس النواب. وفي ذات السياق انتقد البرلماني، مصطفى بكري عضو مجلس النواب، تصريحات البرلماني "عكاشة" مؤكداً أنه واهم، وأنه يعيش في دور بطولي منذ زمن قديم، مشيرًا إلى ضرورة أن يخرج من الوهم، ويعلم خطورة الأزمة الحالية التي يتعرض لها المجتمع السياسي. وأضاف "بكري" أن أمانة المجلس لم تمنع النواب من دخول المجلس، لحضور دعوة عكاشة بشأن تكوين تكتل مستقل، وأن غياب النواب ناتج عن عدم رغبتهم في الانضمام.
"موسى" يتعاطف معه فيما أكد الإعلامي أحمد موسى، أن توفيق عكاشة رمز وطني محسوب على 30 يونيو، ولا أحد يستطيع أن ينكر موقفه من الإخوان أو يشكك في ذلك، إلا أنه ليس من المتوقع أن يصدر تلك التصريحات المثيرة للدهشة. وأضاف "موسى" أن "عكاشة" أدى دوراً كبيراً قبل 30 يونيو، لكنه تغير تماماً خلال الفترة الأخيرة وبدأ في مهاجمة الدولة ومختلف أجهزتها، مشدداً على أنه ليس من المنطقي تهديده بالسفر خارج مصر عقب فوزه في الانتخابات البرلمانية بأيام.