كشفت مصادر سياسية، أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سيعقد لقاء مع كل من الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلا ماريام، على هامش القمة الأفريقية والمقرر عقدها في أديس أبابا نهاية يناير المقبل. وقالت صحيفة العرب اللندنية، إن أزمة سد النهضة تقترب شيئا فشيئا من الحل بعدما وقّعت مصر والسودان وأثيوبيا أمس على اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى حل الخلاف بين الدول الثلاث بشأن السد الذي تبنيه أثيوبيا على النيل الأزرق، أكبر روافد نهر النيل. وفي ختام مفاوضات استمرت ثلاثة أيام، وقّعت الدول الثلاث على وثيقة توافق بينها حول قضايا كان معظمها مغلقا، وحددت الوثيقة الجديدة التي وقّعها وزراء خارجية مصر والسودان وأثيوبيا آليات العمل خلال المرحلة المقبلة لتسوية الخلافات حول سد النهضة الأثيوبي، ونصّت على الالتزام الكامل بوثيقة إعلان المبادئ، التي وقّع عليها رؤساء الدول الثلاث في مارس الماضي بالخرطوم. وتلا وزير خارجية السودان إبراهيم غندور نص الاتفاق الذي يتضمن ست نقاط عقب التوقيع عليه قائلا "اتفقنا على الشركات التي ستجري الدراسة وعلى الإسراع بالدراسة". واتفق غندور مع نظيريه المصري سامح شكري والأثيوبي تادروس أدناهوم على الاحتكام إلى دراسة فنية كُلٍّفت شركتان فرنسيتان للاستشارات الهندسية للقيام بها وهما "بي أر ال" و"أرتيليا"، وفق ما أعلن الوزير السوداني للصحفيين عقب التوقيع. ولأول مرة حددت الوثيقة مدة زمنية لتنفيذ الدراسات الفنية للسد، تتراوح بين خمسة أشهر وعام، واختيار الشركتين الفرنسيتين عقب انسحاب المكتب الاستشاري الهولندي. وعبّر شكري عن سعادته بما وصلت إليه الاجتماعات التي شملت وزراء الخارجية والمياه في الدول الثلاث، وعقدت في الخرطوم للمرة الثانية، خلال أقل من أسبوعين. وشدد على الالتزام الكامل بالإطار القانوني فيما يتعلق بسد النهضة، وهو إعلان المبادئ، مؤكدا العمل على تدقيق الأهداف الاستراتيجية، وبناء درجات من التفاهم والثقة. وقال خالد وصيف المتحدث الرسمي باسم وزارة المياه والريّ في مصر، إنه تم الاتفاق على عقد اجتماع لوزراء الريّ في مصر والسودان وأثيوبيا بعد أسبوعين من الآن، وكذلك زيارة وفد اللجنة الفنية للدول الثلاث إلى موقع السد في أثيوبيا الأسبوع المقبل، فضلا عن عقد اجتماع لبحث المقترح المصري بشأن زيادة عدد بوابات السد إلى 4 فتحات بدلا من اثنتين لزيادة تدفق المياه. وأضاف أنه "ستتم خلال الاجتماعات المقبلة مناقشة آليات التعاقد مع المكتبين الاستشاريين الفرنسيين، بعد الموافقة على دخول المكتب الفرنسي الجديد (أرتيليا) لتنفيذ 30 في المئة من الدراسات، في حين سيقوم مكتب (بي أر ال) بتنفيذ 70 في المئة من الدراسات، على أن يقدم المكتبان عرضا فنيا مشتركا بعد تسعة أشهر فقط وليس 11 شهرا كما كان مقررا في السابق". وصرح وصيف بأن هناك اقتراحا يتضمن تشكيل لجنة عليا برئاسة قادة الدول الثلاث للنظر في قضايا أخرى تتعلق بالتنمية والعلاقات الاقتصادية والشعبية، بما في ذلك العلاقات الأمنية، وتنفيذ آليات تمكن من الوصول بالمحادثات الجارية إلى نتائج مرضية لمصر والسودان. وقال وصيف، إن "ما ينشر حول معاناة الشعب المصري من العطش وجفاف الأراضي الزراعية بسبب سد النهضة، تضخيم للأمور".