قال الدكتور خالد عبداللطيف - أستاذ الأدب العبري بكلية لغات وترجمة جامعة الأزهر، إن توقيع تركيا وإسرائيل اتفاقًا مبدأيًا لتطبيع العلاقات بينهما بعد سنوات من التوتر، على خلفية استهداف إسرائيل سفينة المساعدات الإنسانية التركية مرمرة، في المياه الدولية، في أثناء توجهها إلى غزة؛ جاء ردًا على تنامي العلاقات "المصرية-اليونانية-القبرصية" في شرق المتوسط، وبدأ تحالف ثلاثي ذهبي في هذه المنطقة بالغة الخطورة، ستتجاوز تداعياته المجال الاقتصادي المتعلق بالطاقة لتشمل الأبعاد الأمنية أيضًا. وأضاف "عبداللطيف" - في تصريحات لبوابة "الفجر" - أن تركيا وإسرائيل أدركتا الوظيفة الخطيرة للمثلث "المصري-اليوناني-القبرصي" في شرق المتوسط، خاصة بعد تكثيف الضربات العسكرية على التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، ما دفع بعض القيادات الإرهابية للهروب إلى ليبيا، الأمر الذي سيجعل التدابير الأمنية المتفق عليها بين الدول الثلاث ذات تأثير فاعل في إجهاض مخطط إعادة تمركز الجماعات الإرهابية في ليبيا لجعلها نقطة التوتر الجديدة، مؤكدًا أن تركيا وإسرائيل اعتبرتا مثل هذه التحركات عدائية بالنسبة لمصالحهما. وأكد "عبداللطيف" أن الوضع في شرق المتوسط، مؤشر عميق على ميلاد أنماط جديدة من العلاقات والتحالفات، حيث تقف مصر واليونان وقبرص على جانب، يقابلهم تحالف "تركي-إسرائيلي" على الجانب الآخر، الأمر الذي يجعل من منطقة شرق المتوسط نقطة الصراع الجديدة في العالم بسبب ما تتضمنه من مخزون هائل للطاقة، وطبقًا لمعايير الجغرافيا السياسية. ولفت "عبداللطيف" إلى أن أهم ما تتضمنته اتفاقية تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، هو الاتفاق على التنقيب عن حقول الغاز في منطقة شرق المتوسط، ومد خط أنابيب بينهما لتصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا، الأمر الذي يؤكد أن المنحي الذي اتخذته العلاقات "التركية-الإسرائيلية" ليس في معزل عن المثلث الذهبي الوليد المصري اليوناني القبرصي. واختتم "عبداللطيف" حديثه قائلًا: إن تركيا وإسرائيل تنظران بعين القلق إلى تحركات الخارجية المصرية، وتحاولان احتواء تلك التحركات بتحركات مقابلة، وستكون منطقة شرق المتوسط مسرحًا لصراع تلك الأطراف في الفترة القادمة.