أكد عدد من الخبراء الإستراتيجيين المتخصصين فى الأمن القومى المصرى، أن القمة الثلاثية بين كل من مصر وقبرص واليونان فى العاصمة القبرصيةنيقوسيا تهدف فى الأساس لمواجهة مد النفوذ التركى فى منطقة شرق المتوسط للسيطرة على المياه الاقتصادية الغنية بآبار الغاز والنفط. وقال الدكتور محمد مجاهد الزيات، الخبير الإستراتيجى فى تصريحات ل"اليوم السابع"، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، لقبرص اليوم وقبلها زيارة الرئيس اليونانى الجديد للقاهرة منذ عدة أيام تعكس زيادة الحضور المصرى لمنطقة شرق البحر المتوسط لمواجهة تزايد النفوذ التركى. وأضاف الزيات، أن موافقة السيسى على اقتراح "أثينا" بتشكيل لجنة لترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان، يغلق الباب أمام الأطماح التركية فى المنطقة، حيث تعد كلا من اليونان وقبرص بوابة الاتحاد الأوروبى، كما بناء حلف معهم يزيد من قوة القاخهرة فى مواجهة التحديات، التى تواجهها بتلك المنطقة الغنية بالغاز الطبيعى. إسرائيل لم تتعد على المياه الاقتصادية المصرية وأوضح الخبير الإستراتيجى، إن خبراء المساحة العسكريين المصريين أكدوا أن الحدود البحرية المصرية لم يتم الاعتداء عليها من لا من جانب إسرائيل ولا من جانب تركيا، ولكن يوجد هناك تعاون قبرصى – إسرائيلى لاستغلال الموارد الطبيعية فى "المياه الاقتصادية الخالصة" وهى المياه الموجودة بعد المياه الإقليمية لكل دولة، مشيرا إلى أن تحسن العلاقات مع قبرص يخلق جوا مناسبا من حسن النوايا فيما يتعلق بسب التعاون فى تلك المنطقة الحيوية، التى تحاول إسرائيل استغلاها أيضا، كما تفعل تركيا. وأكد الزيات أن تركيا تعتبر الجزء القبرصىلتركيا ملك لها ولا تعتبره تابع لقبرص، ولذلك تعتبر هذه المناطق بأنها مناطق تركية، وقد استعرض الأسطول التركى قوته من قبل فى تلك المنطقة وأرسل قوات أمام السواحل القبرصية، موضحا أن تلك الاجتماعات التى تعقدها مصر مع أصدقائها بالمتوسط تعتبر ردا قاسيا للسياسة العدائية لتركيا. تحالف مصرى قبرصى يونانى لمواجهة التحديات التركية وأنهى الزيات حديثه قائلا: "ستخلق هذه الزيارة خلال الفترة المقبلة نوع من التحالف الإقليمى المصرى القبرصى، فى مواجهة المشروع القومى التركى فى المنطقة، وسترسى العلاقات بين البلدان الثلاثة مصر اليونان قبرص لمناخ سياسى يرسم الحدود المصرية والقبرصية، ويوفر فرص تعاون للاستثمار فى الغاز الطبيعى وخلق فرص كبيرة للتعاون المشترك. تركيا تسعى للسيطرة على الطاقة بالبحر المتوسط وفى السياق نفسه، أكد الدكتور طارق فهمى، الخبير السياسيى والاستراتيجى والمحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية، أن أهم أهداف الزيارة هى بناء جبهة لمواجهة تركيا، حيث تسعى أنقرة لخلق صراع إقليمى فى هذه المنطقة للسيطرة على الطاقة. وأضاف فهمى أن التحالف مع اليونان وقبرص لا يخلق فقط بناء تحالف عسكرى واستراتيجى، ولكن يهدف أيضا للحفاظ على الحقوق المصرية الكاملة فى إقليم شرق المتوسط، موضحًا أن الرئيس السيسى له رؤية إيجابية بالنسبة للعلاقات مع كافة دول العالم، وهذا ظهر خلال جولاته من الشرق إلى الغرب والزيارات المرتقبة للعديد من دول العالم المختلفة، والتى من خلالها فتح آفاقًا جديدة للعلاقات المصرية العالمية. جدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان قد أشاد بالعلاقات التاريخية وأواصر الصداقة الممتدة التى تجمع بين مصر واليونان وقبرص منذ آلاف السنين، مؤكدًا أن تعزيز وتطوير العلاقات مع اليونان يعد بعدًا ثابتًا فى السياسة الخارجية المصرية. موضوعات متعلقة.. -الرئيس السيسى ونظيره القبرصى يبحثان تعزيز العلاقات ومكافحة الإرهاب - طائرات حربية تحلق فى سماء نيقوسيا لتأمين موكب السيسى - الرئيس السيسى يضع إكليل زهور على قبر الرئيس القبرصى الراحل مكاريوس
