يمر عام بعد الآخر، ولا أحد يستطيع أن ينسى "عمار الشريعي"، الموهوب الذي ترك لنا إرث فني ضخم يعرف الجميع قيمته، فلا زالت جميع موسيقاه تتردد على كل الأذهان، وهناك الكثير من الأحداث التي كان يقوم بها "الشريعي"، رغم أشغاله وحفلاته الكثيرة، وترصد "الفجر الفني" لقرائها عدد من المعلومات في الذكرى الثالثة لوفاة الموسيقار الكبير عمار الشريعي. 1- هو عمار علي محمد إبراهيم علي الشريعي، موسيقي ومؤلف وناقد مصري وأحد أعمدة الموسيقي في مصر، وُلد في قصر يقع وسط مدينة سمالوط بشمال محافظة المنيا عروس الصعيد، وظل مقيمًا به حتى هجرته مع الأسرة من أجل الإقامة بالعاصمة "القاهرة"، وبقي به عدد من الأشخاص لحراسته، وجاء يوم ولادته في 16 أبريل 1948، تعلم الموسيقى الشرقية على يد مجموعة من الأساتذة، في إطار برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم خصيصًا للطلبة المكفوفين الراغبين في دراسة الموسيقى، فأتقن العزف على آلات البيانو والأكورديون والأورج، ثم استقر على آلة العود وأصبحت لا تفارقه.
2- حفظ عمار الشريعي، خمس أجزاء من القرآن في طفولته، واشترى له والده "بيانو" للعزف عليه، فمواهبه لم تقتصر على الموسيقى فحسب، بل إنه كان سباحًا محترفًا، وخلال فترة الدراسة تعرف على الموسيقار كمال الطويل، وتبناه، ثم تعرف على الموسيقار بليغ حمدي وترأس فريق الموسيقى وعمل مع الكثير من الفرق الموسيقية بعدها.
3- بدأ الموسيقار الراحل حياته العملية عام 1970، عقب تخرجه من جامعة القاهرة ك"عازف على آلة الأكورديون" في عدد من الفرق الموسيقية قبل أن يتحول إلى الأورج، ومن ثم اتجه "الشريعي"، إلى التلحين والتأليف الموسيقي، حيث كانت أول ألحانه "امسكوا الخشب" للفنانة مها صبري عام 1975، وزادت ألحانه عن 150 لحنًا.
4- تزوج عمار الشريعي، مرة واحدة من السيدة ميرفت القصاص، ورفض الزواج من غيرها وله ولد وحيد.
5- عُين أستاذًا غير متفرغ بأكاديمية الفنون المصرية في عام 1995، وتناولت أعماله العديد من الرسائل العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراه في المعاهد والكليات الموسيقية والتي بلغت 7 رسائل ماجستير و3 رسائل دكتوراه من مصر في كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان، وكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة، ومعهد الموسيقى العربية بأكاديمية الفنون، ورسالة دكتوراه من جامعة السوربون بفرنسا.
6- تجاوز عدد أعماله السينمائية 50 فيلمًا، وأعماله التليفزيونية 150 مسلسلًا، وما يزيد عن 20 عملًا إذاعيًا، و10 مسرحيات غنائية إستعراضية، ومن أشهر أعماله الموسيقية في الأفلام "الشك يا حبيبي، وحب في الزنزانة، وكتيبة الإعدام" وأفلامًا أخرى، أما أعماله الموسيقية التليفزيونية فضمت مسلسلات عدة منها "دموع في عيون وقحة" و"رأفت الهجان" و"عصفور النار" و"أرابيسك" و"الراية البيضا" و"الشهد والدموع" وغيرها، أما من أشهر أعماله الموسيقية المسرحية فهناك "رابعة العدوية" و"الواد سيد الشغال" و"إنها حقًا عائلة محترمة" وغيرها.
7- أجمع معظم جيرانه وأصدقائه على تواضعه الجَّمْ، حيث قال أحد جيرانه، إن الموسيقار الراحل كان إنسانًا ومتواضعًا، وكان يطلب لقاء الأهالي عند زيارته لقصر أسرته، وأتم الآخر بأن "الشريعي"، رغم إقامته في القاهرة إلا أنه كان يأتي لأهالي "سمالوط" ويحسن إليهم من خلاله أعمال الخير، لم ينسى المربي الخاص ل"عمار الشريعي"، البالغ من العمر 101 عامًا، أن يتحدث عنه بالخير مؤكدًا أنه يعشق ركوب الخيل، حيث كان يساعده على ركوب الخيل لحبه الشديد لها، وكان يُصْر على اللعب مع الصبية من بينهم نجله، كما أوضح المربي الخاص له، أن إحدى الممثلات عُرضت عليه الزواج مقابل 2 مليون جنيه، وممتلكات أخرى إلا أنه رفض، ومن منا لا يذكر "عمار الشريعي"، المحب للموسيقى والأطفال، وهو الذي كان يلعب مع الأطفال ويجلس على كوبري "الشريعي"، ويغني ويطلب من الأطفال أن يمسك بالسنارة بيده وأن يصطاد.
8- حصل عمار الشريعى، على العديد من الجوائز أهمها "جائزة مهرجان فالنيسيا" بأسبانيا عام 1986عن موسيقى فيلم "البرئ"، ووسام التكريم من الطبقة الأولى من الملك عبد الله بن حسين ملك الأردن، ووسام من الطبقة الأولى من السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان عام 1992، وجائزة الحصان الذهبي لأحسن ملحن في الشرق الأوسط ل17 عامًا متتاليًا.
9- من الهيئات التي ينتمي إليها، أنه كان عضو لجنة الموسيقى بالمجلس الأعلى للثقافة سابقًا، وانضم إلى لجنة الحكماء التي تم تشكيلها أثناء ثورة 25 يناير عام 2011، وشارك بعدد من المؤتمرات، حيث شارك بأوراق عمل لبعض مؤتمرات كلية التربية الموسيقية بالقاهرة.
10- انتقل الموسيقار الكبير عمار الشريعي، إلى رحمة ربه عقب صراع طويل مع المرض ومشاكل عدة بالقلب، حيث وافته المنية صباح يوم 7 ديسمبر عام 2012، ودفن بمقابر الأسرة بمدينة سمالوط.