أدان اللواء محمد الغباشي الخبير العسكري ومساعد رئيس حزب حماة الوطن الأعمال الإرهابية التى استهدفت أبرياء فرنسيين ليلة أمس ، مؤكدًا إن لم يتوحد المجتمع الدولي ويضع استراتيجية شاملة وموحدة لمحاربة جادة للإرهاب ، فإن هذه اليد الإجرامية ستطال الإنسانية جميعًا. وأضاف الغباشي في تصريحات لبوابة "الفجر" أن هذا الحادث الإجرامي دلالة على الفشل الأمريكي الذريع في قيادة التحالف الدولى لمواجهة الإرهاب ، مؤكدا أن الإرهاب يتنامى فى ظل الجهود التى تدعى واشنطون بذلها سواء على مستوى احتلالها لأفغانستان للقضاء على تنظيم القاعدة، أو على مستوى احتلالها غير الشرعى للعراق للقضاء على أسلحة دمار شامل لم يتم التوصل إليها حتى الآن ، أو على مستوى قيادتها للتحالف الدولى الذى لم يحقق أية نجاحات تذكر على صعيد الهدف المعلن ، فى الوقت الذى نجحت فيه روسيا الاتحادية فى الحاق ضرر موجع للجماعات المسلحة التى تنتشر فى سوريا فى اقل من شهرين منذ بدأ ضرباتها الجوية هناك . واكد الغبالشى أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية ادت إلى تنامى الجماعات الإرهابية ، اولا الإنتقائية الأمريكية فى مواجهة الإرهاب سواء بالنسبة لتسمية جماعات دون غيرها بالإرهابية أو اختيار مناطق دون غيرها لشن عملياتها العسكرية ، ثانيا عدم التعاون مع الحكومات الشرعية سواء فى سوريا أو فى ليبيا واتاحة المجال للمعارضة الموالية للجماعات المسلحة للمشاركة السياسية تحت شعار الحوار الوطنى ، ثالثا التقاعس عن اتخاذ ما يلزم من تدابير واجراءات حيال الدول التى تقدم الدعم اللوجستى لتلك الجماعات . كما أكد الغباشي أن العالم بات يدرك اليوم أهمية وخطورة وجهة النظر المصرية التى اعلنتها مرارا وتكرارا عن ضرورة المواجهة الشاملة لكل الجماعات الإرهابية فى كل المناطق . وعن تداعيات هذا الحادث الإجرامى على الموقف الفرنسى إزاء الجماعات الإرهابية ، اكد الغباشى أن فرنسا كأحد الأعضاء البارزين فى التحالف الدولى ، بدأت مؤخرا فى شن ضربات عسكرية على داعش فى سوريا بشكل اكثر استقلالية عن الولاياتالمتحدة وبالتوافق مع الموقف الروسى ، ما يمثل أرضية صلبة يمكن أن ينبنى عليها مزيد من التعاون الروسى الفرنسى من اجل وضع استراتيجية موحدة لمواجهة الإرهاب ، كما اكد أن العمل الإرهابى الذى تعرضت له فرنسا سيدفعها إلى التخلى عن سياسة واشنطون الإنتقائية والعمل بجدية مع الدول ذات المصداقية فى محاربة الإرهاب وعلى رأسها مصر وروسيا، الأمر الذي يعد انقلابًا في موازين القوى ومزيدا من تدهور النفوذ الأمريكي. واختتم الغباشى حديثه قائلا : لقد ظلت مصر بمفردها تعانى وتحارب الإرهاب دون أن تقدم الدول التى تدعى مواجهته يد العون إليها ، وها هو المجتمع الدولى يتجرع ما تقاعس عن مواجهته ، فهل يحتاج إلى أعداد أخرى من الضحايا الأبرياء يسقطون من أجل تشكيل جبهة دولية ذات مصداقية لوضع استراتيجية شاملة وجادة لمحاربة الإرهاب طبقا للطرح المصري.