دكتور سمير غطاس : النفوذ الأمريكى يتراجع وأوروبا تبحث عن مصالحها بعيدا عن واشنطون مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق : مصر هى الملف الوحيد الذى فشل فيه اوباما خبير استراتيجى : اوباما هو الأب الروحى للإرهاب ولم يعد قادرا على السيطرة بسبب غبائه السياسى عقب ثمانى سنوات عجاف كانت الأسوأ على الأسرة الدولية تنامت وتكاثرت خلالها الجماعات الإرهابية تحت مسميات عدة فى ظل الأحضان الأمريكية ، يلقى اوباما خطابه السنوى الأخير عشية الحادى عشر من سبتمبر ، ومن المنتظر أن يعلن خلاله عن الاستراتيجية الأمريكية للعام المقبل. وفى هذا السياق تثار أسئلة حول ما الذى تخفيه الجعبة الأمريكية فى الفترة القادمة خاصا على ضوء التحركات النشطة التى يشهدها المجتمع الدولى ، حيث تقوم روسيا بتقديم تعزيزات عسكرية قوية للحكومة السورية اعتبرتها واشنطون عملا عسكريا موسعا ، علاوة على التنسيق الاقليمى الذى تقوم به موسكو من أجل اجتذاب حلفاء جدد خصما من الرصيد الأمريكى. بخلاف التنسيق الفرنسى الإنجليزى المعلن مؤخرا عن قيامهما بتوجيه ضربات جوية على داعش فى سوريا يبدو أنها بعيدة عن قوات التحالف الدولى ، مما يفتح مجالا للجدل حول تماسك هذا التحالف الذى تقوده واشنطون وتعرضه للتآكل ذاتيا لينفض الجميع عن واشنطون التى تبدو فى اكثر حالاتها ارتباكا لا تقوى على احتواء موقفها المترنح أو التواكب مع حجم التغيرات الدولية التى تغرد بعيدا عن الحظيرة الأمريكية. بالإضافة إلى ما الذى قدمته الولاياتالمتحدة عبر أربعة عشر عام منذ هجمات الحادى عشر من سبتمبر قادت خلالهم العالم الإنسانى إلى حروب متتالية خلفت مئات الآلاف من القتلى والمصابين وانتجت بؤرا للتوتر والاقتتال العرقى والدينى تحقيقا لشعارات آتية من السماء استظلت بها واشنطون لتسويق أهدافها تارة تحت غطاء القضاء على تنظيم القاعدة وتارة تحت غطاء تحقيق الديمقراطية فى العراق. وفى لقاء مع عدد من الخبراء لتقييم الاستراتيجية الأمريكية خلال العام الماضى ولاستشراف ما الذى سيقوله اوباما غدا فى خطابه الأخير. أسباب تراجع النفوذ الأمريكى فى البداية قال الدكتور سمير غطاس الباحث فى شئون الحركات الإسلامية ورئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية أن الولاياتالمتحدة تعانى فى هذه المرحلة تراجعا فى نفوذها خاصا فيما يتعلق بالمنطقة العربية ، ليس بالشكل الذى يجعلها مستبعدة كأحد اللاعبيين الدوليين الأساسيين ولكن ليس باعتبارها اللاعب الوحيد ، حيث تتقدم كل من روسياوالصين كأطراف لا يمكن تجاوز قرارهما أو مصالحهما. وتمثل ذلك فى انسجام الفيتو الروسى والصينى الذى قوض الأهداف الأمريكية فى الضربة العسكرية على الجيش السورى ، مضيفا أن هناك سببان رئيسييان لهذا التراجع ، أولا حدث اكتفاء امريكى ذاتى من الطاقة وتقلص الطلب على النفط العربى ، ثانيا ادراكها أن الخطر الجديد مصدره جنوب شرق آسيا حيث الصين ، ومن ثم اعلنت الولاياتالمتحدة أنها بصدد نقل مركز الثقل الاستراتيجى من منطقة الشرق الأوسط إلى الشرق الأدنى على حد تعبيرها. روسيا أكثر المستفيدين من الفراغ الأمريكى واكد غطاس أن روسيا احسنت توظيف الظرف الدولى لصالحها واستطاعت وحليفتها إيران فرض قرارهما على المجتمع الدولى ، من خلال الحفاظ على نظام الرئيس بشار الأسد حتى هذه اللحظة ، ثانيا اجتذاب الاطراف الدولية الأخرى إلى أرضيتهما والمتمثلة فى المبادرة الروسية على مرجعية جنيف المؤرخة فى 30 يوينة 2012 وبالاتساق مع مقترحات ستيفان دى ميستورا وكل ذلك مآله التوافق على مرحلة انتقالية فى اطار حكومة الأسد. الموقف الفرنسى والإنجليزى كما اكد غطاس أن التحركات الفرنسية الإنجليزية الأخيرة ربما تكشف عن تغير جذرى على مستوى التحالف الدولى واتساق اطرافه ، حيث اعلنت الدولتان شن ضربات عسكرية على تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا ، ويبدو أن ذلك تم بشكل مستقل بعيدا عن جهود التحالف الدولى ، كما صدر تصريح خطير عن فيليب هاموند وزير خارجية المملكة المتحدة اكد خلاله أن بريطانيا تقبل بالأسد كرئيس لفترة انتقالية ، الأمر الذى يعكس تغير الموقف الأوروبى الذى إن كان ليس بمعزل عن الولاياتالمتحدة الا أنه بلاشك اصبح اكثر استقلالية واكثر توائما مع مصالحهم الذاتية. دوافع التحركات العسكرية الفرنسية الإنجليزية وأشار غطاس أن هناك أربعة أسباب دفعت الاطراف الأوروبية الفاعلة لاتخاذ هذا المنحى ، فأولا الإنتقائية الأمريكية التى ادارت بها معركة الإرهاب والتى ادت إلى تفاقم الأزمة ، ثانيا استشعار أوروبا أن مصالحها الذاتية اصبحت فى خطر بسبب ارتفاع أعداد الأوروبيين المنخرطين فى القتال مع الجماعات الإرهابية فى سوريا ويشكلون خطرا كبيرا حال رجوعهم إلى بلادهم الأصلية ، بخلاف الجوار الجغرافى الأوروبى بمناطق التوتر العربي. ثالثا ظاهرة اللجوء الكثيف من السوريين الذين يتدفقون بأعداد كبيرة إلى أوروبا ، وأخيرا وهذا هو أهم الأسباب فأوروبا والمجتمع الدولى لم يستطع حتى هذه اللحظة ايجاد البديل المدنى الآمن لنظام الأسد ، مما دفعهم إلى ارجاء رغبتهم فى اسقاط الأسد على الأقل فى المنظور القريب حتى تتم تهيأة الأوضاع بالشكل الذى يساعد فى ايجاد تصور محدد ومقبول عن البديل الآمن لنظام الأسد الذى يضمن مصالحهم ولا يمثل تهديدا. كما أشار غطاس إلى أن المنحى الفرنسى الإنجليزى يتزامن أو يتوافق مع التعزيزات العسكرية الروسية فى سوريا مؤخرا حيث استشعرت موسكو أن موازين القوى لا تمضى لصالح قوات الجيش السورى ، ومن ثم كانت فى احتياج إلى تلك الاجراءات لاعادة التوازن المطلوب التى اثارت جدلا كبيرا من قبل واشنطون. تأثير الموقف الفرنسى والإنجليزى واكد غطاس أن ذلك دلالة على تآكل النفوذ الأمريكى فى مقابل مزيد من المساحات الروسية والصينيةوالإيرانية ، وإن كانت واشنطون لازالت تتمتع بمساحات كبيرة تمكنها من ممارسة الضغوط ، مؤكدا أن هذا هو المآل الطبيعى للتحالف الدولى الذى قادته واشنطون منذ ما يزيد على العام حيث ولد ميتا باهتا مزدوج المعايير يستهدف أغراض سياسية غير التى تعلنها ولم يحقق أية نتائج ملموسة على أرض الواقع.
كما اكد غطاس أن اوباما ليس لديه جديدا يقدمه فى خطابه الأخير الذى سيلقيه غدا عشية ذكرى 11 من سبتمبر وسيحاول ابراز التوقيع على البرنامج النووى الإيرانى على اعتبار أنه حقق انجازا كبيرا على صعيد استقرار المنطقة ، كما سيحاول اعادة طرح وتسويق فكرة مقاومة الإرهاب. وأخيرا اكد أيضا أن الولاياتالمتحدة عمدت إلى تصعيد امبراطوريتين وهما إيرانوتركيا هذا بخلاف إسرائيل لتنفيذ أجندتها ، ولكن تركيا وإسرائيل يعانيان الآن حالة من التراجع ، أما إيران فهى فى حالة تنامى مزعج وهى العدو الاكثر خطورة للعالم العربى فى المرحلة القادمة. أوروبا ليست مستقلة عن القرار الأمريكى فى مخالفة لما سبق قال اللواء محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى السابق والمستشار باكاديمية ناصر العسكرية أن التحركات العسكرية الفرنسية الإنجليزية لا يمكن أن تتم فى معزل عن القرار الأمريكى ، ولا يمكن لأوروبا أن تستقل بقرارها ، موضحا أن ذلك لسببين رئيسيين ، أولا عدم استشعار أوروبا الخطر الداهم الذى يدفعها إلى تغيير جذرى فى استراتيجيتها او اعادة تقييم علاقاتها الحميمة بالولاياتالمتحدة ، على الرغم من بعض الإزعاج الذى تمثله الجماعات الإرهابية والاضطرابات التى تحدث بالمنطقة ، الا أن ذلك ليس كافيا بالنسبة إليها لتحول حاد فى سياستها خاصا مع اعتقادها أنها لازالت قادرة على احتواء الموقف. ثانيا تأمين مصادر النفط بالنسبة إليها ، ومن ثم فالتحركات الفرنسية الإنجليزية هى فى اطار التحالف الدولى حتى وإن لم يتم الإعلان عن ذلك. أوباما أدى الدور المنوط به كما أوضح الغبارى أن اوباما حقق خلال فترتى رئاسته كل ما طلب منه باستثناء مصر لتكون الملف الوحيد الذى فشلت فيه الادارة الأمريكية وذلك بسبب الاطاحة بالنظام الإخوانى العميل وتماسك الجبهة الداخلية مما مثل حائط الصد الرئيسى لمخطط تحويلنا إلى الدولة الفاشلة كما كانت تريد واشنطون. وأشار الغبارى أن مخطط الشرق الأوسط الجديد بتقسيم الدول العربية دينيا وعرقيا لازال يحقق النتائج المرجوة على الرغم من نجاح مصر فى اعاقة المنحدر السريع الذى كانت تسير إليه المنطقة العربية ، ولكن لازالت الولاياتالمتحدة تملك ادوات الضغط والنفاذ الذى تحقق بها مآربها ، ومن ثم علينا الا ننخدع ببعض النجاحات الجزأية المتحققة. الدوافع الأمريكية من احتلال أفغانستان كما أشار إلى أن الاستراتيجية الأمريكية فى المنظور القريب تعتمد على جنى ثمار احتلال أفغانستان ، حيث أن الهدف الأمريكى الحالى هو تطهير أفغانستان من العناصر الإرهابية وانهاء الوجود العسكرى بها لتحقيق ثلاثة أهداف ، أولا هدف دعائي. ثانيا جعل أفغانستان منطقة آمنة تمهيدا لعمل البنى التحتية اللازمة للاستحوازعلى الطاقة من بحر قزوين من خلال بعض دول الاتحاد السوفيتى السابق المطلة على البحر ، ثالثا استخدام العناصر الإرهابية المدربة أمريكيا لاشاعة الفوضى فى المنطقة العربية عبر اعادة توطينهم فى المنطقة إما فى سيناء وقد فشل ذلك وإما فى سوريا وهذا هو السيناريو الاكثر ترجيحا الآن داعش بديلا عن الجيش الحر.
وأكد الغبارى أن تنظيم داعش الإرهابى هو المنوط به الآن القضاء على الجيش السورى بسبب عدم قدرة اسقاطه عن طريق مجلس الأمن ، كما اكد أن تصعيد داعش جاء عقب اصرار السعودية على تغيير موقفها من دعم الجيش الحر الذى كانت تدعمه ماديا ، الأمر الذى جعل الولاياتالمتحدة تنظر بعين القلق إلى تغيير التوازنات لصالح الجيش السورى مما دفعها إلى زيادة الدعم لداعش حتى يتمكن من مواجهة الجيش السورى النظامى واعاقة نضاله. الاستراتيجية الأمريكية فى الفترة المقبلة وأخيرا أكد الغبارى على أن الولاياتالمتحدة ترقب المشهد بدقة خاصا فيما يتعلق بسوريا وهى تنظر بعين القلق إلى الجهود الروسية الهادفة لاعادة التوازن على أرض المعركة تمهيدا لتحقيق انجاز عسكرى كبير يزيد الجيش السورى تفوقا خاصا بعد التعزيزات العسكرية الروسية الكبيرة التى تقوم بها موسكو فى اللاذقية ، ومن ثم ستحاول واشنطون بشتى الطرق افشال تلك المحاولات وستكون ليبيا هى السيناريو البديل لاعاقة الجهود المصرية بشأن سوريا. وذلك من خلال تصعيد حدة التوتر فى ليبيا واعادة تمركز تلك المجموعات الإرهابية هناك حيث الحدود الغربية المصرية ، لندخل إلى دائرة مغلقة من التوتر كما تتمنى واشنطون .أما اوباما فليس لديه شيئا ليقدمه فى خطابه الأخير سوى اعادة طرح ما قاله العام الماضى مستغلا التهاب الأحداث على المسرح الدولى متجاهلا أن الجميع بات يدرك أن الولاياتالمتحدة هى مخرج هذا العرض الهزلى . ولكن الأهم مما سيقدمه اوباما هو الانتباه إلى ما الذى تحويه الجعبة الأمريكية فى الفترة القادمة حيث أن اوباما الذى يقضى أيامه الأخيرة أو أى رئيس أمريكى هو منفذ للأجندة المؤسسات الأمريكية ، ومن ثم علينا معالجة أخطاء الماضى وهى السبب الرئيسى فى ما وصلنا إليه ، وذلك حينما تقاعس من كان منوطا به الدراسة والتخطيط عن دوره وترك الأمر للآخرين ليجعلوا منه مفعولا به. الإرهاب تكاثر فى ظل الاحتلال الأمريكى لأفغانستانوالعراق . من جانب ثالث وصف اللواء محمد الغباشى الخبير الإستراتيجى وأمين الإعلام لحزب حماة الوطن اوباما بالأب الروحى للجماعات الإرهابية ، وذلك نظرا لتكاثر الجماعات الإرهابية فى اطار الاحتلال الأمريكى لأفغانستانوالعراق على الرغم من المصوغات الدعائية الهائلة والبلهاء التى ساقتها واشنطون لتسويق الأهداف الأمريكية " النبيلة " التى تأتيها عبر وحي من السماء لتطهير البشرية من الجماعات الإرهابية وتحقيق الديمقراطية فى العراق. وها نحن بعد أربعة عشرعام نستيقظ يوميا على كابوس الإرهاب وليس هذا فحسب ، بل استشرى وتكاثر وتعددت مسمياته وجماعاته فى ظل الأحضان الأمريكية الدافئة له ، وليس ادل من الأوضاع المأساوية التى تعيشها أفغانستانوالعراق من التدليل بقوة على فشل الولاياتالمتحدة الذريع ليس فقط فى تسويق أفكارها الساذجة وإنما فى تحقيق حلمها الأكبر فى تنفيذ مآربها الشيطانية فى مصر " الجائزة الكبرى " وذلك بسبب الثورة الشعبية فى 30 يوينة. النظام الدولى ليس فى الصالح الأمريكى. كما اتهم الغباشى اوباما بالافلاس السياسى وارتباك القرار حيث أنه تأخر كثيرا فى ادراك حجم التغيير الكبير الذى حدث فى الواقع الدولى منذ انهيار الاتحاد السوفيتى ، حيث لم تستقر ملامح النظام الدولى على الحالة التى عاشتها الولاياتالمتحدة فيما يعرف بالهيمنة الأمريكية أو الأحدادية القطبية. وهى الفترة الحالكة التى عاشها العالم تحت السيطرة الكاملة من واشنطون ، مارست خلالها اكثر صور العصف بالشرعية الدولية فجاجة والبلطجة السياسية ، ولكن هذه الفترة لم تدم طويلا حيث نما عدد من الأقطاب الإقتصادية والسياسية على رأسها بريكس ، استطاعت أن تتخذ مواقعا مهمة فى قيادة العالم ولم يعد فى الامكان تجاوز قرارها أو تنحية مصالحها. ويدل على ذلك عدم قدرة الولاياتالمتحدة على استصدار قرار من مجلس الأمن بشأن توجيه ضربات عسكرية إلى الجيش السورى بسبب الفيتو الروسى والصينى ، وذلك على عكس ما حدث سابقا مع العراق حين ضربت واشنطون قرارات الأممالمتحدة عرض الحائط وقامت باحتلالها غير الشرعى للعراق دون أن يتحرك المجتمع الدولي. ومن ثم فإن النظام الدولى الآن اصبح مختلفا حيث تآكل النفوذ الأمريكى ولم يعد فى مقدورها فرض قرارها ، ولكن اوباما رجل مغيب لا يدرك تلك المتغيرات أو يتجاهلها ويقف بذات الرعونة التى وقف بها جورج بوش الابن ويتحدث بذات اللغة المتغطرسة ولكنه لا يتمتع بنفس القدرات التى تمتع بها سلفه.
استدراج قوات التحالف العربى إلى حرب فى سوريا. وأكد الغباشى أن اوباما مفتقد للرؤية والادارة الأمريكية فى حالة من الارتباك، لذا ليس من المنتظر أن يقدم اوباما جديدا خاصا وهو فى أيامه الأخيرة ، وليس أمامه الا أن يعيد اجترار الأزمات التى صدرها قبل ذلك بصيغ جديدة وتحت نفس مزاعمه الكاذبة الحرب على الإرهاب ، ولكن بثوب جديد يبدو أنه استدراج قوات التحالف العربى إلى حرب برية موسعة ضد داعش فى سوريا ، وذلك على خلفية تصريح وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى " إن دولا فى الشرق الأوسط سوف تتدخل فى القوت المناسب لقتال داعش فى سوريا ". كما صدرت تصريحات عن دوائر سياسية تقول إن واشنطون فى حاجة إلى هجمات إرهابية على غرغر 11 سبتمبر أو حملة دعائية ضخمة حول أسلحة كيميائية أو ذرية فى سوريا لكى تمتلك واشنطون الحجج الكافية للالتفاف على مجلس الأمن وتكرار سيناريوهات العراق وليبيا عبر تحالفات كانت تشارك فيها دول عربية أيضا. كما أكد الغباشى أن مثل تلك التصريحات تعكس جليا ما الذى يدور فى أروقة أجهزة صنع القرار الأمريكى الذى يبدو أنه افتقد القدرة على الخروج من ذات الصندوق منذ أربعة عشر عام. ويبدو أن العقل الأمريكى يعانى عقما فكريا بحيث لم تعد الأزمة فى من الذى سيخلف اوباما وما هى أجندته بقدر ما تكون الأزمة فى صعوبة ايجاد مسار جديد أو معطيات مغايرة تخرج العقل الأمريكى من القالب الذى صنعوه وعبدوه وهو هجمات الحادى عشر من سبتمبر التى يتزايد الاعتقاد أنها لم تكن بعيدة أبدا عن المخابرات الأمريكية ليتحول ما اعتبروه مطية لتحقيق المصالح الأمريكية إلى المقبرة التى ستندفن فيها السياسة الأمريكية وليس من المنتظرالخروج منها بسهولة أو فى المنظور القريب.