وصف اللواء الدكتور طلعت موسى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، الضربات الجوية التي تقوم بها القوات الروسية على تنظيم داعش، في سوريا بالمؤثرة، مؤكدًا أن الولاياتالمتحدة تنظر بعين القلق إلى الموقف الروسي؛ لتأثيره على موازين القوى لغير صالحها، حيث لن تقتصر الضربات الروسية على داعش فقط، بل ستشمل أيضًا جميع الجماعات التي تحمل سلاحًا بخلاف الجيش السوري الوطني، بما في ذلك المعارضة السورية المدربة أمريكيا، الأمر الذي يعد إجهاضًا للجهود "الخبيثة" التي بذلتها واشنطن طوال السنوات الماضية. وأكد "موسى" - في تصريحات لبوابة "الفجر" - أن الموقف الروسي أظهر عورات قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، منذ ما يزيد على العام دون تحقيق أي إنجاز، بل على العكس تنامي داعش بشكل ملحوظ؛ نتيجة الدعم اللوجستي الذي تقدمه المخابرات الأمريكية له، كما أظهر الموقف الروسي عورات المجتمع الدولي الذي يتقاعس عن مواجهة الإرهاب مواجهة جدية، كما يعتمد على معايير انتقائية نتيجة الضغوط التي تمارسها واشنطن والتي قوضت قرارات أممية كان يجب اتخاذها، أبرزها رفع حظر واردات السلاح على الجيش الليبي؛ لتمكينه من مواجهة الجماعات الإرهابية. وأضاف "موسى": عكست كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الاستراتيجية الروسية الشاملة في مواجهة الإرهاب والمتماشية مع الشرعية الدولية، حيث دعا بوتين إلى اجتماع وزاري لمواجهة النزاعات في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا؛ لمواجهة داعش وجماعات إرهابية أخرى، كما دعا بوتين إلى توحيد القيم والوقوف على أرضية القانون الدولي من أجل حل ومعالجة القضايا الجديدة وتشكيل تحالف حقيقي لمواجهة الإرهاب. وأوضح "موسى" أن أخطر ما أكد عليه "بوتين" هو مطالبته المجتمع الدولي، دعم مؤسسات الدولة وجيوشها الوطنية سواء في ليبيا أو سوريا، ومطالبته بإنفاذ ميثاق الأممالمتحدة لاتخاذ ما يجب اتخاذه من تدابير وإجراءات وقرارات لتمكين الدول لمواجهة جادة للجماعات الإرهابية، كما أوضح أن بوتين كان محقًا عندما حمل المجتمع الدولي مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية نتيجة عدم التنسيق مع مؤسسات الدولة، مؤكدًا أنه يجب التعلم من أخطاء الماضي وإتاحة المجال للشعب السوري لاختيار من يمثله. واختتم "موسى" حديثه قائلًا: روسيا لديها نوايا صادقة لمواجهة الإرهاب بشكل جدي، وهذا ما يثير القلق الأمريكي، حيث توظف الجماعات الإرهابية لتحقيق مصالحها، ولكن الموقف الروسي يزداد قوة وتأثيرًا على باقي الأطراف الدولية.