بعد أن ترك بصماته الواضحة خلال مسيرته الطويلة في عالم كرة القدم، بدأ النجم الإيطالي السابق جيانفرانكو زولا مهمة التدريب قبل عدة سنوات، حيث خاض عدة تجارب في بلاده إيطاليا وفي إنجلترا، وفي بداية هذا الموسم إختار تحدً جديد وفريد من نوعه عندما تحول إلى العاصمة القطريةالدوحة لقيادة أحد أعرق الفرق فيها، النادي العربي، الذي يأمل من زولا إعادته لواجهة البطولات. وبعد أن أمضى زولا بعض الوقت في الدوحة، تحدث النجم الإيطالي إلى موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث وتناول فيه العديد من الأمور، حيث تحدث عن حلمه في عالم التدريب قائلا "لدي طموح كبير في العودة إلى نادي تشيلسي اللندني، وتسلم القيادة الفنية فيه، وأنا أعمل حاليا على تطوير مسيرتي التدريبية لأصل يوما ما لتحقيق هذا الطموح".
يعتبر تشيلسي من أهم المحطات في مسيرة زولا حيث كان الفريق اللندني الوحيد خارج إيطاليا الذي ارتدى قميصه، إذ لعب هناك في الفترة ما بين 1996 و2003 وخاض 229 مباراة وسجل 59 هدفاً. وخلال المواسم السبعة التي قضاها في ملعب ستامفرود بريدج، ساهم النجم الإيطالي بنيل "البلوز" لالقاب كأس الكؤوس الأوروبية والسوبر الأوروبي، إضافة لألقاب الكأس (مرتين) وكأس الرابطة والدرع الخيرية، وأصبح أحد الرموز التاريخية لدى عشاق النادي. ومن هذا المنطلق تحدث زولا عن أوضاع تشيلسي الحالية: "تراجع النتائج والمستوى الفني نابع من تدهور مردود خطه الهجومي في تسجيل الأهداف، كما أن ثبات وقوة الخط الدفاعي اختلفت عن الموسم الماضي مما يسمح بقبول الأهداف وهذا كله أدى لإنخافض الحالة المعنوية لدى المجموعة ككل". وأضاف "لا بد وأن تشيلسي سيتعافى قريبا من هذه الأزمة، التأهل للدور الثاني من دوري أبطال أوروبا وتحقيق انتصارين أو ثلاثة في الدوري سيعيده للسكة الصحيحة".
أجواء مثالية في قطر قدّم زولا منذ وصوله إلى الدوحة وقيادته للعربي فلسفة جديدة ألهمت النادي العريق وجعلته يعود لخط المنافسة في الدوري ما حفز مشجعيه على العودة للمدرجات بكثافة وتقديم المساندة لزولا الذي خطف إعجاب الجميع بتواصله مع الجماهير. ويؤكد زولا "أحاول أن أجعل فريقي يلعب بالطريقة التي أراها المثلى لكرة القدم. بدايتي كانت جيدة مع العربي لكنني أثق في أن النتائج ستتحسن في المستقبل القريب".
وحول إقامته في قطر: "أنا سعيد بالعيش هنا، ستجد كل ما هو محفز للعب كرة القدم، وكل يوم أرى أشياء مذهلة تحدث استعداداً لكأس العالم، بعد سنوات قليلة ستصبح مكانا إستثنائيا بالفعل، عندما يحين الوقت للعب كأس العالم ستكون تظاهرة تحدث طفرة كبيرة في عالم كرة القدم".
ويشرح زولا الذي خاض منافسات كأس العالم أمريكا 1994 وتقلد الميدالية الفضية مع منتخب إيطاليا "بطولات كأس العالم فرصة لإبراز المواهب وتخليد الأساطير، ففي المكسيك 1986 خلّد مارادونا اسمه عندما قاد الأرجنتين للظفر باللقب، وسننتظر في قطر 2022 بروز العديد من النجوم". ويضيف "لم أتوقع قبل قدومي أن أجد هذا الشغف تجاه كرة القدم، لكن بعد هذه الأشهر وجدت الشعب القطري وقد أظهر شغفا كبيرا باللعبة".
مقارنة مارادونا وميسي بما أن زولا قد حظي باللعب مع النجم الأسطوري دييجو مارادونا في فريق نابولي ونجحا معا في الظفر بلقب الدوري الإيطالي، تحدث زولا عن مثله الأعلى دييجو والمقارنة الدائمة بينه وبين ليونيل ميسي، وشرح هذا الأمر "من الظلم مقارنة مارادونا وميسي فقد لعبا بعصرين مختلفين، كلاهما استثنائيان بكل تأكيد. سنحت لي الفرصة باللعب مع مارادونا وهو بمثابة المعلم لي ولذلك سأميل طبيعيا لناحيته، وجد صعوبات كثيرة على أرض الملعب، الرقابة اللصيقة كانت تهدف لاخراجه من اللعب، أما ميسي فعلى الرغم من تعرضه لنفس الضغط لكن كرة القدم الحالية اختلفت وأصبحت أكثر هجومية وهناك من يساعده بكل تأكيد وطريقة اللعب تجبر المدافعين على التركيز بنواحي أخرى. أعتقد أن مارادونا كان بامكانه تسجيل الكثير من الأهداف لو لعب في هذا العصر".