"فتش عن المرأة وراء كل مصيبة"...تلك الجملة التي اشتهر بها الكاتب الصحفي "أنيس منصور" ولقبته ب"عدو المرأة". ففي مثل هذا اليوم الحادي والعشرين من أكتوبر تمر علينا الذكرى الرابعة لرحيل "عدو المرأة..أنيس منصور" الذي توفي بعد صراع مع مرض الالتهاب الرئوي بمستشفى الصفا بالمهندسين عام 2011.
- نشأته
ولد أنيس منصور في 18 أغسطس 1924، في قرية بجوار مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وفي طفولته التحق بالكتاب وحفظ القرآن الكريم.
- دراسته
حصل أنيس منصور على الثانوية العامة وكان ترتيبه الأول على مستوى الجمهورية، ثم التحق بقسم الفلسفة في كلية الآداب جامعة القاهرة، وتتلمذ على يد الدكتور عبد الرحمن بدوي، وحصل على ليسانس الآداب في عام 1947.
- وظائفه
عمل منصور أستاذًا في قسم الفلسفة في جامعة عين شمس، ثم تفرغ للصحافة فعمل في "أخبار اليوم" ثم غادرها إلى "الأهرام" في مايو 1950 حتى 1952، ثم تقلب بين المناصب الصحفية.
- جوائزه
حصل "منصور" في حياته على الكثير من الجوائز الآدبية من مصر وخارجها ومن أبرزها الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة وجائزة الفارس الذهبي من التليفزيون المصري وجائزة الدولة التشجيعية في مصر في مجال الآدب، وله تمثال بمدينة المنصورة يعكس مدى فخر بلده به.
- أنيس منصور والمرأة
على الرغم من كتاباته التي كانت ضد المرأة والتي صنّفته بعدو المرأة الاول إلا أنه كان يحبها حيث أنه صرّح في أحد الحوارات الصحفية بحبه للمرأة حيث قال: "نعم أحب المرأة.. فهي التي استطاعت بذكائها وتسامحها ورقتها ورهافة مشاعرها، وفي نفس الوقت بقوة شخصيتها واحتوائها أن تجذبني بخيوط حريرية ناعمة من حياة العزلة لأصبح مخلوقا اجتماعيا يتفاعل، وينعم بالزواج بعد إضراب خوفا من أن يصبح الزواج عائقا أمام كياني الإبداعي ككاتب وأديب".
أنيس منصور بكى على فراق والدته وقالها صراحةً "كم أحببت هذه الأم وبكيت ومازلت أبكي فراقها".. وأيضًا عندما مرضت زوجته قال "كنت أتصور أنه بعد البكاء المستمر على أمي لن أبكي على أحد بعدها، فهي التي كانت تساوي ولا تزال، وكنت أظن أن دموعي قد جفت، فهذه الأيام فإنني أبكي أضعاف ما بكيت طوال عمري، أدعو بطول العمر والعافية، وأتوسل وأركع وأسجد لله، وكل دموعي حروف تكتب على الأرض رحمتك يا ربي أنها زوجتي".
- أنيس منصور والسياسة وعلاقته برؤساء مصر
كانت علاقة أنيس منصور بالسياسة تتلخص في تلك العبارة... "السياسية هي فن السفالة الأنيقة".. وعندما كتب يومًا عن سبب كراهيته للسياسة قال إنها فن استغفال الناس، والرجل السياسي بهلوان متوازن بين الذي يقوله والذي لا يعلمه، والسياسة لعبة الدم والنار.
وحين تحدث أنيس منصور عن "جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسنى مبارك" قال إن الأول كان زعيماً حقيقياً لكن كانت ظروفه قاسية، وفتح جبهتين في وقت واحد إسرائيل واليمن فكانت هزيمة 1967 هزيمة جيش وليست هزيمة قائد.
أما السادات كانت الصورة أمامه واضحة كسياسي من الدرجة الأولى وعسكري أيضا لكنه لم يعط الفرصة ليكمل نجاحه بعد نصر أكتوبر 1973 ولم تكتمل فرحته ليتسلم طابا فقد كان يعتزم أن يعتزل الحكم والسياسة ويقضي بقية عمره بعيدًا عنهما ويعيش كمواطن مصري عادي.
أما مبارك من وجهة نظر أنيس منصور، فلم يكن زعيما، بل ورث ثروة مصر بدون أي مجهود مثله مثل واحد يجلس بجوار سائق تاكسي وفجأة ضرب هذا السائق بالنار فأخذ مكانه، كما أنه تسلم مصر جاهزة، فلم يقل شيئا ولم يفعل شيئا، بل رفع فقط العلم المصري على طابا، وأن حكاية الضربة الجوية لم يكن له فيها أى دور، حيث كانت طلعة جوية عادية وقال وقتها: "مافيش حاجة اسمها الضربة الجوية".
وقد وصف منصور "سوزان مبارك" ب"الأرملة السوداء" حيث كان مقرر أن يكتب مذكراتها ولكن صرح أحد المرات أنه عندما حكى معها لمدة 17 جلسة يبحث عن جوانب في حياتها تستحق الكتابة عنها، اكتشف أنها "فاضية ومتستحقش الكتابة".