قبل أن يسدل الستار على أوباما وسنواته الأشبه بالجحيم، رفض القدر أن يرحل دون عار جديد يضاف إلى سجله الأسود, فالبيت الأبيض الآن بفضل أوباما، أصبح منتهك من الجميع بعدما فقد جزء كبير من بريقه الهائل الذي صنعته الإدارة الأمريكية خلال قرنيين من الزمان, والفصل الأخير في سلسلة الفضائح الأمريكية في عهده. ويعود إلى يوم الخميس الماضي حينما أعلنت الأممالمتحدة عن عزمها فتح تحقيقات موسعة حول اتهامات بالفساد لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة الدكتور جون اش والذي شغل منصبه خلال فاعليات الدورة 68 للأمم المتحدة، واستمر في منصبه طيلة الفترة من سبتمبر 2013 إلى سبتمبر 2014 وهو ينتمي إلى دولة، أنتيجوا وباربيدوس الواقعة ضمن جزر الكاريبي.
وكانت الأممالمتحدة قد تجاهلت كل الاتهامات لدكتور جون لأكثر من عام كامل قبل أن تقرر فتح التحقيق تحت ضغوط دولية لم تنجح الولاياتالمتحدةالامريكية في صدها، وذلك بحسب ما ذكره موقع "لهيب الكاريبي" فأن ستيفان جاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة التحقيق مع دكتور جون وشخصيات أخرى بارزة في الأممالمتحدة.
وعلى الفور تحركت شرطة منهاتن للقبض على دكتور جون, ويؤكد موقع "اوبسيرفر" أن شرطة منهاتن قامت بتوقيف أكثر من 9 أشخاص آخرون بعضهم من رجال الإدارة العليا في البيت الأبيض.
فيما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن أحد بنود التحقيق مع دكتور جون يتعلق بمبلغ مليون وثلاثمائة ألف دولار تلقاها من أحد رجال الأعمال الصينين "نج لاب سينج" من أجل إرساء مناقصة مباني تابعة للأمم المتحدة في مدينة مكاو الصينية وتقدر عقود الصفقة ب 3.8 مليار دولار.
أما موقع ورلد تريبتون، ركز على قضية أخرى وهي استغلال جون اش لمنظمة الأممالمتحدة في عمليات غسيل أموال ومساعدة شخصيات مرموقة على التهرب الضريبي من خلال ايصالات تبرع من جانب هذه الشخصيات للأمم المتحدة.
وبالطبع فأن التبرع يكون يمواد عينية وغذائية يتم تقديرها بمبالغ أكبر من قيمتها الفعلية ولكنها تخل ضمن حسابات المانحين بقيمتها المعلن عنها وهي بالطبع تفوق بعدة أضعاف قيمة المواد التي تم التبرع بها.
وأكدت الصحيفة على أن هذه الفضيحة سوف تعجل بخروج العديد من الشخصيات البارزة داخل الإدارة الأمريكية قبل نهاية العام الجاري.
أما صحيفة " ناشونال افيرز " فقد احتفى بالامر بطريقة مختلف حيث أعاد الموقع تلخيص لأهم فضائح الرشاوي التي حكمت الأممالمتحدة منذ ظهورها بداية من الرشاوي اليهودية لإصباغ شرعية دولة إسرائيل على أراضي عربية فلسطينية, ومواقف الأممالمتحدة من الإعتداءات الإسرايلية منذ عام 1948 وحتى اليوم على الفلسطينين مرورًا بحروب ثلاث كبرى جمعتها مع جيرانها.
وكانت أخر هذه الفضائح التي مازالت تتداول في المحاكم هي سقوط اثنين من كبار المسئولين بالأممالمتحدة في قضايا رشاوي وعمولات أثناء إشراف الأممالمتحدة على برنامج النفط مقابل الغذاء في العراق, بل ذهب الأمر لأبعد من ذلك إذ قامت الأممالمتحدة بشكل رسمي باحتجاز قرابة ال 8% من قيمة صفقات برنامج النفط مقابل الغذاء وذلك نظير الإشراف على تنفيذ وإدارة البرنامج!!.
وكذلك أدعت الأممالمتحدة أنها حصلت على هذه المبالغ أيضا كتعويض عن الأموال التي دفعتها في التفتيش على الأسلحة النووية, الأخطر أن أحد الشركات السويسرية "كوت كنا" كانت تقوم بتوريد أغذية ضمن نفس البرنامج.
كما كانت تقوم بتوريد مبلغ شهري ثابت للسيد "كوجو" نجل الأمين السابق كوفي عنان, وحاولت الإدارة الأمريكية الزج باسم السيد بطرس غالي الأمين الأسبق للمنظمة في هذه الفضيحة إلا أن التحقيات أكدت نظافة الرجل الذي كرهته واشنطن حتى أنها اعترضت في سابقة هي الأولى والأخيرة في التاريخ على إعادة ترشيح الرجل الذي لم يرضخ لهم.
والأخطر أن كل هذه الأموال والعمولات والرشاوي تأتي وسط الحديث الدائر الآن عن ضرورة التقشف داخل المنظمة وتخفيض المساعدات الانسانية للفقراء في إفريقيا واسيا وأمريكا الاتينية !!.
ولا يقتصر الأمر على حوادث الرشاوي فحسب داخل الأممالمتحدة ولكن حتى العاملين والجنود التابعين لها, كانو على نفس مستوى الحقارة.
وقامت قوت حفظ السلام باغتصاب عدة فتيات في إفريقيا الوسطى إضافة إلى مذبحة قام خلالها نفس الجنود بقتل أربعة أفراد من عائلة واحدة بينهما أب وابنته في فضيحة أطاحت بالمبعوث الخاص بالسيد بان كي مون إلى وسط إفريقا.