البعض يحلله بشرط الحصول على إذن من أب الاعتراف بالكنيسة.. وآخرون يحرمونه تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لبدء صوم الميلاد، والمعروف ب«الصوم الأربعينى»، نظرًا لمدته التى تبلغ 43 يومًا متواصلة، تنحصر سنويًا فى الفترة الواقعة بين يوم 25 نوفمبر إلى 7 يناير. الصوم المسيحى له عدة قواعد، يُعتبر إحداها عدم ممارسة العلاقة الحميمة بين الزوج والزوجة- حسبما علَّم علماء الكنيسة فى القرون الأولى. الأنبا بيسنتى، أسقف حلوان والمعصرة للأقباط الأرثوذكس، وعضو المجمع المقدس للكنيسة، كان قد أعلن رأيه فى الأمر فى أحد اللقاءات التليفزيونية، قائلاً: الأصل أن يمتنع المسيحيون المتزوجون عن ممارسة العلاقة الزوجية، خلال أيام الصيام، لكنه أوضح أن الكنيسة تراعى الاحتياجات البشرية وبناء عليه فإن من يوجد لديه دواعٍ أو احتياجات معينة أو استثناءات، يتقدم إلى الكنيسة مُمثلة فى أب الاعتراف، الذى يُعطى له ما يُسمى فى المسيحية ب«الحِل». وأضاف: الحل هنا بحسب كلامه يعنى الإذن أو السماح، لممارسة العلاقة الزوجية خلال أيام الصوم. تصريح الأنبا بيسنتى، لم يتقبله البعض واشتعل الجدل مؤخرًا حول فكرة وجوب حصول الفرد القبطى على إذن لممارسة العلاقة الزوجية، والتى تنظر إليها المسيحية نظرة "مقدسة"، بالإضافة إلى الجدل الذى أُثير أيضًا حول الطريقة التى يفاتح بها الفرد أب الاعتراف لممارسة الحب مع زوجته، والذى يُعد أمرًا مشروعًا فى نظر الله والناس. بينما اعترض آخرون على طول المدة التى يمتنع فيها المتزوجون عن تلبية الاحتياج الجسدى خلالها، لاسيما أن الكنيسة المصرية تصوم فيما يقرب من 217 يوماً. فيما علق، الأنبا إسحق أسقف عام كنائس الفيوم للأقباط الأرثوذكس، وعضو المجمع المقدس للكنيسة، ل"الفجر" إن قوانين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، خلال الصيام المقدس، تحث على الامتناع عن جميع الشهوات وليس فقط العلاقة الجسدية. وأكد إسحق أن الكنيسة دائمًا ما تزرع داخل أبنائها أن إرضاء الله يكون من خلال تنفيذ الوصية بمبدأ الحب، فحينما يتمنع الفرد عن شىء سواء كان مأكلاً أو شراباً، أو علاقة زوجية، فذلك يكون حبًا فى الدخول إلى حالة التفرغ التام للعلاقة مع الله، والوصول إلى أقصى درجات النمو الروحى. عن الحصول عن «حِل- إذن» من الكنيسة لممارسة العلاقة الزوجية خلال أيام الصيام، عقب الأنبا صليب، أسقف ميت غمر للأقباط الأرثوذكس، وعضو المجمع المقدس للكنيسة، قائلاً: الأمر لا يكون بشكل تعسفى أو مهين كما يروج البعض، مؤكدًا أن العلاقة بين أب الاعتراف وأبنائه تكون علاقة راقية جدًا، قائلاً: أب الاعتراف لن يحرج أحداً من أبنائه لاسيما إن كان يطلب طلبًا مقدسًا وطاهرًا فى نظر الكنيسة، مثل ممارسة العلاقة الحميمة. وأوضح الأنبا صليب، أن نقطة الحصول على «حِل» من الكنيسة، تكون أثناء الصوم فقط، والذى تختار الكنيسة أن يمتنع أبناؤها عن الشهوات خلاله، تفرغًا للعبادة فقط وليس من باب استنكار العلاقة الحميمة كما يروج البعض، مؤكدًا أنه خارج الصوم يمارس الفرد العلاقة بمنتهى الحرية، فى إشارة إلى أن الذى يمارس العلاقة دون الحصول على الحل الكنسى، يكون قد كسر قانون الكنيسة فى تلك النقطة. الأنبا دانيال، أسقف المعادى للأقباط الأرثوذكس، ورئيس المجلس الإكليريكى فرع القاهرة وهو الجهة المنوط بها البت فى قضايا الأحوال الشخصية للأقباط الأرثوذكس من انفصال وزواج ثانِ، قال ل"الفجر" أنه يمكن ممارسة العلاقة الزوجية خلال الصوم دون الرجوع للكاهن أو الحصول على إذن منه، طالما توصل معه لحالة الاتفاق، مؤكدًا أنه لا عيب أيضًا فيمن يرجع لأب اعترافه الذى يتابع معه حالته الروحية. وأوضح رئيس المجلس الإكليريكى، أن الفطر فى الصوم له معنيان، الأول هو الخروج عن الصوم تمامًا وتناول المأكولات غير النباتية مثل اللحوم، والثانى هو كسر الصوم الانقطاعى بمعنى الصوم بالامتناع عن المأكولات غير النباتية، دون الامتناع عن المأكل والشراب لعدة ساعات متصلة تبدأ من بداية اليوم، كما هو معتاد فى الكنيسة. وأكد أن الفطر الذى يتعرض له ممارس العلاقة الحميمة، هو فطر عن الصوم الانقطاعى فقط كما الحالة الثانية، ولكن لا يُحسب أنه خرج عن الصوم نهائيًا كما أكل اللحم أو شرب الألبان. جرجس صبحى، خادم كنسى، قال ل"الفجر"، إنه لا يصلح أن تُأخذ المشورة فى الحياة الزوجية والعلاقة الحميمة من الرهبان؛ لأن الراهب لا يعرف الحياة الزوجية ولا تفاصيلها، وبالتالى فهو غير مؤهل للحديث عن الجنس- حسب تعبيره. وأضاف: "إن الحديث عن الامتناع عن ممارسة العلاقة الزوجية خلال الصيام غير منطقي؛ لأن أيام الأصوام وفقًا لطقوس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تصل إلى 217 يومًا فى السنة، وليس من المنطقى أن يظل الشخص بعيدًا عن شريك حياته جنسيًا 217 يومًا سنويًا". واستطرد: بالنسبة للراهب هذا منطقى، لأنه لم يمارس العلاقة الزوجية من قبل ولا يمارسها نهائيًا، ولكن بالنسبة للمتزوجين، فالأمر غير منطقى، ومن شأنه أن يخلق مشاكل كبيرة بين الزوجين ويزعزع استقرار الأسرة- حسب قوله. أكد "صبحي" أنه لا يوجد نص واضح وصريح سواء فى الكتاب المقدس أو الدسقولية وهى كتاب تعاليم الآباء يطالب بالامتناع عن العلاقة الحميمة خلال الصيام، أو الحصول على «حِل» من الكنيسة قبل الممارسة. من الناحية التشريعية والكتابية، رد مينا أسعد كامل، مدرس علم اللاهوت، على المعترضين على منع ممارسة العلاقة الزوجية خلال الصوم، قائلاً: إن الكنيسة تمنع ممارسة العلاقة الجنسية خلال الصوم، إلا فى وجود حالات استثنائية مثل حالات تأخر الإنجاب والذى يخضع خلالها الزوجان لجدول من الطبيب المتابع لحالتهما، بالإضافة إلى حالات الحمل التى تستوجب وجود اتصال جنسى بين الطرفين خلال فترة معينة. وأكد كامل أن الاحتياج الطبيعى ليس مبررًا لممارسة الجنس بين الزوجين خلال فترة الصوم، إلا أن الأمر كليًا يرجع لرجاحة عقل وروحانية الكاهن الذى يستقبل طلبات الحِل.