في غضون ساعات من الاستيلاء على مدينة قندوز الواقعة شمالى افغانستان الشهر الماضي، تمكن مقاتلو طالبان من مطاردة ليس فقط اولئك المتهمين بالعمل مع قوات الأمن، ولكن الدعاة لحقوق المرأة والصحفيين. استولت القوات الحكومية علي جزء كبير من المدينة بعد ثلاثة أيام، ويوم الاثنين أعلنت حركة طالبان انسحاب اخر مقاتليهم. ولكن كانت غزوة طالبان القصيرة في المدينة تذكرة تقشعر لها الأبدان من حكمها الإسلامي العنيف في أواخر التسعينات، ولما يمكن أن تنتظره البلاد اذا عادت الى السلطة. في الاعلان عن استيلائهم علي المدينة يوم 28 سبتمبر، تعهدت حركة طالبان لحماية المدنيين وممتلكاتهم، و قدموا أنفسهم كمحررين. لكن يقول السكان انه انتاب المتمردين على الفور حالة من الهياج ونهبوا المتاجر وقتلوا أولئك الذين وقفوا في طريقهم. هربت شاه بيبي الى كابول مع أطفالها الستة بعد ان اقتحم متشددون منزل أحد الجيران وقتلوا خمسة من الصبية الصغار بالرصاص. و قالت ان "الجثث ترقد في كل مكان". كما استهدفت طالبان وسائل الإعلام في قندوز ونهبوا المكاتب وقاموا بسرقة أو تدمير المعدات، وفقا للصحفيين الذين لاذوا بالفرار.
وقد وفرت لجنة سلامة الصحفيين الأفغانية ، وهي منظمة خاصة، أموال الطوارئ والإقامة ل 65 صحفي على الأقل من الذين فروا قندوز. وقال مدير المجموعة، نجيب الشريفي، انه يخشى الصحفيين "إلقاء القبض عليهم، او تعرضهم للضرب أو القتل" من قبل طالبان. و اضاف ان "مفاهيم حرية التعبير تتعارض مع عقيدتهم".استيلاء طالبان علي قندوز، على الرغم من انه كان لفترة وجيزة، الا انه كان ضربة قوية لثقة الجمهور في الرئيس أشرف غاني، الذي انتخب منذ أكثر من عام بعد وعوده لإنهاء الحرب.