العيد أيام زمان كان يبدأ من ليلة الوقفة، حين يحتضن الصغار قبل نومهم ثيابهم الجديدة حتى الصباح، وتتعالى أصوات التكبير فوق مآذن الجوامع بالميكرفونات التى لا تجعل احد ينام، ولم أتذكر يومًا ان أحدًا كان يتضايق او يتذمر بل على العكس. وكانت النساء تخرجن إلى البلكونات لرؤية أزواجهن وأطفالهن وهم ذاهبون لصلاة العيد وتهنئ كل واحدة جاراتها بالعيد، ويشددن الدعوة علي بعضهن للذهاب للإفطار أو لإرسال الأولاد عندهم للعب مع أولادهن وتتعالى الضحكات.
ثم تبدأ أصوات أغنيات العيد تملأ الأجواء ويرددها الصغار، الأطفال يؤجرون العجل المزركش بالورق الملونة بملابسهم الجديدة والبنات الصغيرات ذات الضفائر بحقائبهن الصغيرة التى بها ثروتهن من العيدية، ويبدأ الآباء والأمهات باصطحاب أولادهم لزيارة الأقارب وصلة الأرحام ويكتمل البرنامج بالأفلام أو المسرحيات التى كانت تقدم لأول مرة كل عيد.
هذه ببساطة فرحة العيد التى كنا نحياها ونتذوق حلاوتها، أين هذه الفرحة الآن وأنا أجد وجوه الآباء والأمهات عابسة لأن دخول المدارس تزامن مع العيد فكيف سيكون التنسيق بين متطلبات العيد من لحم وملابس جديدة وبين متطلبات الدراسة من كتب وكراسات وملابس أيضا، تأتى المقارنة التى يستحيل الترجيح فيها بين ملابس العيد أم ملابس المدرسة.. أيهما أهم؟!
الأطفال كأنهم دون وعى أو بوعى حملوا نفس هموم آبائهم فانزوت فرحتهم، حتى من كان مقتدرًا يخجل حتى من أن يبتسم فرحًا، فكيف الفرح وسط دماء الشهداء فى وطننا، وكيف الابتسام وهذا حال أشقاءنا العرب فى لبنان وسوريا وغيرهما.
زمان كان العيد فرحة، أما الآن فماذا نقول عن العيد.
كل عام وانتم بخير، ونسأل الله أن تحمل الأعياد القادمة فرحة غامرة لكل الأمة العربية.