قوات إماراتية ويمنية تدخل حرب استعادة "مأرب"

قالت صحيفة العرب اللندنية، إن قوات إماراتية وأخرى يمنية تدربت في السعودية خلال الأسابيع الأخيرة تستعد للالتحاق بمعركة مأرب، وذلك في سياق قرار التحالف العربي بحسم معركة مأرب سريعا للتفرغ لمعركة صنعاء.
يأتي هذا بعد يوم واحد من تحرك لواء عسكري إماراتي إلى محافظة مأرب الاستراتيجية لينضم إلى قواتها هناك التي تلعب دورا محوريا في الانتصارات الميدانية التي حققتها قوات التحالف العربي في الأيام القليلة الماضية.
وأكدت القوات الموالية لحكومة الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي أنها تقدمت في مأرب حيث تتابع حملة واسعة ضد المتمردين الحوثيين الموالين لإيران بدعم من قوات التحالف العربي. وتهدف هذه الحملة إلى هزيمة الحوثيين في مأرب الواقعة شرق صنعاء وصولا إلى إخراجهم من العاصمة التي سيطروا عليها بقوة السلاح قبل سنة.

ويراهن قادة التحالف على العامل النفسي في مواجهة المتمردين خاصة بعد أسر عدد من الحوثيين والسيطرة على مواقع استراتيجية في المحافظة، متوقعين أن يؤدي الضغط العسكري إلى انشقاقات في صفوف المتمردين وانفراط تحالفهم مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وفي ظل غطاء جوي من طيران التحالف، تمكنت القوات اليمنية والعربية الثلاثاء من السيطرة على تلتين استراتيجيتين بالقرب من منطقة صرواح التي تعد معقلا للمتمردين الحوثيين في مأرب والواقعة على طريق العاصمة صنعاء بحسب مسؤولين عسكريين موالين لحكومة هادي.

وقال النقيب زيد القيسي العامل ضمن اللواء 14 في الجيش اليمني الموالي في مأرب "لقد أخرجنا الحوثيين من هاتين التلتين ودخلنا منطقة الزور". وأضاف أن "قوات برية تابعة للتحالف، لا سيما للإمارات والسعودية تشارك في العملية". وبحسب القيسي فإن القوات البرية للتحالف "تقوم بعمليات نزع الألغام وتمهيد الطريق لقواتنا التي تستمر بالتقدم نحو صرواح".

وذكرت مصادر عسكرية أن المواجهات تستمر على الجبهة الجنوبية الغربية لمدينة مأرب، عاصمة المحافظة، وأن طيران التحالف شن خلال فترة الصباح تسع غارات على مواقع المتمردين في محافظة شبوة.

وأجاز الهجوم البري حتى الآن "ضمان أمن" مأرب، كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، وردّ المتمردين الحوثيين الشيعة إلى الجبال، بحسب قائد قوة الإمارات في اليمن اللواء علي الكعبي.

واعتبر الكعبي في حديث نقلته صحيفة ذي ناشونال التي تصدر بالإنكليزية في أبوظبي أن تأمين مأرب أساسي للزحف على صنعاء التي تقع على بعد 140 كلم غربا.

وقال "إن من يريد الذهاب إلى صنعاء عليه الوصول إلى مأرب؛ إنها الخط الأخير". وشدد الكعبي على إثر مقتل عدد من الجنود الإماراتيين "إننا لن ننسى دماءنا، إنه ثأر شخصي لجنودنا".

وأفاد العميد في الجيش اليمني مراد طريق أنه رغم أن المتمردين قد تخلوا عن العديد من المناطق داخل المحافظة، إلا أن تقدم القوات اليمنية والقوات المسلحة التابعة للتحالف يشهد شيئا من التباطؤ جراء الألغام التي زرعها المتمردون.

وكشف العميد مراد عن أن القوات اليمنية والقوات العربية استولت على عدة مناطق حول مديرية صرواح منذ بدء الهجوم على مأرب يوم الأحد الماضي. وأضاف "إننا نهاجم مديرية صرواح، التي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين، وتم فرض حصار عليهم".

وأفاد أنه سيتم تصعيد الهجوم موضحا "لا يزال لدينا الكثير من القوات التي لم تشارك بعد في المعركة" مثل القوات الإماراتية وجنود الجيش اليمني الذين تم تدريبهم في المملكة العربية السعودية. وقالت مصادر عسكرية إن قوات التحالف نجحت في أسر عدد من الحوثيين.

وأكد أن "المعركة مستمرة ولقد قمنا بمصادرة العديد من المركبات العسكرية التي يمتلكها الحوثيون، إلا أننا نتقدم ببطء حيث قاموا بزرع العديد من الألغام الأرضية قبل أن يغادروا، ونحن في حاجة إلى إجراء مسح للمنطقة قبل السيطرة عليها".

وقال إن طائرات التحالف استهدفت يوم الاثنين تعزيزات عسكرية كانت متوجهة إلى الحوثيين في مأرب، مشيرا "نحن ذاهبون من أجل تحرير مأرب في الأيام القادمة، وبعد ذلك سوف نتوجه إلى صنعاء".

وقال محمد، وهو صحفي مقيم في مأرب، إن الحوثيين لم يظهروا مقاومة قوية، وهو السبب وراء سقوط عدد قليل من الضحايا. وأضاف أن "مأرب ليست منطقة مفتوحة يصعب فيها القتال، ولكن المقاومين هم من أصيلي مأرب لذلك يعتبر الأمر سهلا بالنسبة إليهم".