نشرت دويتشه فيله الألمانية تحقيقا عن زيارة الملك سلمان إلى الولاياتالمتحدة، حمل عنوان، الملك السعودي الحازم يزور واشنطن. إستقطبت الزيارة التي قام بها، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز إلى العاصمة الأمريكيةواشنطن، إهتمام كبرى وسائل الإعلام العالمية.
المتابعة الدقيقة للزيارة التاريخية، التي تعد الأولى للملك سلمان كخادم للحرمين الشريفين إلى الولاياتالمتحدة، لم تقتصر على وسائل الإعلام الأمريكية أو السعودية، بل حظيت بإهتمام جميع الصحف والمجلات المشهورة.
المملكة الحازمة وفي هذا السياق، نشرت دويتشه فيله (أحد أبرز وسائل الإعلام الألمانية) تحقيقًا عن زيارة الملك في الرابع من سبتمبر حيث قالت، "إن الولاياتالمتحدة تواجه اليوم المملكة التي اصبحت حازمة جدا في سياساتها الخارجية".
المعادلة المعقدة ونقلت الصحيفة عن السفير الأمريكي السابق في السعودية، جيمس سميث، قوله"طوال العقود الماضية كانت المعادلة قائمة على أساس، الرياض تقدم النفط، وواشنطن الأمن، إلا أن هذه المعادلة اصبحت اليوم أكثر تعقيدا".
واضافت الصحيفة، "لقاء بن سلمان بأوباما، يجمع بين الأخير الممثل لأمة اصبحت تعتمد على الذات في إنتاج الطاقة، وملك يمثل أمة باتت هي الأخرى تعتمد على الذات في سياستها الخارجية الحازمة".
واشنطن على الهامش وأشار سميث،"إلى انه وفي شهر مارس الماضي، قادت تحالفا عسكريًا في اليمن، بعد قيام المتمردين الحوثيين بازاحة الحكومة المدعومة من الولاياتالمتحدة والسعودية"، مضيفا، "واشنطن في هذا الحدث موجودة على الهامش رغم المساعدات الاستخباراتية واللوجستية التي قدمتها، وأمر القيادة محصور بيد السعودية".
استعراض عضلات واضاف "في العادة تعمل المملكة في الظل وتقدم الأموال والدعم، ولكن في الحرب الحالية، استعرضت المملكة عضلاتها في السياسة الخارجية"، لافتا، "إلى أنه من المبكر الحديث عن أن هذه السياسة إنحراف عن القاعدة أو اتجاه جديد للملكة".
وبحسب سميث،" فإن غالبية الأمة السنية، تعتبر أن ما يجري في اليمن محاولة إيرانية لتطويق السعودية، وأن طهرانوالرياض تصران على اتهام طهران بدعم المتمردين الحوثيين".
تأييد سعودي كبير المحلل السياسي السابق في السفارة السعودية بواشنطن، فهد الناظر قال، "إن المملكة أمسكت بزمام الأمور، خصوصا أن إدارة الرئيس باراك أوباما مترددة حيال الأزمات في الشرق الأوسط، وإنه بالنظر إلى الاضطرابات الحاصلة في المنطقة، وصلنا إلى استنتاج مفاده أن العمل الديبلوماسي الهادئ وراء الكواليس لم يعد كافيا هذه الأيام".
وأضاف،" هناك تأييد سعودي كبير للطريقة التي باتت تنتهجها المملكة، والقاضية بالاعتماد على نفسها في ضمان أمنها، ولم يعد مقبولا الاعتماد على الولاياتالمتحدة أو أي دولة أخرى في هذا المجال".
الاتفاق النووي سميث وفي تعليقه على الاتفاق النووي الإيراني، قال "السعوديون وغيرهم، من الدول ابدوا استيائهم من المفاوضات، لأنهم يريدون أن تكون قضية التدخل الإيراني في الشرق الأوسط وزعزعة الاستقرار، ملفا رئيسيا خلال المفاوضات، متابعا، "هذا الموضوع يعتبر بالغ الاهمية بالنسبة إلى المملكة ويتفوق حتى على الملف النووي".
وبحسب المتابعين، فإن المملكة لا تعارض الاتفاق النووي، ولكنها تريد أن يكون هناك سلة متكاملة تفرض على إيران إلى جانب تجميد مشاريعها، التوقف عن زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وليس الحصول على ضمانات بعدم تصنيع سلاح نووي خلال السنوات القادمة.