الحل هو أن تنشئ الدولة بيتاً لممارسة الدعارة يذهب دخله بالكامل إلى الخزانة العامة. القرار الفريد من نوعه أصدره كاليجولا، القيصر الرومانى الغريب الأطوار. الفرمان ينص على ألا تخلو الأنشطة المعروضة على الزبائن فى أقسام الدار المختلفة من أنواع الشذوذ الأكثر تحدياً لتقاليد المجتمع الرومانى آنذاك. وعلى جميع من يشغلون الوظائف العليا التواجد هناك مرتين فى الأسبوع على الأقل، شريطة أن يكون على رأس هؤلاء المحلفون من أعضاء مجلس الشيوخ والسادة الوزراء ومساعديهم وولاة الأقاليم. الألمان استيقظوا فجأة ليكتشفوا أن هتلر ليس كما صورته لهم آلة الإعلام الرهيبة التى أدارها جوزيف جوبلز. وعلى فكرة، جوزيف جوبلز هو من قال: كلما سمعت كلمة: ثقافة، تحسست مسدسى. استيقظ الألمان فجأة ليكتشفوا أن هناك إلى جوار الزعيم الأوحد امرأة تدعى: إيفا براون، وأنها ظلت تعيش برفقته فى مقر المستشارية إلى أن انتحرا سوياً بمخبأهما التحت أرضى، عندما تمكنت القوات السوفييتية من اجتياح برلين قبل جيوش الحلفاء. كانت محدودة التفكير إلى درجة تلامس التخلف العقلى. لا صلة لها من قريب أو بعيد بالصراعات السياسية، ولا تعبأ كثيراً أو قليلاً بالشأن العام. أغلب الظن أن الفوهرر كما كان أنصاره يطلقون عليه سعى من خلالها إلى التمسح فى طبقات المجتمع الراقية. صديقات إيفا براون اللائى ظللن على صلة بها، أكدن أن الفوهرر كان لا يتحقق جنسياً إلا عندما يجبرها على أن تحكى له بالتفصيل عن تجارب سابقة عاشتها مع آخرين. أجرى الأطباء النفسيون سلسلة من الدراسات الموسعة حول العلاقة الغريبة التى اختتم بها حياته. الشعور الذى سيطر عليه فى اللحظات الأخيرة هو أن الأمة الألمانية قد خذلت قائدها العظيم بخسارتها الحرب. كانت آلة الإعلام الرهيبة تصور حياة هتلر على أنها خالية تماماً من المغامرات العاطفية، وأن كل هذا العشق لألمانيا التى هى فوق الجميع لم يترك فى قلبه مكاناً لسواه. ومن أقوال بعض الشهود فى محاكمات نورنبرج، تبين أن الزعيم الأوحد كان تجسيداً حياً لما يسمونه فى علم النفس بنموذج البصاص، وأنه اكتفى بالتالى فى علاقاته الحميمية بالأداء البصرى. النازيون الجدد يعتبرون أن كل هذا مجرد أكاذيب يراد بها تلطيخ صورة الفوهرر، وهم على عكس القدامى من معاصريه يتفننون فى التغنى بفتوحاته النسائية. العالم الإسبانى د.جريجوريو مرانيون، الحاصل على جائزة نوبل فى الطب، يرى أن نيرون لم يكن يعانى من البيرومانيا، أو الهوس الهستيرى بالنار فحسب، بل أيضاً بارتباط شرطى بين إشعال الحرائق والجنس، وأنه عندما أمر بحرق روما، كان فى الواقع يشعر أنه يغتصبها. دكتاتور شيلى الجنرال بينوتشيه كانت أقرب صديقاته إليه عاملة بمركز لتجميل الموتى. البعض ممن اهتموا بتحليل شخصيته أكدوا أنه اختارها هى بالذات لهذا السبب على وجه الخصوص، وأن أصول الدافع الجنسى لديه اقترنت على نحو ما بالموت. حرص دائماً على أن يدير هو شخصياً المذابح التى تولت تنفيذها كتيبة الإعدام السرية المدربة على يد أفضل عناصر السى آى إيه. بعد فراقهما، أفضت ماريا كريستينا ديل مار إلى الصحف الأوروبية بالكثير من الأسرار التى يتعلق معظمها بالسطو على المال العام، أو تدبير المذابح لرموز القوى الديمقراطية أو الاشتراكية أو حتى الذين يلوذون بالصمت، على أساس أن من المحتمل أن ينضموا إلى المعارضة. كانت تردد عن عشاقها من الساسة أو الجنرالات أو أصحاب مناجم النحاس: كلهم فى الفراش تحت السيطرة. وعلى مستوى العلاقة الجسدية مع بينوتشيه، قالت بهدوء: لم تكن هناك علاقة تستحق أن تبقى فى الذاكرة.