الفياجرا النسائية تشعل المعركة بين الكونجرس والمنظمات النسائية تطرح فى الأسواق فى 17 أكتوبر القادم.. والشركة المنتجة اختبرته مع 11 ألف سيدة تتناول بشكل يومى قبل النوم وتؤثر على المواد الكيميائية فى الدماغ وتسبب الشعور بالدوخة والغثيان والنعاس بشغف كبير ينتظر الجميع، طرح الحبة الوردية، أو الفياجرا النسائية التى يعتبرها الرجال من مجرد اسمها، الحل السحرى القادر على تحريك المشاعر الجامدة للمرأة، وبعث الدفء فى أعضاء هزمها البرود العاطفى، أو بالأحرى الجنسى. الحبة الوردية، حازت أخيرا على موافقة إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية، وبذلك تصبح الأولى من نوعها فى الأسواق، ولعل هذا هو السبب فى شعور مجال الصيدلة بالإثارة، كون الحبة - بحسب سنيدى وايتهيد الرئيس التنفيذى لشركة سبروت الدوائية المنتجة للدواء - سوف تفتح الباب لعلاجات خاصة بالمرأة لم تكن متاحة من قبل. وكانت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية قد رفضت هذا الدواء مرتين على مدار خمس سنوات، ولكن لجنة استشارية من الخبراء الطبيين صوتت فى يونيو الماضى بنسبة (18 إلى 6) بالتوصية بالموافقة على الدواء الجديد إذا تمت إضافة المزيد من قيود السلامة. أعرب أعضاء اللجنة عن مخاوفهم بشأن الآثار الجانبية المحتملة مثل انخفاض ضغط الدم، التعب والإغماء، وتساءلوا عن كيفية تفاعل الدواء الجديد مع الكحول وحبوب منع الحمل. (الفليبنسرين) والذى من المفترض أن يطرح فى الأسواق فى 17 أكتوبر تحت اسم العلامة التجارية (أدى) يعرف أيضا باسم (فياجرا النساء) ويؤكد الداعمون لهذا الدواء الجديد أن هذه الحبة تقدم الحل للملايين من النساء اللاتى تعانين من البرود العاطفى، ولكن العديد من منتقدى هذا الدواء الجديد يتساءلون عما إذا كان آمنا أو فعالا بما فيه الكفاية. من جانبها أكدت جانيت وودكوك مدير مركز تقييم وبحث الأدوية التابع لإدارة الأغذية والأدوية الأمريكية أن الإدارة تسعى جاهدة لحماية وتحسين الحالة الصحية للنساء وأن الإدارة ملتزمة بتطوير العلاجات الآمنة والفعالة. من جانبهم أكد مؤيدو الدواء أن منفاعه تفوق بكثير مخاطره بالنسبة للمرأة. وكانت السناتور الأمريكى جاكى سبيير قد وقعت وعشرة آخرين من أعضاء الكونجرس على خطاب لإدارة الأغذية والأدوية أكدوا فيه على اعتقادهم الراسخ بأن الحصول على الرعاية الصحية يجب أن يكون حقا أساسيا بغض النظر إذا كان الدواء مخصصا للنساء أو الرجال. وكانت الإدارة قد وضعت مشكلة البرود العاطفى لدى المرأة ضمن قائمة المشاكل الصحية التى لا تحظى باهتمام كبير فى المجال الطبى، حيث تعانى منه 10% من السيدات. وبحسب الشركة المنتجة للدواء، هناك سيدة من كل ثلاث سيدات فى أمريكا، وسيدة من كل عشرة سيدات فى العالم تعانين من مشاكل متعلقة بالبرود العاطفى، وتشير التقديرات الأولية إلى أن هناك 16 مليون سيدة تعانى من تلك المشكلة، ويمكن للحبة الوردية أن تعالج المشكلة لدى 4.8 مليون سيدة تعانى من تلك المشكلة. ويستهدف الدواء علاج النساء فى مرحلة ما قبل سن اليأس واللاتى تعانين من اضطراب الرغبة العاطفية أو عدم الرغبة وهو الأمر الذى يسبب مشاكل شخصية أو ينعكس سلبا على العلاقة العاطفية مع شريك الحياة. تقول سنيدى وايتهيد الرئيس التنفيذى لشركة سبروت الدوائية المنتجة للدواء، إنه تم اختباره على أكثر من 11 ألف سيدة، وتراوحت نسبة السيدات اللاتى استفدن من الدواء ما بين 10 و12% فقط، كما أن التجارب السريرية تشير إلى أن النساء اللاتى اختبرن هذا الدواء زادت درجة رضائهن عن الحياة العاطفية بزيادة تتراوح بين 0.5 و1% فى الشهر. غير أن الاختبارات الخاصة بالدواء ركزت على تحديد المميزات ورصد المخاطر التى انحصرت فى الشعور بالدوخة والغثيان والنعاس. ولكن الإحساس بالنعاس لا يصل إلى درجة التأثير على القدرة على قيادة السيارة فى اليوم التالى، أما الإغماء فقد ظهر كعرض جانبى عند تناول الدواء مع الكحوليات فى بعض الحالات. وأضافت أن الآثار الجانبية للدواء سوف يتم وضعها فى الروشتة التحذيرية له. وقد حصل الدواء الجديد على دفعة تسويقية كبيرة من إحدى منظمات المجتمع المدنى التى تحمل اسم (معادلة النتيجة) وتصف المنظمة نفسها بأنها صوت المرأة الأمريكية، ومن مؤيدى الدواء الجديد المنظمة الوطنية للمرأة التى تعد من أشهر منظمات المجتمع المدنى المهتمة بالأبحاث فى مجال صحة المرأة. وفى محاولة من الشركة المنتجة للترويج للدواء الجديد، ابتكرت اختبارا طبيا من خمسة أسئلة يساعد الأطباء على تشخيص حالة المريضة ومعرفة إذا كانت مصابة بمرض الاضطراب النشط فى الرغبة. وأكدت الشركة المنتجة أن يكون الدواء متوفرا لجميع السيدات من مختلف الطبقات، رغم أن الشركة لم تحدد سعر الدواء حتى الآن، غير أنها تؤكد على أن سعره سيكون مختلفا عن الفياجرا الذى تأخذ لمرة واحدة قبل العلاقة العاطفية بينما يجب أن تأخذ الحبة الوردية بشكل يومى. بعض منتقدى الدواء أكدوا أنه لا يعمل بشكل جيد، وعلى ذلك تؤكد سيندى بيرسون المدير التنفيذى لشبكة الصحة الوطنية للمرأة أن (الفليبنسرين) غير فعال أو بالكاد فعال، وأبدت مخاوفها من الأعراض الجانبية التى تشمل الإغماء والانخفاض الخطير فى ضغط دم. وتختلف الحبة الوردية عن غيرها من الأدوية الموجودة فى الأسواق والمخصصة للرجال، فأدوية الرجال يتم تناولها قبل العلاقة العاطفية، لكن الحبة الوردية تأخذ بشكل يومى قبل النوم وتؤثر على المواد الكيميائية فى الدماغ. وفى عريضة وقعتها السناتور الأمريكى باربرا ميكولسكى وعدد من منظمات المجتمع المدنى، تمت الإشارة إلى أن النقاش حول المساواة بين الرجل والمرأة يتجاهل فى الواقع الاختلاف الكبير من عناصر السلامة المتوفرة فى أدوية الرجال وبين عناصر الأمان فى الحبة الوردية. وتضمنت العريضة إشارة إلى أن المخاطر الناجمة عن تناول الحبة الوردية بشكل يومى، فى مقابل تناول الحبة المخصصة للرجال عند الحاجة، يجب أن يدفع إدارة الأغذية والأدوية إلى إخضاع الحبة الوردية لمزيد من الاختبارات وإلى مستوى أعلى من التدقيق فى سلامتها. وانتهت العريضة بالإشارة إلى أنه على الرغم من حملات التسويق للدواء الجديد إلا أن هذا لا يستطيع إخفاء حقيقة أن صناعة الأدوية لم تنجح بعد فى تقديم دواء فعال وقادر على علاج البرود العاطفى للمرأة. ويؤكد منتقدو الدواء أنه تم إرسال خطابات مختلفة من نحو 200 خبير فى الشئون الطبية والصحية إلى إدارة الأغذية والأدوية فى شهر يوليو الماضى، وأكدوا فى هذه الخطابات عدم فعالية هذا الدواء فى علاج البرود العاطفى لدى المرأة وأن الآثار الجانبية للدواء تشكل خطرا على صحة المرأة. من ضمن الرسائل المعارضة لهذا الدواء، رسالة بتوقيع أدريان بيرمان الأستاذ المساعد فى المركز الطبى التابع لجامعة جورج تاون ومدير برنامج الصيادلة، وأكد بيرمان أن الموافقة على هذا الدواء سوف تعكس حقيقة أن إدارة الأغذية والأدوية لديها استعداد لإطلاق دواء غير آمن فى السوق الأمريكى وأن الإدارة تخضع وتتأثر بالحملات التسويقية بشكل أكبر من تأثرها بالحقائق العلمية. وتساءل بيرمان ما إذا كانت النساء فى الدراسات الخاصة بالدواء الجديد تعانى من مشكلة طبية حقيقية أو مجرد تقلبات فى الرغبة العاطفية التى تحدث عادة عند النساء فى سن معينة أو نتيجة التعب الناجم عن العمل والأمومة وغيرها من مطالب الحياة. ويؤكد بيرمان أن البرود العاطفى عند المرأة قد يكون فى كثير من الأحيان مجرد إحساس بالضيق أو عدم تطابق الرغبة عند المرأة فى الوقت الذى يشعر بها شريك الحياة. حول نفس المعنى تحدثت الدكتورة لورى بروتو المسئولة عن أبحاث صحة المرأة فى جامعة كولومبيا، وأكدت أن وصف المرأة بأنها تعانى من البرود العاطفى هو فى حقيقة الأمر وصف صعب للغاية ولا يمكن بسهولة إطلاقه. وأكدت أن الدواء لن يعالج البرود العاطفى الناتج عن أسباب غير فيزيائية، فإذا كانت المرأة تشعر بالبرود العاطفى بسبب التعب أو الضيق فإن الدواء لن يفعل لها شيئا. وأكدت أن الحبة الوردية تستهدف فى المقام الأول علاج حالة عدم التوازن فى الكيمياء داخل دماغ المرأة من خلال العمل على الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين على غرار طريقة عمل مضادات الاكتئاب. وأضافت أن الحبة الوردية تصلح فقط للنساء فى مرحلة ما قبل سن اليأس، مما يعنى انخفاض حجم السوق المستهدف، وأضافت أن الدواء لا يصلح للسيدات اللاتى يتناولن حبوب منع الحمل أو الكحوليات. وتؤكد كريستين كاربينتير الطبيبة النفسية ومديرة المركز الطبى للصحة السلوكية لدى المرأة فى جامعة ولاية أوهايو أن الرغبة العاطفية عند المرأة هى ظاهرة متعددة الأوجه، وبالتالى فإن الحبة الوردية الجديدة قد تصلح كعلاج لبعض النساء ولكنه ليس لكل السيدات على العكس من الفياجرا الذى يناسب كل الرجال. وتضيف الطبيبة النفسية الأمريكية أن هذه الحبة لا يمكن اعتبارها حبة سحرية سوف تحل كل مشاكل المرأة العاطفية، فمن المهم إلى جانب تناول مثل هذه الحبة أن تعرض المرأة نفسها على طبيب نفسى لمعرفة السر وراء إصابتها بالفتور العاطفى الذى يتسم بالتعقيد الشديد لدى المرأة. تؤكد الشركة المنتجة للدواء أن الحبة الوردية تستهدف المرأة التى تم تشخيص حالتها بالإصابة بمرض يعرف باسم الاضطراب النشط فى الرغبة الجنسية. ولكن كريستين كاربينتير تؤكد أنه من الصعب تشخيص هذا المرض خاصة فى ظل تعدد الأسباب التى تؤدى إلى إصابة المرأة بالفتور العاطفى، وأغلب هذه الأسباب لا ترتبط بشكل مباشر بكيمياء الدماغ. بينما وصف أطباء العقار الجديد باعتباره كارثة طبيبة تبيع الوهم للعالم. على سبيل المثال تؤكد الطبيبة إليزابيث كافلير أستاذ الأمراض النسائية فى مستشفى لينوكس أن العلاقة الغرامية بين الرجل والمرأة هى فى حقيقتها استجابة عاطفية من المرأة أمام مشاعرها للرجل، وبالتالى الوصول لمرحلة أن يتم بيع دواء لتحقيق تلك الاستجابة فهذا يعنى أن العالم وصول إلى حافة الانهيار حيث أصبحت المشاعر تباع فى حبة. 200 خبير حذروا إدارة الأغذية والأدوية من عدم فعالية الدواء فى علاج البرود العاطفى وأن الآثار الجانبية تشكل خطرا على صحة المرأة العلاقة الغرامية هى استجابة عاطفية من المرأة أمام مشاعرها للرجل.. والدواء الجديد يعنى بيع المشاعر فى «الحبة الوردية»