"السفر تساهيل"، جملة يعرفها الكثير منا، ولكن في تلك الرحلة التي أقتطعها عدد من أهالي محافظة قنا من محافظتهم إلى محافظة السويس، كانت "قطعة من جهنم". أناس أفترشوا الأرض يومين، نفذت مؤنهم، لا ملجأ الا إلى الله، وسط صحراء جرداء لا بشر لا زرع لا شجر لا ماء، وسط تجاهل المسؤولين بشركة النقل لصراخهم ومطالبهم بأتوبيس آخر لنقلهم على عكس ذلك المعطل.
"كنا بنشوف الموت كل دقيقة، وكان معانا اطفال وناس كبيره والأتوبيس كان كل ثانية بيعطل لغاية ما وقف في نص الصحراء"، هكذا روت انتصار خليفة، إحدى المغامرات في تلك الرحلة المصيرية، بداخل الأتوبيس رقم 176 نقل عام، حيث تقول أنه تم التحرك من محافظة قنا متجهين إلى محافظة السويس، وانطلق الأتوبيس كعادته "كالصاروخ" حتى فوجئنا بتوقفه عند الكيلو 85 على بعد ساعتين من ميناء أبوطرطور، والذي قبع في مكانه دون حراك لمدة 7 ساعات متواصلة.
وتابعت، إننا قمنا بالاتصال بالشركة المسؤولة، والتي قابلتنا بال"تنفيض" ولم تجب على استغاثتنا، في ظل معاناة الركاب في الصحراء، حتى قام أحد الأفراد بالشركة بإرسال أتوبيس آخر لنقلنا بعد مكوثنا يومين في الصحراء دون مأكل أو مشرب.
فيما أوضح هيثم سيد، مواطن، أنه أمتنع عن ركوب الأتوبيسات عقب العديد من الحوادث التي كادت ان تودي بحياته، مشيرًا إلى استغلال أصحاب الأتوبيسات للأزمات والازدحام في ايام المناسبات والأعياد، من أجل رفع أسعار التذاكر، خصوصًا وأن تلك الأتوبيسات غير صالحة للسير.