يحتفظ شاطئ "أبو قير" شرقي الإسكندرية بكونه قِبلة للباحثين عن الهدوء والرمال الناعمة بعيدًا عن صخب المحافظة، إلا أن مياه الصرف الصحي التي يتم تسيربها إلى مياه الشاطئ عكرت صفو أولئك المُصطفين. يستطيع الواقف أمام شاطئ المياه ملاحظة رائحة الصرف الصحي من خلال "المواسير" المدفونة تحت الرمال والمُغطاه ب "أجوالة" مما تسبب في حالة من النفور للمصطفين ليؤثر ذلك على قطاع السياحة هُنا بشكل سلبي. ويوضح "إبراهيم فرخة" صاحب أحد محلات الأسماك بأبو قير أن الصرف الصحي مشكلته منذ عشرة سنوات، وأن رائحة الصرف الصحي تسببت في هروب المصطافين، وأن أعداد المصطافين تتناقص بشكل كبير، وبالتالي أدى إلى ركود توافد الزبائن للمحل الخاص به، وعلى الرغم أن المشكلة واضحة لجميع المسؤولين، إلا أنه لم يتم حلها، وأن نسبة المصطافين أصبحت تمثل نحو 65%، وهناك مصطافون يأتون على علم بالمشكلة، وهناك من يجهل أزمة الصرف الصحي، وخاصة من الأقاليم، موجهًا استغاثة إلى وزير البيئة بتحريك جميع الجهات لحل تلك الأزمة. بينما قالت "رانيا مصيلحي" إحدى المصطافات من محافظة القاهرة أثناء جلوسها على شاطئ"أبو قير": "جاءت مع أسرتي أمس الساعة السابعة مساءً، ولم أكن أعرف بالمشكلة من قبل، وعندما أتيت اليوم وجدت الماسورة لا تصرف بشكل قوي، فتشجعت بالنزول، ولكني لن أقوم بالمجئ هنا مرة أخرى، فهناك رائحة غير نظيفة بالمياه، وهذه الماسورة شكلها غريب والمياه مخيفة، ولم أجد تلك المنظر من قبل في شواطئ أخرى". ويقول أحد بائعين خان الخليلي على شاطئ أبو قير المجاني لبوابة "الفجر": "أعمل بالشاطئ منذ 15سنة، ومجاري الصرف الصحي أثرت على عملنا، وجعلت المصيف يتجه إلى شواطئ ميامي وسيدي بشر، على الرغم أن شاطئ أبو قير كان من أحسن شواطئ المحافظة، ويوجد أكثر من ماسورة مدفونة تحت الرمال، وسببها أنه لا يوجد صرف صحي بالشوارع، مما يؤدي إلى التخلص من الصرف في البحر، وكان يجب تحديد مكان أخر، لأن تلك المياه طاهرة، والصرف يعكر صفوها". فيما قال أحد المصطافين شوقي صديق: "أنا أعشق أبو قير منذ20سنة، ولكني تفاجأت بوجود ماسورة مياه عكرة، وعرفت أنها مسورة صرف أحد المحلات، ولكن أين المسؤولين؟ والمحليات والمحافظة، وأين النشاط الشبابي على الشواطئ جميعها، فحل تلك المشكلة بسد الماسورة، فهي مياه عكرة وليست مجاري، أو يتم مد الماسورة خلال نصف كيلو داخل المياه، وبالتالي يتم حل المشكلة، وانقاذ الناس من المشكلات الصحية المحتملة، وخاصة أن المصطافين بسطاء"، مضيفاً: "يجب بعد المتابعة الصحفية أن يتحرك المسؤولين، ويقومون بمتابعة حل أزمة مواسير الصرف في المياه". وقال أحد سكان المنطقة "عصام حسن محمد": "مشكلة المجاري زادت عن الأول بسبب الزيادة السكانية، وشبكة الصرف قديمة، ولا يوجد صيانة للشبكة، وكل ما يزيد الضغط، يتم إلقاء مياه الصرف في البحر، مما أعطى سمعة سيئة عن أبو قير، وخاصة أن شاطئ أبو قير مفتوح لأرياف المنتزه، لأنه شاطئ مجاني، على عكس شواطئ ميامي وسيدي بشر، وشوارع أبو قير غرقانة بمياه الصرف، ويتم شفط المياه يوم ويوم، حتى يتم الانتهاء من حل أزمة الصرف". فيما قال رئيس مجلس إدارة هيئة الصرف الصحي بالإسكندرية اللواء "يسري هنري"، إن محافظة الإسكندرية اتخذت إجراء بغلق "طبة" هذه المصبات حتى يتم إقامة مشروع يستوعب الصرف الصحي، مشيرًا إلى أن السبب في المشكلة هو وجود عقارات مخالفة قامت بتوصيل الصرف الصحي "خلسة" دون أي رخصة أو موافقة، وأنه بعد تقنين أوضاع العقارات سيتم تغيير مسار المياه على شبكة الصرف بالمنطقة. وأوضح أن أعمال الحفر التي تتم في الشارع الرئيسي المؤدي للشاطئ هي ضمن عملية الإحلال والتجديد التي تقوم بها الهيئة للشبكة الأصلية للمنطقة كي تستوعب التوسعات الموجودة على أن تنتهي آخر الشهر