■ مبادرة «تحيا مصر» بالتعاون مع القوات المسلحة تتكفل بعلاج الشباب المتقدم للتجنيد وثبتت إصابته بفيروس «سى» هى مشروع قومى لايقل أهمية عن مشروع قناة السويس الجديدة يبدو أن القضاء عليه أصبح قريب المنال بعد مرور ثلاثة عقود كاملة على اكتشافه ومحاولات حثيثة للتعامل مع هذا الفيروس الشبح. ويشهد العقد الثانى من الالفية الجديدة اكتشاف أدوية حديثة قادرة على هزيمة المرض اللعين، وطبقا للدكتور محمد زكى الوحش أستاذ جراحة وزراعة الكبد ورئيس وحدة الكبد بجامعة الأزهر، ستشهد أدوية فيروس سى انخفاضاً حاداً خلال الأشهر الثلاثة المقبلة ليصبح سعر السوفالدى 400 جنيه. وانتقد الوحش فى حواره مع الفجر رفض الدول الخليجية للعمالة المصرية بحجة إصابتها بفيروس سى. ■ هناك الكثير من الإحصائيات المتضاربة حول عدد مرضى فيروس سى فى مصر.. فما هو العدد الصحيح لهم فى العالم ومصر بصفة خاصة؟ - طبقًا لمنظمة الصحة العالمية هناك 350 مليون مريض فيروس سى فى العالم، ومصر تعتبر من الدول التى يكثر فيها مصابو فيروس سى، حيث تتراوح النسب ما بين 10 إلى 14 %من سكان مصر يحملون فيروس سى، وهناك علاقة طردية بين الحالة الاقتصادية وانتشار الفيروس بكل محافظة، حيث إن المحافظات الأفقر هى التى ينتشر بها الفيروس نتيجة غياب الوعى وقلة الإمكانيات. ■ كثير من المواطنين لا يعرفون الفرق بين الإصابة بفيروس سى والتليف الكبدى وسرطان الكبد ويعتقدون أن كل مصاب بفيروس سى مريض بتليف الكبد فما صحة ذلك؟ - ليس كل من أصيب بفيروس سى يكون مصاباً بتليف كبدى أو سرطان بالكبد، وفيروس سى هو أحد الفيروسات الأربعة التى تصيب الكبد وأخطرها نتيجة أن له تركيبة خاصة بالحامض النووى غير مستقرة، أى أن هذا الفيروس لديه القدرة على التحول سريعًا، ومن بين 14 مليون مصرى حامل للفيروس سى هناك 60% منهم أى 8 ملايين تقريبا مريض بفيروسى سى النشط ومنهم مليون و600 ألف لديهم تليف كبدى ومنهم تقريبا 320 ألفاً مصابون بسرطان الكبد، ويعتبر التليف الكبدى أحد الحوافز وليس الحافز الوحيد للإصابة بسرطان الكبد. لذا يجب القيام بمتابعة دورية منتظمة للمرضى الذين ثبت لديهم نسبة من التليف الكبدى. حيث إن الاكتشاف المبكر لأى أورام بالكبد يتيح تقنيات عديدة ومختلفة للتعامل مع الورم فى مراحله الأولى. ■ ما نسبة تأثير علاج السوفالدى على مرضى فيروس سى مقارنة بالإنترفيرون؟ - السوفالدى هو أحد العقاقير المكتشفة حديثا لعلاج فيروس سى، وهو كبسولات تؤخذ عن طريق الفم حيث كان العلاج القديم عبارة عن حقن الإنترفيرون ممتد المفعول بالإضافة إلى أقراص الريبافيرين ونسبة نجاح هذا العلاج كان لا يتعدى 20%. ومع ظهور عقار السوفالدى فى 2012، بدأت تتغير بروتوكولات العلاج الخاصة بالمرضى، وهناك أكثر من 11شركة مصرية أخذت الموافقة على إنتاج السوفالدى المصرى، وأريد أن أوضح انه لا يوجد فرق بين السوفالدى المصرى والسوفالدى الأجنبى لأن المادة الفعالة لهما من نفس المصدر. وفى مصر يتم العلاج بأحد البروتوكولين أما السوفالدى مع كبسولات الريبافيرن (العلاج الثنائى) أو السوفالدى مع حقن الإنترفيرين والريبافيرين وهو العلاج الثلاثى ونسبة نجاحة تقريبا مابين 60 إلى 70%. ولكن مع ظهور أجيال جديدة من العقاقير التى تقضى على فيروس سى مثل الاولسيو وعقار داكلا سوف تتغير البروتوكولات المستخدمة فى الوقت الحالى، حيث أثبتت الأدوية الجديدة فعالية كبيرة بنسب شفاء تتجاوز 90%. ■ هل ترى أن تعدد الأدوية المعالجة لفيروس سى سيصبح سببًا فى انخفاض أسعارها خلال الفترة المقبلة؟ - أعتقد أنه خلال الثلاثة أشهر القادمة سيحدث انهيار فى أسعار أدوية فيروس سى، فعقار السوفالدى الذى يباع الآن فى صيدليات مصر ب 2500 جنيه سيكون خلال ثلاثة أشهر ب 400 جنيه، كما أن عقار «دكلا» سيباع قريبًا من الشركات المحلية بنفس السعر. ■ كم عامًا تحتاجه مصر للتخلص من فيروس سى؟ - نستطيع القول بأن عام 2016 هو عام قهر فيروس سى، ولكن هذا لا يعنى التخلص من المرض، فهذا المرض يزداد سنويًا ولكن بعد ظهور الأدوية الجديدة ونشر الوعى أرى أنه خلال عشر سنوات سنتخلص من 70%من المرض فى مصر. ■ كيف ترى دور وزارة الصحة وصندوق «تحيا مصر» فى مقاومة فيروس سى فى مصر خلال الفترة الأخيرة؟ - أعتقد أنهما يقومان بدور عظيم، فكلا الطرفين أدركا فى الفترة الأخيرة أن قضية فيروس سى تمس الأمن القومى، وتؤثر بشكل مباشر فى اقتصاد وعمالة الدولة، وكلا الطرفين يستخدمان أدوات وأساليب تنفيذية مختلفة، لكن لديهما منظومة علمية واحدة وثابتة، ومبادرة «تحيا مصر» جاءت فى وقتها، فأكثر القرارات أهمية وإفادة هو القرار الذى جاء بالتعاون بين مبادرة تحيا مصر والقوات المسلحة وهو علاج الشباب المتقدمين للخدمة العسكرية الإلزامية وثبت إصابته بفيروس سى بالإضافة إلى الكشف على باقى أسرته وعلاجهم، وأعتقد أن مردود هذا القرار الوطنى والقومى سيعود على المجتمع كله وستظهر نتائجه خلال العشر سنوات القادمة. ■ هل لديك مقترحات تريد تقديمها إلى مشروع «تحيا مصر» فى علاجه لمرضى فيروس سى؟ - نعم، لدى مقترح وأطالب من خلال الحوار مع جريدتكم القوات المسلحة وهو الجهاز الوطنى الأهم فى هذا البلد أن يوفر المعامل المركزية الخاصة بمستشفياتها بالتعاون مع مشروع صندوق «تحيا مصر» لعلاج مرضى فيروس سى، باستقبال وإجراء التحاليل التى تحتاج الى تقنيات عالية وتعامل خاص مثل تحليل «PCR، أما الاقتراح الثانى فيتمثل فى استخدام العيادات المجهزة والمتنقلة لدى القوات المسلحة وإجراء زيارات ميدانية وأخذ عينات من المرضى فى القرى وهذا سوف يوفر المبالغ الضخمة لإنشاء مبانى لمراكز استقبال المرضى بما يلزمها من عمالة ومصاريف صيانة وهذا يمكن صياغته فى منظومة دورية تتبع المراكز الثابة لمشروع تحيا مصر لعلاج مرضى فيروس سى. ■ هل ترى أن دور صندوق تحيا مصر يتوقف بعد إعطاء مرضى فيروس سى علاجهم لمدة 3 أشهر؟ - بالطبع لا، وأرى أن إعطاء العلاج هو جزء من منظومة متكاملة وهناك جزء آخر ومهم جدا هو جزء المتابعة مع المرضى بعد كورس العلاج عن طريق القيام بزيارات دورية مرتين فى العام للتأكد من استمرار خلو المواطن الذى تم علاجه من المرض، وأطالب وزارة الصحة وصندوق «تحيا مصر» الخاص بعلاج فيروس سى بإصدار كروت ذكية لكل مريض فيروس سى يكون مدوناً بالكارت الاسم والرقم القومى وتاريخ مرض المريض بالتفاصيل وعلاجه ومتابعاته مع الأطباء، حيث إنه من المفترض تجميع بيانات كل مرضى مركز ما داخل كمبيوتر بالمركز ويتم ربط جميع الأجهزة الخاصة بالمراكز كلها ببياناتها مع جهاز كمبيوتر مركزى فى العاصمة لعمل متابعات سهلة توفر نتائج واضحة سنويا عن المرض والمرضى وعلاجهم بدلا من البطاقات الورقية المستخدمة الآن التى تساعد على الفوضى وتشتت المعلومات الخاصة بالمرضى. ■ بشأن العمالة المصرية وتأثرها بقضية فيروس سى.. كيف ترى رفض دول الخليج للعمال المصابين بفيروس سي؟ - لا أوافق على فكرة رفض العمالة المصرية بحجة إصابتها بفيروس سى، وأرى أن هذا التصرف عنصرى بحت، فدول أوروبا لا تستطيع رفض عمالة بسبب إصابتها بفيروس سى لأن هذا المرض غير معدٍ بالطرق التقليدية مثل الأكل والشرب والمصافحة والتنفس، وأتساءل أين وزارة الصحة واللجنة القومية للفيروسات الكبدية من هذا الفعل؟ ولماذا لا تلتقى اللجنة باللجان الطبية المختصة فى دول الخليج لتحل هذه المشكلة؟ فالأزمة أن دول الخليج تقوم باختبار يسمى «المضادات الفيروسية» للعمالة قبل دخولها البلد، والغريب أن هذا الاختبار عندما يتم إجراؤه على عامل تم شفاؤه من فيروس سى يتم رفضه أيضا لأن اختبار «المضادات الفيروسية» يظهر وجود مضادات وهذا أمر طبيعى، حيث إن أى شخص يتم شفاؤه تتولد لديه مضادات فيروسية، وبالتالى ترفض هذه الدول المرضى بالإضافة إلى من تم شفاؤهم، وهو ما يعتبر ظلماً بيناً.