لم يستغرق تشييع جثمان عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، فى مسقط رأسه بالمنيا، سوى 45 دقيقة، رغم ساعات الانتظار الطويلة التى قضتها أسرته وقيادات الجماعة أمام مجمع سجون طرة، ومشرحة زينهم بالقاهرة. كانت جثة دربالة وصلت إلى مسقط رأسه فى نجع العرب التابع لقرية بنى خالد غرب بالقرب من بحيرة اليوسفى بمركز ملوى، فجر الاثنين، وحملها المشيعون بين طرقات النجع حتى المقابر، وسط تواجد أمنى كثيف تصدرته فرق التدخل السريع. الجنازة الخاطفة لم تمنع استقبال محافظة المنيا حشوداً من رموز الجماعات الإسلامية وقادتها، خاصة من الوجه القبلى للمشاركة فى تشييع الجثمان، بينما سيطرت حالة من الغضب على شباب الجماعة بسبب الوفاة المفاجئة لأميرهم، وما تلاها من تحميل السواد الأعظم منهم لوزارة الداخلية مسئولية الوفاة. وانتقلت حشود المشيعين إلى المنيا بأتوبيسات خصصتها الجماعة الإسلامية إضافة للسيارات المملوكة لأعضاء الجماعة بمحافظتى أسيوط وسوهاج خاصة مركزى ديروط والقوصية بمحافظة أسيوط الأقرب لمركز ملوى مسقط رأس أسرة دربالة، وخصصت الجماعة بالمنيا أتوبيسات لنقل الراغبين فى المشاركة بالجنازة من جميع مراكز المحافظة. واصطحب الدكتور عبدالاخر حماد، مفتى الجماعة، والقياديان إبراهيم أبورجيلة، وأحمد يوسف، الجثمان من القاهرة، إلى المنيا، ليشاركهما تقديم واجب العزاء ناجح إبراهيم وأسامة حافظ اللذان لم يظهرا أمام مشرحة زينهم، بينما اكتفى عبود الزمر بحضور استلام الجثمان بالقاهرة ولم يذهب لحضور الجنازة. وتحولت القرية إلى ثكنة عسكرية، حيث تواجدت قوات الأمن بكثافة، محتلةً كوبرى قرية بنى خالد الذى يصل بينها وبين قرية أبشادات على البحر اليوسفى، وانتشرت سيارات الأمن المركزى والمرور لمنع التكدس والتدافع، والحيلولة دون استغلال عناصر الجماعة للجنازة لتحويلها إلى مظاهرة وتم رفع حالة الاستنفار فى عدد من مراكز محافظاتأسيوطوالمنيا وسوهاج. وتم أداء صلاة الجنازة بمسجد آل دربالة بملوى، وخطب أحمد يوسف فى المشيعين، وقام عبد الآخر حماد، بإمامة الصلاة وتقدم الصفوف المستشار ناجى دربالة، شقيق الأمير الراحل، ونائبه أسامة حافظ، وكرم زهدى، الذى نقل عزاء كوادر وقادة الوجه البحرى الذين أدوا الصلاة على روح دربالة أمام مشرحة زينهم. المشيعون عبروا عن غضبهم من الرحيل المفاجئ لدربالة بلافتات تحمل صورته مكتوب عليها «بأى ذنب قتلتوه.. هى ميتة وكانت لله»، وعندما تعالت صيحات عدد منهم بهتاف «قتلوه.. حسبنا الله ونعم الوكيل»، تدخل أسامة حافظ للتهدئة، مؤكدا أن دربالة كان صوت العقل والحق معاً، وقال إن استراتيجية إدارته للجماعة الإسلامية فى المرحلة المقبلة «السير على فكر ومنهج دربالة». وواصلت أسرة دربالة نزع فتيل الاتهامات الموجهة لإدارة مصلحة السجون بالتسبب فى وفاته، حيث رفضت اتهام أحد بقتله، وأكد حسين، ابن عم القيادى الراحل، أن الوفاة حدثت نتيجة للأمراض التى أصابت ابن عمه فى السجن، إذ إنه لم يكن يحتمل زحام الزنزانة فارتفعت نسبة السكر والضغط، ما تسبب فى وفاته.