تجلس قعيدة على كرسي مُتحرك أو نائمة على السرير مُعانية من شدة الألم كعجوز في أواخر عمرها تنتظر رحمة الله كما قالت والدتها، التي دائما ما تجد ملامح الحزن ترتسم على وجهها بسبب صغيرتها التي لا يتعدى عمرها ال 12 عام، والتي تنتظر أن تراها كباقي الصغيرات في عمرها تلعب وتذهب إلى مدرستها وتكبر أمام عينها لتصبح عروسة تفرح بزفافها. "شهد" الطفلة التي تعاني من مرض عجز الأطباء عن التوصل إلى اسمه، والذي يتسبب في حدوث كسور في عظام جسدها بشكل دائم، مرة يحدث في مفصل قدمها، ومرة أخرى تليها مباشرة في ذراعها، دون وجود أي أسباب تستدعي حدوث ذلك.
وعبرت "شهد" ل "الفجر تي في" عن معاناتها الشديدة من ألم المرض، قائلة "أنا بأتعب لأن بيجيلي انتفاخ .. ما بعرفش أنام لأني بأنام وأنا أعدا ومش بعرف أدخل الحمام"، مضيفة أنها تتألم أيضاً بسبب قدمها". وببراءة شدية عبرت شهد عن أمنياتها وهي تقول: "نفسي أتعالج وألعب مع أصحابي وأرجع للمدرسة علشان وحشتني .. ونفسي أكبر وأكون مُدرسة"، متابعة في رسالة أخرى وجهتها للأطباء: "أنا عايزة أخف وأمشي على رجليا".
أما والدتها التي فقدت الأمل في الأطباء المصريين الذين أهملوا حالة ابنتها وتسبب أحدهم في حدوث ورم شديد في ساقايها، قالت إن اصابة ابنتها بدأت منذ كان عمرها عام ونصف، لافتة إلى أن رحلة الألم بدأت بحدوث "فك" في مفصل ساقها العلوي، وأن الطبيب اكتفى فقط بأن يجري لها جبس.
وأكدت الأم أن ابنتها ليست مريضة بمرض العظم الزجاجي ونموها كان طبيعياً، وأنها أجرت تحاليل متعلقة بشأن الوراثة شكاً في أن المرض يتعلق بأنها وزوجها أقارب، ولكن التحاليل أكدت أن الأمر ليس له لعلاقة بالوراثة، موضحة أن عظامها فجأة أصبحت تتكسر دون سبب، بشكل تبادلي في أماكن مختلفة بجسدها، وتتكون بعدها بشكل أكبر.
وبعين دامعة عبرت الأم عن تخوفها من أن تلحق "شهد" بشقيقها "شريف"، الذي تفاجأت بأنه أصيب بنفس المرض بعد إجرائه عملية اللوز وحدوث كسر في قدمه، وبعدها ذراعه، وبسبب خطأ طبي في علاج عظامه توفى، قائلة: "لفينا على كل الدكاترة في المستشفيات العامة والخاصة علشان يتصلح خطأ الدكتور وقالوا منعرفش عنده ايه لحد ما توفى بعد معاناة من المرض".
وبحزن شديد قالت الأم: "كان أملي بنتي تساعد نفسها وتدخل الحمام .. بنتي بتتعذب.. كل أملي تساعد نفسها بنفسها"، لافتة إلى أنها حاولت مع الأطباء بكل المستويات ولم يستطيعوا الوصول لاسم المرض، وأن بعضهم قال لها "متتعبيش نفسك مفيش علاج"، وآخرين استسهلوا وقالوا "هنعمل بتر لساقها".
وفي رسالة منها للمسئولين عبرت خلالها عن ألمها وحزنها على ابنتها الكبرى، قالت الأم: "أنا في مصر ملقيتش دكتور نصفني في حالة شهد .. بعضهم بيستكشف الحالة وأحدهم يصدني ويقولي بتر .. وواحد يطالب ويدرس في الحالة ودا مينفعش علشان نفسيتها أتمنى يوفرولي دكتور في الخارج مش مصري يتولى حالتها .. عايزين دكتور فاهم مرضها ويعالجه مش كتير على مصر كده وبقول كده بناء على إننا مش لاقيين حل خالص في مصر".