سلطت صحف أمريكية الضوء على زيارة وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" لروسيا أمس، في ثاني زيارة لمسؤول سعودي لموسكو في أقل من شهرين، وتهدف الزيارة لترسيخ العلاقات بين البلدين بعد سنوات من الخلاف العميق حول الأزمة السورية. في البداية قالت صحيفة "فاليو وولك" الأمريكية أن جوهر الزيارة يتمثل في توحيد الجهود الدولية للقضاء على داعش، وكان آخر لقاء جمع بين ممثلي الجانبين في قطر الأسبوع الماضي، بعقد لقاء ثلاثي بين وزراء خارجية أمريكا والسعودية والروسية على خلفية زيارة جون كيري للدوحة في إطار جولة بالمنطقة شملت مصر، وكان هدف اللقاء بحث تسوية الأزمة السورية وتبادل الرؤى رغم الخلافات الكبيرة بين الجانبين. بينما أشارت الصحيفة أن هناك محاور أخرى للتوجه السعودي الجديد تجاه سوريا يتمثل في دعم التعاون العسكري والتجاري وتفضيل السعودية للسلاح الروسي بدلًا من الأمريكي يضاف إليه فشل الولاياتالمتحدة بالشرق الأوسط. ورغم تقليل "فاليو وولك" من شأن عرض روسي بأن يكون النظام السوري ممثلًا في بشار الأسد، جزء من حل الأزمة والقضاء على داعش وزعمها رفض كل من واشنطن والرياض المبادرة، إلا أنها أكدت سعي القيادة السعودية تشكيل تحالف واسع للقضاء على داعش يشمل روسيا والتي طالما دعمت بقاء الأسد. وفي ذلك السياق أبرزت صحيفة "وول ستريت جورنال" تأكيد السعودية بضرورة تهيئة ظروف جديدة وتبني خطوات فاعلة لإقامة حوار يشمل النظام والمعارضة السورية خلال مؤتمر صحفي مشترك بين وزيري خارجية السعودية وروسيا أمس. ونقلت الصحيفة عن مصادر بالمعارضة السورية أن روسيا بدأت الآن في البحث عن بديل لبشار الأسد وذلك بعد فقده مناطق واسعة من سوريا لصالح داعش"، يأتي ذلك رغم تأكيدات رسمية من كلا الجانبين باستمرار كون بقاء الأسد محل خلاف.
فشل أمريكا بالشرق الأوسط وأوضحت الصحيفة على لسان محلل تشيكي " تيريزا سبينسيروفا" أن سياسة أمريكا بالشرق الأوسط خلال ال5 أعوام الماضية تسعى لضرب عصفورين بحجر واحد أي مسك العصا من المنتصف-منذ الربيع العربي، حيث عمدت إلى تدريب المعارضة السورية ودعمهم بالسلاح ومحاولة جعل تركيا حليف نشط بالإرهاب جعلها تفقد حلفائها التقليديين بالمنطقة اتجهت لصالح روسيا بحثُا عن توازن جديد للمنطقة، و أضاف أن واشنطن تلقت صفعة أخرى بفقدها ملايين الدولارات في تدريب المعارضة السورية وجبهة النصرة.
وأكدت الصحيفة أن المحللين الروس بصدد نشر سلسلة من الحلقات بروسيا والرياض الجديدة في ضوء تغير المواقف وتوسيع التعاون في جميع المجالات، وكانت السعودية أعلنت سابقًا عزمها ضخُ استثمارات تبلغ قيمتها 10 مليار دولار في البلد السوفيتي. السعودية تفضل السلاح الروسي كما أشارت "فاليو ووك" أن السعودية تسعى لتقليل اعتمادها على السلاح الأمريكي والتوجه غلى روسيا كبديل، وفقًا لوكالة أنباء "انترفاكس" الروسية إلا أن ذلك الأمر من وجهة نظر الصحيفة سيستغرق نحو عٍقد من الزمن، حيث أن السعودية وجًهت اعتمادها على السلاح الأمريكي لسنوات طويلة، ووفقًا لقاعدة بيانات الجيش الروسي فإن قيمة التعاون العسكري بين أمريكا والرياض تبلغ 80%. روسيا تطرد أمريكا من المنطقة كما أوضحت الصحيفة نقلًا عن وكالة "فارس" الإيرانية أن روسيا استطاعت إقناع القيادة السعودية لتشكيل تحالف جديد ضد داعش يمثل مثلث القوة بين مصر وروسيا والسعودية، الأمر الذي يمثل ضربة قوية للمعارضة السورية التابعة لأمريكا. وأضافت "فارس" أن السعودية بعد اعترافها رسميًا بالاتفاق النووي الإيراني ستستغرق بعض الوقت فقط لتغيير استراتيجيتها في سوريا تجاه الأسد وذلك يضاف إلى دعم موقف روسيا بالمنطقة على حساب أمريكا.