أكد المشاركون في ندوة صناعة وتجارة الغاز الطبيعي في الدول العربية، والتي نظمتها شعبتا "الهندسة الكيميائية والنووية" و" التعدين والبترول والفلزات " بالنقابة العامة للمهندسين،أن العشرين عاما القادمة تمثل العصر الذهبي للغاز الطبيعي في العالم، وأوضحوا أن اسواق الغاز العالمية تشهد حاليا تغيرات حذرية، بسبب ظهور الغاز الصخري في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتأثير العلاقات السياسية بين عدد من دول العالم على عمليات تصدير واستيراد الغاز، في مناطق عديدة من العالم خاصة ما بين روسيا والاتحاد الأوربي وهي العلاقات التي تشهد توترا كبيرا بسبب الموقف الأوربي من الأزمة الأوكرانية. في بداية الندوة أشاد المهندس محمد خضر أمين صندوق النقابة بتعاون شعب النقابة المختلفة في تنظيم ندوات تناقش قضايا مهمة تمس أكثر من قطاع هندسي، مشيرا إلى أن الغاز الطبيعي قضية محورية بالنسبة لمهندسي البترول والتعدين ومهندسي الشعبة الكيميائية والنووية، وأيضا مهندسي الكهرباء، مؤكدا على أن الغاز الطبيعي صار سلعة استراتيجية كالبترول تماما، بعدما صار أحد أهم مصادر الطاقة في العالم. وقال الدكتور مهندس علي محمد بسطويسي رئيس شعبة البترول والتعدين والفلزات بالنقابة العامة أن التعاون بين شعبة البترول والشعبة الكيميائية سيتواصل لتحقيق أقصي استفادة لمهندسي الشعبتين ولمهنة الهندسة "، واتفق معه الراي المهندس خالد العطار رئيس شعبه الهندسة الكيميائية والنووية بالنقابة العامة مشيرا إلي أن وجود عديد من القضايا المشتركة التي تهم مهندسي البترول والتعدين ومهندسي الكيمياء والكهرباء، وبدورة قال الدكتور فاروق الحكيم رئيس الشعبة الكهربية بالنقابة العامة أن شعب النقابة المختلفة تتشارك الأنشطة وتتبادل المعلومات والمعارف والآراء بما يحقق في النهاية صالح المهنة والوطن. وأكد المهندس وائل حامد عبداللطيف – الخبير في صناعة البترول والغاز – خلال كلمته بأن المنطقة العربية تتميز بوجود احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي تمثل 29،2% من الاحتياطي العالمي، وتشهد ذات المنطقة ارتفاع معدلات إنتاج الغاز الطبيعي بما يكفي متطلبات الاستهلاك مع وجود فائض يتم تصديره بواسطة الأنابيب وناقلات الغاز المسال حيث تستحوذ الدول العربية علي 47% من تجارة الغاز المسال العالمية ". وأضاف عبد اللطيف المنطقة العربية هي الأعلى نموا في إنتاج الغاز الطبيعي مقارنة بباقي مناطق العالم حيث يبلغ معدل النمو السنوي لإنتاج الغاز في المنطقة العربية خلال العقود الثلاثة الأخيرة حوالي 7،3% في حين بلغ معدل النمو في استهلاك الغاز خلال نفس الفترة حوالي 6،5% وساهم النمو الكبير في إنتاج الغاز العربي في التوسع في إنشاء البنية التحتية لتصدير الغاز مما ساهم في زيادة الصادرات العربية من الغاز الطبيعي من 7،5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي عام 1980 لتصل إلي 206،1 مليار متر مكعب عام 2013 ". وأشار عبداللطيف أن قطر تمتلك 45% من المخزون العربي من الغاز الطبيعي تليها السعودية (15،3%) والإمارات( 11%)ثم الجزائر(6،3%)والعراق (4،3 % ) وتأتي مصر في المرتبة السادسة عربيا.. وقال " مصر توقفت عن تصدير الغاز الطبيعي منذ 2011 لتقتصر قائمة الدول العربية المصدرة للغاز الطبيعي علي قطروالجزائر وليبيا وعمان واليمن وأمارة أبو ظبي بينما تحقق السعودية والبحرين اكتفاء ذاتيا فلا تستور ولا تصدر في حين تضم قائمة الدول المستوردة للغاز الطبيعي كلا من تونس والاردن والمغرب والكويت وأمارة دبي وعمان ومصر والعراق، والأخيرة تمتلك كميات هائلة من الغاز ولكن هذه الكميات يتم حرقها منذ الاحتلال الأمريكي للعراق وحتي الأن وهو ما جعل العراق الغنية بالغاز الطبيعي تضطر إلي استيراده حاليا من إيران، والغريب أن حلف الناتو عندما شارك في ضرب ليبيا أثناء الثورة الليبية ضد القذافي استهدف أيضا حقول الغاز الليبي فأحرق عددا كبيرا منها ". ومن جانبه أشار المهندس طارق الرفاعي – خبير الغاز الطبيعي بشركة قطر للبترول - أن العالم يستهلك حاليا 500 كوادرليون وحدة حرارية ( الكوادرليون يعادل ألف تريليون ) في حين أن الاستهلاك العالمي سيصل عام 2040 إلي 750 كوادرليون وحدة حرارية.. وقال " خلال العشرين عاما القادمة سيظل البترول هو المصدر الأول لتوليد الطاقة في العالم وسيحتل الغاز الطبيعي المرتبة الثانية يليه الفحم والطاقة الشمسية والنووية والمائية ". وأضاف الرفاعي اكتشاف أمريكا للغاز الصخري أحدث أثرا بشكل كبير علي أسعار الغاز الطبيعي في العالم، وعندما ستبدأ أمريكا في تصدير جزء من غازها الصخري ستنخفض أسعار الغاز والبترول بشكل كبير " مشيرا إلي أن أمريكا ستبدأ في تصدير ما لديها من غاز خلال العامين القادمين وأوضح المهندس الرفاعي أن مصر لديها احتياطي غاز يصل إلي 66 تريليون قدم مكعب وتنتج منه حاليا حوالي 5 مليارات قدم مكعب في حين أنها تستهلك سنويا حوالي 7 مليارات متر مكعب. وشدد الرفاعي علي أن أية دولة في العالم لا يمكنها أن تستولي علي أبار الغاز التي تقع في المياه الإقليمية لدولة أخري.. وقال " القانون الدولي يكفل لكل دولة تتعرض لمثل هذا الأمر أن تحصل علي حقوقها كاملة من الدولة المعتدية علي حقولها حتي ولو بعد 20 عاما من وقوع حدوث هذا الاعتداء ". وأضاف الرفاعي منطقة مياه شرق البحر المتوسط غنية بالغاز الطبيعي وينبغي أن تجتمع الدول المطلة علي شرق البحر المتوسط وتضع اتفاقا يحدد نصيب كل دولة من هذا الغاز حتي لا تجور دولة علي حقول دولة أخري وهو ما لن تقبله أيه دولة من دول شرق المتوسط التي تضم مصر ولبنان وتركيا وقبرص واليونان، إضافة إلي الكيان الصهيوني الذي يعربد حاليا في حقول الغاز اللبناني في مياه البحر المتوسط ".