صرح السفير بدر عبد العاطى المتحدث باسم الخارجية المصرية أن وزير الخارجية سامح شكري أجرى اتصالاً مع رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة حرصاً على استقرار لبنان، ويتابع وزير الخارجية الاتصالات حرصاً على تسوية التأزم الأخير على الساحة اللبنانية فضلاً عن إبقاء لبنان في منأى عن التأثر بتدهور الوضع الإقليمي. وفى هذا السياق دعا وزير الخارجية اللبنانيين إلي التوافق بشأن انتخاب رئيس الجمهورية بأسرع ما يمكن لاستعادة الوضع الطبيعي للمؤسسات اللبنانية وذلك في إطار التعايش بين القوى والأطياف السياسية والمجتمعية وهو الأمر الذي يتميز به هذا البلد الشقيق.
فى البداية قال السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر السابق لدى سوريا، قلنا من قبل أن إيران إتخذت لنفسها ركيزة فى جنوبلبنان، هى حزب الله الشيعى الموالى لها، كما تدعم نظام بشار الأسد العلوى فى دمشق، وتسلح التيار الشيعى فى العراق، مضيفا أن طهران حاولت أن تتخذ من الحوثيين ركيزة لها فى شمال اليمن؛ لتحاصر السعودية ودول الخليج، وتتمدد لتتحرش بمصر.
لافتا إلى أن ذلك جاء فى تصريحات قيادات الحرس الثورى الإيرانى، حين قال أحدهم إننا نطوى سجادة الخليج بسقوط العواصم الأربعة" بيروتودمشق وبغداد وصنعاء، والجائزة الكبرى فى الطريق"، فى إشارة إلى القاهرة.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن ما يحدث فى سورياولبنان يهدد الأمن القومى الخليجى، وكذلك يشكل خطرا على الإمتداد الإقليمى لمصر، من ناحية شرق حوض البحر المتوسط، وشبه جزيرة سيناء، مشددا على أن مصر معنية بكل ما يمس أمن الخليج؛ لأنه إمتداد للأمن القومى المصري.
وأشار بدر إلى أن تنامى نفوذ حزب الله فى لبنان، مقابل ضرب تركيا لداعش فى سوريا، ينذر بهروب عناصر من داعش إلى لبنان، وإشتعال مواجهات سنية شيعية جديدة، تنتج عن حالة الفراغ السياسى هناك، وهو ما يشكل خطرا على أمن المنطقة.
مشددا على أن تدخل الدبلوماسية المصرية، هو أمر هام وضرورى فى هذا التوقيت، حيث لا يخفى على أحد الدور المصرى فى حل الأزمة العراقية، بناء على طلب الجانب العراقى، وما تبذله القاهرة لإيجاد تسوية لما يحدث فى ليبيا، وكذلك أعلن الرئيس السيسى عن حرص مصر على الحل السياسى السلمى للملف اليمنى، متوقعا أن يكون للدبلوماسية المصرية دورا سياسيا إيجابيا فى لبنان، بالتنسيق مع الحكومة هناك.
ومن جانبه قال الكاتب الصحفى والمفكر السياسى حلمى النمنم رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، إن الأمر فى لبنان جد خطير، لافتا إلى أنه يمس الأمن القومى المصرى والعربى؛ لأن لبنان كدولة بدون رئيس منذ أكثر من عام، تعانى من حالة فراغ سياسى، إلى جانب موقعا الجغرافى الحيوى لقربها من سوريا وإسرائيل وتركيا وقطاع غزة، وإطلالها على البحر المتوسط.
وأشار النمنم إلى أن الوضع فى المنطقة يتعرض لهزات شديدة، بسبب التدخل التركى المباشر فى سوريا، متوقعا أن تقابله إيران بتدخل لدعم حزب الله فى لبنان، كى يتدخل هو الآخر فى سوريا، موضحا أن بشار الأسد إعترف فى خطابه مؤخرا وللمرة الأولى، أن إيران تدعمه وحزب الله يسانده.
وحذر رئيس دار الكتب من مغبة إشتعال تلك المواجهات فى لبنانوسوريا، مع إحتمالات التدخل الإسرائيلى لضرب حزب الله، بالتوازى مع تدخل أردوغان فى سوريا، مؤكدا أن إشتعال تلك المنطقة يهدد أمن البحر المتوسط، والمدخل الشمالى لقناة السويس، وأضاف إن تلك المواجهات ذات الصبغة الطائفية المذهبية، من الوارد أن تحرك وتستفز العناصر المتشددة من سورياولبنانوالعراق، إلى قطاع غزة.
مشددا على أن ما هناك مخاوف بالفعل من حدوث أستنفار للعناصر المتشددة فى المنطقة بشكل عام، بما يهدد أمن مصر والخليج وحوض البحر المتوسط، من ناحية الشرق، حيث المدخل الشمالى لقناة السويس.