العالم الأزهرى الصوفى العلامة على جمعة مفتى الديار السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، كما يلقبه «الأزهريون والصوفيون» فلا يختلف عليه اثنان منهما، على خلاف التكفيريين والسلفيين والإخوان، الذين يرون فيه فساداً كبيراً؟ لم يتوقف الأمر عند حد مهاجمة الإخوان المتكررة ليل نهار على الرجل، بل امتد إلى قيام الجماعة بتسليط أحد عملائها من النساء « وهى سيدة سورية مقيمة فى برلين بألمانيا « التى حاولت استدراج العالم الصوفى، للتلفظ بألفاظ خارجة للنيل منه والتشهير به على رؤساء الأشهاد، فى إطار حملتهم المستمرة لتشويه الرجل عالميا ودوليا. إلا أن على جمعة يبقى كما هو عالماً أزهرياً مجدداً دينا تقيا ورعا أزهرى المنهج صوفى الهوى، يحمل على عاتقه تجديد وإصلاح الخطاب الدينى، رغم ابتعاده عن دار الإفتاء. فعلى جمعة دفع الرئيس عبد الفتاح السيسى للثناء على مجهوده الفردى الكبير فى تجديد وإصلاح الخطاب الدينى، ومواجهة الجماعات التفكيرية والظلامية وفضحهم على رءوس الأشهاد وحده، فى نفس التوقيت هاجم القائمون على مؤسسة الأزهر وتقاعسهم فى أداء دورهم فى مواجهة الإرهابيين والتكفيريين. على جمعة عكس توقعات الجميع بعد خروجه من دار الإفتاء، بأن الرجل سيصبح قعيد المنزل ويقتصر دوره على حضور اجتماعات هيئة كبار العلماء، ولكن نجمه زاد سطوعا عقب خروجه من المنصب الدينى الرسمى، وفتح أبواباً كثيرة وآفاقاً أوسع فى الفقه الإسلامى، ورمى الحجر فى المياه الراكدة التى عجز كثيرون عن الاقتراب منها من أباطرة المؤسسة الدينية. وعلى الرغم ما أثاره من جدل وسخط البعض إلا أن إيمانه بأفكاره وأفكار من اتبع نهجه فى الدين والفقه جعل الكثيرين يعتبره قائدا لمعركة يحارب فيها جهلاء العصر، ومن أبرز فتاويه التى أكدت للكثير من مريديه تصوفه هو اعتباره أن التمسح بحديد الأضرحة دليل حب وليس شركاً، كما يعتبره بعض الشيوخ من علماء العصر. بعد عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى من منصبه، تحدث الدكتور على جمعة مرة أخرى معلنا دعمه للجيش، ووصف أفراد وقيادات جماعة الإخوان بالخوارج، وقدم نصيحة للمشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع حينها، فى أحد المؤتمرات، قائلا اضرب فهم خوارج. هذه الكلمات أثارت عاصفة من الغضب والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعى، وتداول البعض درسا للشيخ فى سلسلة بعنوان «الإتيكيت الإسلامي»، يقول فيه إنه على الرجل الاتصال بزوجته قبل الرجوع إلى المنزل لعله أن يكون معها أحد الرجال فيعطيه فرصة للانصراف. وأضاف: اتصل بيها يا أخويا افرض معاها واحد خليه يمشى، ورد جمعة على الهجوم الحاد عليه بعد انتشار المقطع فى بيان إعلامى قال فيه: إن الفيديو المتداول هو جزء من درس كان يلقيه فى مسجد السلطان حسن منذ أكثر من عشر سنوات، ليعلم الناس أمور دينهم ويفقههم فيه، وهناك من استغل رواية داخل هذا الدرس ووضع لها عنوانا يخدم هدفه المريض وروج لها بشكل يوحى بالدياثة. وتابع: أن الخوارج يريدون أن يشكوا فى نسائهم، وأن أغلب الخوارج مرضى يريدون تشويه الإسلام والكذب، موضحا أن العلماء فى حرب مع الخوارج، ولن ينتصروا. كما قال إن الخوارج طرحوا رأيا حول حكم أن الزوج يظن سوءا فى زوجته وأن معها عشيقا، ولكن كان لابد من التأكيد على عدم الشك، مشيرا إلى أن الخوارج يحاربون أنفسهم والمسلمين، وخير دليل على الإضرار بالمسلمين ما تفعله داعش من الختان للبنات منذ الطفولة وهو فكر خوارج. ولم تنتهى فتاويه عند هذا الحد ولم يخشى شيئاً ورد على سؤال هل الموسيقى والغناء حلال أم حرام، ورد جمعة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، غنى أبو عيون جريئة لمدح الرسول محمد عليه الصلاة والسلام على حد قوله. وأضاف: عبد الحليم حافظ كان مؤمنًا، وكان يحب النبى قوى، وأغنية أبو عيون جريئة عملها لمدح النبى، لكنه سارع بالرد على السخرية التى أثيرت حول كلامه، بإظهار مقطع صوتى للمطرب عبد الحليم حافظ يغنى فيه (أبو عيون جريئة) بكلمات مختلفة فى مدح الرسول. وأخيرا، قال على جمعة إن عبد الحليم كان رجلا مؤمنا يحب الرسول، ولذلك غنى له أغنية « أبو عيون جريئة» لمدح الرسول صلى الله عليه وسلم. ، ولكنه غيّر فى اللحن الخاص بها وكانت كلماتها رحولوا وزوروا المدينة وغنوا و غنوا لنبينا. على جمعة لم يثر الجدل فقط على فتاويه ولكن سلوكه وتصرفاته أيضا كعالم من علماء الدين، أثارت كثيرا من الجدل ولكنها حركت المياه الراكدة فى المفهوم عن شيوخ الدين، خاصة أن على جمعة متحررا، فهو عضو فى نوادى الروتارى والليونيزا ويحاضر فيها فى كثيرا من الندوات والمؤتمرات، بحضور سيدات المجتمع الراقى والفنانات وغيرهم ولا يمانع فى الحضور مع هؤلاء ويحتفل بعيد ميلاده سنويا فى تلك النوادى، خاصة أن البعض يعتقد رجال الدين لا يحتفلون بأعياد ميلادهم باعتباره بدعة. ونختم بكلام الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن من أنكر التصوف هو مادى أراد قتل الإسلام، مشيرا إلى أن التصوف هو الفهم الصحيح للإسلام، مطالبا بالعودة مرة أخرى للحقائق كما تركها الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد ما لحقها من تدليس وقلب للحقائق.