قال مايكل هايدن المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، إن دولتين عربيتين سوف يختفيا قريبا من على الخريطة، مضيفا أن العراق لم يعد موجودًا ولا سوريا موجودة، ولبنان دولة فاشلة تقريبًا، ومن المرجح أن تكون ليبيا هكذا أيضًا، واوضح هايدن فى تصريحات لصحيفة" لوفيجارو" الفرنسية، لدينا الآن الدولة الإسلامية والقاعدة والأكراد والسنة والشيعة والعلويون فيما كان يسمى سابقا سورياوالعراق، على حد تعبيره، مشيرًا إلى أن المنطقة ستبقى فى حالة عدم استقرار فى السنوات العشرين أو الثلاثين القادمة. فى البداية قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية، ورئيس وحدة الدراسات الإستراتيجية بالمركز القومى لبحوث الشرق الأوسط، إن التصريحات ليس لها علاقة ب"هايدن" أوغيره، ولكنها تتصل مباشرة بعمل المؤسسات والأجهزة الأمريكية، وأضاف فهمى إنه تجرى حاليا تقييمات عسكرية وإستراتيجية داخل "السى أى أيه"، وتحديدا داخل ال" السيكشن" المعنى بمنطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أن تلك التقييمات هدفها مراجعة جملة السياسات الأمريكية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط.
وأوضح رئيس وحدة الدراسات الإستراتيجية بمركز بحوث الشرق الأوسط أنه فى مقدمة الدول التى تهتم بها تقييمات المخابرات الأمريكية، تأتى العراقوسوريا ومصر وإسرائيل ودول الخليج، خاصة مع قرب توقيع الإتفاق النووى مع إيران، متوقعا حالة من "الفك والتركيب"، لبعض الدول ولخريطة العلاقات الأمريكية القادمة داخل المنطقة.
وأشار الخبير السياسى إلى أن العراق مقسم بالفعل، وهناك دولة كردستان التى لديها مظاهر السيادة الكاملة، ولا ينقصها سوى عضوية الأممالمتحدة، ومن المتوقع فى نهاية المطاف، حسب تقديرات المخابرات الأمريكية، أن ينتقل بشار الأسد إلى مناطق العلويين، ليعلن إمارة علوية، مستقلة عن سوريا.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أنه لا توجد مشكلة داخل الإدارة الأمريكية فى التعامل مع الدول الغير راسخة، والتى ستقيمها جيوش القطاع الخاص، على غرار داعش وخراسان وغيرها، مشددا على أن خطورة الأمر تكمن فى أن ترتيبات الأجواء فى الشرق الأوسط، تتم داخل جهاز المخابرات الأمريكية " سى اى ايه".
لافتا إلى أن توقيع الإتفاق النووى مع إيران، بوصفها القوى الإقليمية الأكبر، سيدفع فى إتجاه تغييرات كبيرة ومفصلية فى خريطة المنطقة، وفى تحركات واشنطن داخلها. ومن جانبه قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان، إن رئيس المخابرات الأمريكية السابق، تحدث بإختصار عن الخطة الأمريكية فى المنطقة، والتى تضع نهاية للخريطة التى رسمتها إتفاقية "سايكس بيكو".
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية أن الفكرة هى إعادة هيكلة وبناء الشرق الأوسط، وتقسيمه إلى مجموعة من الإمارات أو الدويلات الصغيرة، على أسس مذهبية أو طائفية أو عرقية، على إعتبار أن ذلك هو ما يحفظ أمن إسرائيل، من وجهة نظر المخابرات الأمريكية والإسرائيلية.
وأوضح عودة إن الخطة الأمريكية لا تقتصر على تقسيم العراقوسوريا وليبيا ولبنان فقط، ولكن مازالت هناك محاولات لتقسيم مصر، والجزائر، ودول الخليج وغيرها.