ارتفعت محصلة الاشتباكات الطائفية في ولاية غرداية الجزائرية إلى 18 قتيلا و70 مصابا وكشف أحد المصادر أن أغلب ضحايا الاعتداءات الدامية لقوا مصرعهم في منطقة القرارة، التي تم وضعها تحت حصار أمنى مشدد منذ صباح اليوم نتيجة استعمال الأسلحة النارية وهو تطور جديد في هذا الصراع الطائفي ... وقد توجه على الفور وزير الداخلية نور الدين بدوى يرافقه مسئولين كبار إلى غرداية في محاولة لاحتواء الموقف . وكانت الأحداث الدامية التي اندلعت في ولاية غرداية منذ امس الأول قد بدأت بسقوط قتيل واحد ارتفع إلى ثلاثة قتلى على مدار يوم أمس ثم سقط فجرا 15 شخصا ليرتفع عدد القتلى إلى 18 شخصا ... وقد كشفت مصادر مطلعة أن السلطات المعنية سجلت 14 قتيلا بالقرارة وقتيل واحد بسيدي أعباز . وكان قائد الناحية العسكرية الرابعة اللواء الشريف عبد الرزاق قد توجه امس إلى غرداية للوقوف الميداني على الوضع السائد وعقد اجتماعا لضبط الخطة الأمنية ولتنسيق الجهود بهدف تفادى تكرار مثل هذه التجاوزات الخطيرة ولإستعادة الأمن والاستقرار بمنطقة غرداية. وقد تخلل المواجهات أعمال حرق وتخريب لعشرات المنازل والمحلات التجارية وسيارات وواحات نخيل ومرافق عامة كما أصيب عشرات الأشخاص بجراح فيما توجهت قوات حفظ النظام إلى مواقع المناوشات لتفريق المتنازعين باستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع فلا محاولة لإعادة استتباب الأمن بالمدينة ... كما سجلت أحداث مماثلة متفرقة بين مجموعات من الشباب بمدينة بريان (45 كلم شمال غرداية) والتي لا تزال مستمرة أيضا . وحث عدد من أعيان وعقلاء المنطقة من مختلف مكونات المجتمع السلطات العامة من أجل العمل على وضع حد لهذا الوضع مطالبين السكان بالتحلي باليقظة والحكمة لتفادى المواجهات التي تسيء لصورة المنطقة . وكان قد تم تشكيل لجنة وزارية مشتركة يوم الماضي مكلفة بدراسة سبل ووسائل التحكم في الوضع بمنطقة غرداية من قبل وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوى الذي أكد أمام جمع من الحضور يتشكل من أعضاء المجتمع المدني والمنتخبين وأعيان ولاية غرداية أن الدولة ستسهر على التطبيق الصارم للقانون لكل من تخول له نفسه المساس بالنظام العام والتلاعب بمصير غرداية والعبث بمستقبلها. يذكر أن بلدات منطقة غرداية يسكنها غالبية من الأمازيغ الذين يتحدثون اللغة الأمازيغية ويتبعون المذهب الإباضي وأقلية من العرب الذين يتبعون المذهب المالكي . وتشهد هذه المنطقة منذ عام 2008 سلسلة من الأحداث والمواجهات الطائفية والعرقية تقع على فترات، الأمر الذي دفع عددا من العائلات المقيمة في أحياء وسط المدينة إلى النزوح لأحياء أخرى أكثر أمنا، كما اضطر عشرات التجار في أحياء متفرقة من مدينة غرداية إلى إخلاء محالهم من البضائع لحمايتها من عمليات النهب والسلب التي تطال المحال التجارية رغم التواجد الامني المستمر منذ شهر يناير الماضي.