مسيلمة الكذاب هو رجل من بني حنيفة، اسمه مسيلمة بن ثمامة، وتسمى بالرحمان فكان يقال له رحمان اليمامة، وكان مشهورا بأعمال الدجل. وادعى النبوة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد له أحد أتباعه أنه سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: أنه أشرك معه مسيلمة في الأمر، وتابعه كثير من أهل اليمامة، وخاصة من بني حنيفة، وكان يدعي الكرامات، فأظهر الله كذبه ولصق به لقب الكذاب.
وأراد "مسيلمة" إظهار كرامات تشبه معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، فأظهر الله كذبه فيها، فقد ذكر ابن كثير في البداية أنه بصق في بئر فغاض ماؤها، وفي أخرى فصار ماؤها أجاجًا، وسقى بوضوئه نخلا فيبست، وأتى بولدان يبرك عليهما فمسح على رؤسهما فمنهم من قرع رأسه ومنهم من لثغ لسانه، ودعا لرجل أصابه وجع في عينيه فمسحهما فعمي.
وقتل لعنه الله في حديقة الموت بمعركة اليمامة أيام خلافة أبي بكر الصديق، وقيل: إن عمره حينئذ كان يناهز مائة وخمسين سنة، وقيل: إن الذي قتله وحشي بن حرب قاتل حمزة رضي الله عنه يوم أحد، وراجع للتوسع في حياته البداية والنهاية، والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم.