أكد نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة خالد بحاح، أن إيران ليست بعيدة عن المشهد اليمني الراهن، وليست بعيدة أيضا عن مشاهد عدد من الدول، مشددا على ضرورة عدم التدخل الخارجي في الشئون الداخلية للدول العربية. وقال بحاح، في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في ختام الاجتماع التشاوري الذي عقد اليوم الخميس في مقر الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة الأردن، إن اليمن سوف يظل اليمن وإيران سوف تظل إيران، والمهم أن ندير ملفاتنا الخارجية بعقلانية مع أصدقائنا وأشقائنا. وأضاف "هناك الكثير من الأخطاء ارتكبت من قبل الإقليم وأعتقد أن مهمتنا القادمة أن نتطلع إلى مستقبل أفضل مع أشقائنا وأصدقائنا بما فيهم إيران وعدد من الدول ونتمنى أن يكون هذا نوعا من الدروس التي نتعلمها، لأن أي تدخل لم يفد شيئا، وأن التدخل في اليمن دمر اليمن والتدخل في عدد من الدول الأخرى أدى إلى تدميرها أيضا، وأقول رسالة واضحة من منبر الجامعة العربية، لا نريد تدخلا في شئوننا العربية ونستطيع أن نحل مشاكلنا العربية دون تدخل". وأكد بحاح أهمية لقائه، اليوم الخميس، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ومع رئيس الوزراء ابراهيم محلب أمس، مشيرا إلى أن الملف الرئيسي خلال لقائه مع الرئيس السيسي هو ملف القومية العربية وضرورة أن تعود مصر رائدة للدول بمعية أشقائها في كل الدول العربية، وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي باعتبارها أكثر قربا لهم في الملف اليمني. وأضاف إن الموضوع الآخر في المباحثات تركز حول ضرورة تخفيف الإجراءات بالنسبة لدخول اليمنيين إلى مصر بحيث يتم تسهيل دخولهم دون تعقيدات قنصلية، خاصة وأن اليمنيين تعودوا أن يكونوا جزءا من النسيج الاجتماعي المصري، مشيرا إلى أنه كان هناك نوع من التفهم من الجانب المصري لهذه المطالب اليمنية. وأوضح أنه تم خلال الزيارة الاتفاق على انعقاد المجلس التنسيقي الأعلى اليمني المصري برئاسة رئيسي وزراء البلدين ومشاركة الوزراء المعنيين خلال الأسابيع القادمة، وسيكون في حالة انعقاد دائم حتى تنتهي القضية اليمنية خلال فترة الأشهر القادمة، وقال "إننا عدنا برسالة أكبر بمزيد من التلاحم قيادة وشعبا من الأشقاء في مصر". وعلى صعيد زيارته للجامعة العربية، قال بحاح إنه بحث مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي ومجلس الجامعة العربية في لقاء تشاوري ما يحدث على الساحة اليمنية ومسار جنيف ومستقبل الأوضاع القادمة والوضع الإنساني والعديد من المحاور، وتم التركيز على مسار جنيف في الوقت الراهن وهو المنبر الذي تم اختياره للسلام، وهل يمكن الانتقال بهذا المسار من جنيف إلى الجامعة العربية ؟. كما أعرب بحاح عن أمله في أن يتم انجاز المهمة في جنيف بحيث لا تتم العودة إلى مكان آخر، مستدركا " لكن إذا شاءت الأقدار وتوسعت فسنعود إلى الجامعة العربية لتكون جزءا من تسهيل الطريق والعودة إلى الوطن". وردا على سؤال حول الحديث في جنيف عن هدنة إنسانية مؤقتة في اليمن خلال شهر رمضان، قال بحاح " نحن نريد هدنة إنسانية دائمة وليست مؤقتة لأن الهدنة الإنسانية المؤقتة تستخدم في إطار التوسع في الحروب وفي إطار تكتيكي من قبل بعض الأفراد". وأضاف " الحوثيون يرفعون شعارات الرحمة، ويقولون نريد هدنة إنسانية ولكن باطنها ليس خيرا أو انسانيا"، مشيرا إلى أنه كانت هناك هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام استولى خلالها الحوثيون على عدد من المناطق. وقال " إننا لا نريد هدنة إنسانية مؤقتة، ولكن هدنة دائمة وهذه هي رسالتنا في جنيف (نوقف الحرب .. ننسحب وتعود الأوضاع إلى طبيعتها). وبشأن المخاوف من اطالة أمد محادثات جنيف، قال بحاح إن أي حوار دائما يأتي بعد الاحتراب يكون في بدايته صعبا وشاقا، ونحن نأخذ بمبدأ حسن النوايا حتى من قبل اخواننا الحوثيين الذين توافدوا إلى جنيف بأعداد أكثر من المطلوب، وذلك في إطار مرحلة التدريب بالنسبة لهم، حيث يضم الوفد 22 شخصا رغم أن المطلوب سبعة أشخاص من جانب السلطة وسبعة أشخاص من الطرف الآخر، وأن كلمة الطرف الآخر في قرارات مجلس الأمن هم "الانقلابيون" ميلشيات الحوثي، ولكن ونحن في بداية شهر رمضان، دعونا نقول اخوتنا الحوثيين وليس الانقلابيين في إطار حسن النوايا. وأضاف " إننا في جنيف في انتظار تقليص وفد الحوثيين إلى سبعة أشخاص حتى يتم عقد جلسة أخوية في هذه الأيام المباركة حتى يتم حل أمورنا الوطنية ونعود جميعا كلنا الاثنين والعشرين من الحوثيين والسبعة من السلطة جميعا إلى اليمن وهذه هي رسالتنا، ولكن للأسف منذ اليوم الأول للمشاورات في جنيف قام الطرف الآخر بتفجير منزل أحد أعضاء أحد المتحاورين معهم في جنيف، وهذه هي حسن النوايا التي جاءت من طرفهم!. وتابع : نقول لهم لديكم ستة منازل أخرى لسبعة متحاورين فجروها كلها لكل المتحاورين، ومع ذلك سنظل نتحاور ولا نتحارب، مشددا على أن الاحتراب لا يحل مشاكل اليمن، ولكن الحوار هو الذي يحل المشكلات. وقال بحاح " إننا نأمل أن يكون هناك توافق وحسن نوايا حقيقي من الطرف الآخر (الحوثيين وصالح) بأن يتجهوا للحوار، وأنه حال استمرار الاحتراب حتى بعد سنة أو ستين سنة، فإننا سنعود إلى الحوار، ومن الأفضل أن نعود إلى الحوار اليوم قبل الغد وقبل أن نخسر الكثير من الأرواح والمنشآت. وحول وصفه للحرب الدائرة في اليمن بأنها حرب طائفية أو مذهبية أو مناطقية أو سياسية أو جهوية، قال بحاح " إنها مزيج من كل ذلك، فالصراع على الإقليم فيه كل شيء، ولدينا جزئية الطائفية والمناطقية ولدينا جزئية سياسية، ولكننا نقول إنه كلما تم الحديث عن أسلمة السياسة فلا بد أن نترك السياسة للسياسيين ونترك الدين لرجال الدين، وهذا الخلط هو الذي أوقع اليمن في الإشكاليات التي نحن فيها اليوم"، مؤكدا أن مشكلة اليمن هي مشكلة سياسية حتى وإن أراد البعض أن يعطيها بعض الصبغات الدينية أو الجهوية أو المناطقية، ولكن سوف يكون ملفا سياسيا وطنيا في الاتجاه الذي يسيرون فيه. ومن جانبه، رحب أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي بزيارة نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة خالد بحاح إلى مقر الجامعة، وقال إن بحاح قدم شرحا واضحا وافيا حول الأوضاع في اليمن أمام الاجتماع وأن المشاورات أظهرت أن جميع الدول العربية تدعم الشرعية في اليمن وتحاول قدر الإمكان تقديم كل أنواع المساعدات ، مشيرا إلى أن الكثير من الدول سارعت بتقديم المساعدات على وجه التحديد المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات والعديد من الدول الأخرى خاصة في ظل الوضع الإنساني الصعب في اليمن.