■ «النهب الثالث لمصر فى سنوات حكم مبارك» ■ «هل سيحكم جمال مبارك من الباطن؟» ■ الرئيس المؤمن محمد مهدى عاكف يحكم مصر ■ مجلس وصايا لحكم مصر من القضاة ■ مصر تحت أحذية الأمن ■ بروفة دولة الإخوان فى مصر الجديدة ■ الخطة الأمريكية لإعلان دولة فلسطين فى غزةوسيناء فقط وخرائط إسرائيل لتوطين الفلسطينيين فى العريش ■ حكومة نظيف.. حكومة حرامية ■ صفقة حكومية سابقة التجهيز لحما جمال مبارك ■ النص الكامل لعقد تصدير الغاز إلى إسرائيل بتراب الفلوس ■ مصر دولة بوليسية يحكمها الجيش ورجال الأعمال وعائلة الرئيس ■ قتل شاب برىء يهدد بثورة شعبية ■ يوم القيامة فى مصر ■ مبارك يدفع ثمن 30 سنة نهبًا وفسادًا وتوريثًا وديكتاتورية ■ ليذهب مبارك وتبقى مصر ■ كارت أحمر للمشير طنطاوى مع كلمة «ارحل» تكاتفت قوى الثروة والسلطة لضرب تجربة «روز اليوسف» التى أخرجت جيلا جديدا من نجوم الكلمة والصورة.. سيطروا على «الميديا» فيما بعد.. وأنتجت نمطا صحفيا جديدا جريئا.. فرض نفسه على «الميديا» فيما بعد. أجبرت على ترك «روز اليوسف» وهى فى عز مجدها وشجاعتها ونجاحها بضغط من رئيس الحكومة كمال الجنزورى متحالفا ومستجيبا لرغبة رجال أعمال على رأسهم نجيب ساويرس.. وقرر مبارك أن أذهب إلى الأهرام كاتبا متفرغا.. تحت رقابة شديدة.. كانت تخشى أن تكون بين سطور مقالاتى متفجرات مكتوبة بالحبر السرى. كنت أعرف أن وجودى فى الأهرام مؤقتا.. محدودا.. لا يحقق هدفى فى الخروج من الصحافة الحكومية والحزبية إلى صحافة خاصة مستقلة. كنت قد أسست شركة لإصدار صحيفة تحمل اسم «صاحبة الجلالة».. لكن.. الجنزورى وقف لها بالمرصاد.. وأضاف إلى القوانين ما يمنع صدور صحف خاصة إلا بموافقة مجلس الوزراء.. وعندما اشترينا أنا وعصام فهمى رخصة قديمة من ورثة عائلة عدلى المولد المحامى تحمل اسم «صوت الأمة».. لكن.. عاد الجنزورى ليمنع تسجيل الأسهم فى البورصة.. ومن جديد أضاف قيوداً جديدة على العمليات التى تجرى خارج المقصورة.. إن الرجل الذى يتحدث الآن عن الحرية كان نموذجا صارخا للديكتاتورية. فى الوقت نفسه استغل صفوت الشريف عجزى عن التعبير بحرية وطالب صحفيين مقربين منه بتصفية الحسابات القديمة معى مطبقا المثل القائل «الانتقام طبق يؤكل باردا».. لكن.. فاته أن الصحفى الذى يفقد موقعه لا يفقد قلمه.. فكتبت أكثر من مقال ضده فى صحيفة العربى الناصرى بعد أن اعتذرت عن رئاسة تحريرها فى بداية تولى عبد الله السناوى وعبد الحليم قنديل رئاسة تحريرها.. هنا.. سعى صفوت الشريف إلى أسامة الباز ليتوسط بيننا.. كما كان يفعل من قبل.. طالبا هدنة للتوضيح والتفسير والتبرير. قلت للباز: يا دكتور انسى موضوع صفوت الشريف.. لقد وضعنا كل مدخراتنا فى أسهم «صوت الأمة».. لكننا.. لا نستطيع إصدارها رغم الأحكام القضائية التى تمنحنا هذا الحق.. لقد حاولنا طبع عدد فى الأهرام يرأس تحريره إبراهيم عيسى لكن الجنزورى تدخل ومنعه بعد اتصاله بإبراهيم نافع وهو فى روما.. يا دكتور اعرض الأمر على الرئيس.. ربما يوافق على صدورنا.. ولو لم يوافق أعدك بالهجرة دون رجعة. كنت أعرف أن أسامة الباز نادرا ما يتدخل فى مثل هذه الأمور.. لكن.. ظنى خاب هذه المرة.. وربما شجعه على أن يعرض الأمر على مبارك خروج الجنزورى من الحكومة فى صيف عام 2000. كان مبارك مجتمعا مع وزير الداخلية حبيب العادلى وأمين التنظيم فى الحزب الوطنى كمال الشاذلى ووزير الإعلام صفوت الشريف يناقشون ترشيحات الانتخابات البرلمانية الجديدة.. وعندما عرف بأمر «صوت الأمة» قال: «الجنزورى ضللنى فى موضوع عادل حمودة ونحن لا ننسى مواقفه السياسية والصحفية ضد الإرهاب وشجاعته فى مواجهته.. طبق القانون فى موضوع صوت الأمة». وكرر مبارك الجملة نفسها على مسمع من صفوت الشريف وهو يركب سيارته.. وفى اليوم نفسه فتحت النوافذ والأبواب المغلقة.. وتلقيت اتصالات من مسئولين مؤثرين فى الدولة.. على رأسهم رئيس مجلس الشورى الذى كنا قد طلبنا موعدا معه منذ نحو السنة.. وحدده بعد تلقيه مكالمة تليفونية من صفوت الشريف. عادت «صوت الأمة» للصدور بشخصية جديدة فى ديسمبر عام الفين.. ونجحت نجاحا صحفيا وماليا مبهرا.. لكن.. الأهم أنها مهدت الطريق الوعرة أمام الصحف الخاصة التى صدرت فيما بعد.. ولولا ذلك التمهيد ما صدرت تلك الصحف بالسهولة التى وجدتها.. على أن لا أحد يريد أن يعترف.. وكل محدود العطاء يعتقدون أن الزمن يبدأ من عندهم.. على أن ذاكرة التاريخ أقوى وأبقى. بعد خمس سنوات وجدت أن «صوت الأمة» وقفت على قدميها وأصبحت أكثر الصحف الأسبوعية توزيعا وتأثيرا.. وانضمت إليها صحيفة «الدستور» التى رأس تحريرها إبراهيم عيسى بجانب جريدة «عين» الاجتماعية التى رأس تحريرها يسرى الفخرانى. فى ذلك الوقت شعرت برغبتى فى التجديد وإصدار صحيفة مختلفة فقررت أن أترك صوت الأمة وأصدر الفجر.. وسط تعجب من كل من عرفوا بالخبر.. إذ كيف أترك صحيفة ناجحة فى القمة وابدأ صحيفة لا تزال فى علم الغيب ؟.. لكن.. كانت دوافعى الشخصية لا تقل عن ثقتى فى مجموعة التحرير التى انضمت إلينا مهنيا. كما تخرج فى تجربة «روز اليوسف» أجيال من نجوم الصحافة واصلت «صوت الأمة» الرسالة نفسها وتبعتها الفجر.. فكثير من الصحفيين الذين بدأوا العمل فيهما صغارا أصبحوا رؤساء تحرير يصدرون صحفا ويديرون برامج تليفزيونية. ودعما لتلك الرسالة تنازلت عن منصب رئيس التحرير لتتولاه منال لاشين وهى من أفضل محررى الأخبار فى جيلها. ولعل الاهتمام بالتقارير الصحفية العميقة ما أضافته الفجر للصحافة المصرية التى صدر العدد الأول منها فى يوم السبت 4 يونيو 2005.. ويكفى للتدليل على ذلك أننا أجرينا حوارا فى العدد الخامس (يوم 2 يوليو 2005) مع مارك فيلت مسئول المباحث الفيدرالية الأمريكية الذى كان وراء فضيحة ووترجيت التى أطاحت بالرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون.. كما أجرينا حوارا مع الرئيس السوفيتى الأسبق جورباتشوف فى بيروت فيما بعد.. وكانت هذه مجرد عينة من الانفرادات المميزة. وعلى الصفحة الثالثة من العدد (14) كتبت مقالا أغضب مبارك كان عنوانه «النهب الثالث لمصر فى سنوات حكم مبارك».. وعلق مبارك قائلا: «شوفوا حل مع الفجر».. وبعد عددين كان العنوان الرئيسى فى الصفحة الأولى: «من يحاسب مبارك؟» بجانب عناوين فرعية أشد: «25 ألف معتقل سياسى فى مصر الآن».. «هل سيحكم جمال مبارك من الباطن؟».. «البابا شنودة ينتظر ثمن تأييد الأقباط للرئيس».. وكان ذلك جزءاً من تغطية الانتخابات الرئاسية التى تنافس فيها مبارك ونعمان جمعة وأيمن نور. وفى العدد التالى كشف المانشيت الرئيسى لأول مرة عن «علاقة جمال مبارك بمليارات أحمد عز». ورغم فوز مبارك بالرئاسة فإن الحال بقى على ما هو عليه وكان مانشيت العدد (20): مفيش فايدة.. ممنوع التغيير بأوامر عليا.. وتساءلنا فى مقال شهير «هو كيلو المصريين بكام النهاردة» احتجاجا على تهريب الأمير القطرى الذى دهس بسيارته مواطنا مصريا.. وقبل غيرنا كشفنا الفضائح الجنسية والجنائية لأمراء قطر من مطار هيثرو إلى مطار القاهرة. ودفاعا عن كرامة مصر أيضا غضبنا من تكريم أحد الأمراء السعوديين المقيم فى القاهرة وهو تركى بن عبدالعزيز لفريق الكرة المصرى الحاصل على كأس إفريقيا.. وكان عنوان التقرير المشنور يوم 18 فبراير 2008: «فى صحة كأس إفريقيا اتحاد الكرة يتسول على شرف مصر». وبالتوازى مع الفساد والتسلط والتوريث فتحنا النار على الإخوان.. وتصدرت صورة المرشد مهدى عاكف فى ثياب النازية الصفحة الأولى من عدد (26) وفوقها عنوان: الرئيس المؤمن محمد مهدى عاكف يحكم مصر.. وفيما بعد تحققت تلك النبوءة. وترجمة لشعور ساد مصر بأن النظام أصبح ممزقا هزيلا تساءلنا فى الصفحة الأولى من عدد (27) عن كيفية إسقاط النظام بالقضاء.. وتساءلنا أيضا هل ينزل الجيش الشارع ؟.. وفيما بعد أصبحت الأسئلة حقيقة. بل.. وفى العدد التالى تحمسنا لاقتراح حركة كفاية التى طالبت بمجلس وصايا لحكم مصر من القضاة.. وانفردنا بخبر خطوبة جمال مبارك وخديجة الجمال لكن عائلة مبارك نفت الخبر ووزعت النفى على الصحف والقنوات. وأسفرت الانتخابات البرلمانية التى أجريت فى خريف 2005 عن فوز أعداد كبيرة من المعارضة.. النسبة الحاكمة منهم إخوان.. وبقيت حكومة أحمد نظيف كما هى بعد زيادة عدد الوزراء من رجال الأعمال فيها.. فكان العنوان الرئيسى للعدد (30): «حكومة الفساد السياسى مستمرة». لكن.. الرأى الجرىء لم ينسنا الانفرادات المتميزة.. فى إبريل عام 2006 أمسك شاب ببندقية آلية وراح يحصد بها أرواح أقباط أبرياء فى الإسكندرية وهم يخرجون من الكنائس.. ونجحت فى إجراء الحوار الوحيد معه وقد نشر فى العدد (47). واستشعارا بسطوة الدولة البوليسية فى مصر بدأنا فى التحذير من خطورتها.. وكان العنوان الرئيسى للعدد (50): «مصر تحت أحذية الأمن».. وحققنا واقعة تجريد طالب جامعة أمريكية من ملابسه فى العين السخنة هو عماد حسين لحقناها بواقعة إدخال عصا فى مؤخرة سائق فى موقف الجيزة هو عماد الكبير.. وانتهت التحقيقات فى الواقعتين بسجن الضباط المذنبين.. وفى العيد السنوى للفجر أطفأ الاثنان شموع الاحتفال وتصدرت صورهما الصفحة الأولى. ووجدنا فى مثل هذه القضايا ما يبرر فتح ملفات وزراء الداخلية فى مصر.. ونشرنا فى عدد رقم (128) كيف انتهى أشهرهم.. وكان عنوان التقرير: « وزير داخلية سقط بشريط تسجيل وآخر سقط بشريط فيديو وثالث سقط بتقرير أمنى.. الجزاء أحيانا من جنس العمل «.. وكان ذلك السقوط تمهيدا لكشف الطريقة التى وصل بها حبيب العادلى إلى منصبه بعد حادث الأقصر الإرهابى فى نوفمبر 1997 الذى راح ضحيته سياح من سويسرا واليابان. ولم نغفل التعاون بين حماس والإخوان فى مصر.. ونشرنا فى العدد (107) يوم 25 يونيو 2007 تحقيقا سياسيا تحت العناوين التتالية: «بروفة دولة الإخوان فى مصر الجديدة».. «الخطة الأمريكية السرية لإعلان دولة فلسطينية فى غزةوسيناء فقط».. حماس تصفى فتح.. إسرائيل تجهز على حماس بدك غزة.. وتوطين الفلسطينيين الهاربين فى مصر. ولم نسكت عن تلك القضية أو تلك المؤامرة التى كشفت عن نفسها بوضوح فيما بعد وربما نعيش فيها حتى الآن.. ففى عدد (138) يوم 4 فبراير 2008 نشرنا الخرائط الإسرائيلية لتوطين الفلسطينيين فى سيناء لتكون العريش عاصمة فلسطين بدلا من القدس التى تحولت إلى مجرد اسم لمنظمة إرهابية لا تواجه إسرائيل وإنما تفجر مصر. لكن.. قبل ذلك.. فى عدد 27 نوفمبر 2006 كان عنواننا الرئيسى: «النظام يركع للإخوان» تعليقا على هجوم رموز النظام على وزير الثقافة فاروق حسنى الذى انتقد الحجاب. وفى نفس العدد سبقت «الفجر» بعدة سنوات الذين تحدثوا عن مؤامرة حماس.. على صفحتى أربعة وخمسة نشرنا أربعة تقارير شديدة الأهمية.. التقرير الأول عنوانه: إعلان الدولة الفلسطينية فى مصر عام 2010.. والتقرير الثانى عنوانه: المصادر السرية والعلنية لتمويل حماس.. والتقرير الرابع عنوانه: صواريخ القسام تهدد المدن الفلسطينية.. والتقرير الرابع عنوانه: سقوط أسطورة دولة حماس الدينية. وبعد زيارات صحفية متعددة إلى شمال سيناء.. منطقة المؤامرة.. طالبنا فى عدد 18 فبراير 2008 بمحاكمة كمال الجنزورى وعاطف عبيد وأحمد نظيف بتهمة تهديد الأمن القومى فى سيناء بعد تركها مهملة.. دون تنمية. ووصفنا فى عدد 28 أغسطس 2006 حكومة نظيف بأنها حكومة حرامية لأنها جمعت تبرعات قطارات الموت ولم توزعها على أسر الضحايا. وبتجديد الثقة فى نظيف خرجنا لنقول على الصفحة الأولى من العدد التالى: «الفاشل مستمر». وبعد عدة أسابيع هتفنا على الصفحة الأولى فى عدد 20 نوفمبر 2006 «نظيف بيه يا نظيف بيه سندوتش الفول بخمسة جنيه». وفى نفس العدد قارنا بين المعجزة الصينية والوكسة المصرية بعد رحلة مبارك إلى بكين.. وأضفنا أن هناك مدة واحدة للرئيس.. والوزراء لا يعملون بالبيزنس.. والفاسدون يعدمون علنا.. وأمين التنظيم لا يحتكر الحديد. وفى أول رمضان عام 2007 حكمت المحكمة بسجن أربعة رؤساء تحرير بتهمة إهانة الرئيس هم عبدالحليم قنديل وإبراهيم عيسى ووائل الإبراشى وعادل حمودة.. ووصفت «الفجر» الحكم بجنازة حرية الصحافة.. وقامت قيامة العالم.. وأرسلت مئات الصحف الخارجية احتجاجاتها إلى رئاسة الجمهورية.. واكتفت محكمة الاستئناف بالغرامة.. والمؤكد أن أحمد عز كان وراء القضية.. وقد وصفناه بملك مصر القادم الذى نجح فى التخلص من كل الشخصيات المهمة حول جمال مبارك وبقى بمفرده معه. لكن.. لم تكن تلك القضية الوحيدة من نوعها فقد خضنا معارك قضائية ضد رموز النظام والمستفيدين منه مثل أحمد عز وإبراهيم كامل ونجيب ساويرس بجانب إبراهيم سليمان وغيرهم. ولم تضع الفجر سقفا لما تكتب.. ففى عدد (119) يوم 17 سبتمبر كتبنا عن محمود الجمال تحقيقا صحفيا تحت عنوان «صفقة حكومية سابقة التجهيز ل «حما» جمال مبارك: مزاد لبيع 976 فدانا شروطه لا تنطبق إلا على محمود الجمال». وفى العدد التالى نشرنا مستندات تثبت أن شراء محمود الجمال لتلك الأراضى التى كانت محاجر تسبب فى إغلاق مصانع للسكر والحديد ومائة صناعة أخرى. لكننى.. أشهد أنه لم يحرض أحد علينا.. وأرسل رداً وافياً بالشرح والتفسير. قبل ذلك كان جمال مبارك هدفا لنا خشية توريثه الحكم.. ففى أول أعداد العام الثانى ل«الفجر» كشفنا أسرار رحلته إلى الولايات المتحدة التى سافر إليها بطائرة عسكرية.. وأضفنا أنه اشترى طائرة جديدة طراز فالكون.. وجدد رخصة الطيران فى مدينة سياتل.. واختار جرام بينرمان خبيراً دوليا لتحسين صورته.. وانتهينا إلى أن طاقم البيت الأبيض يعتبرون توريثه الحكم ضربة للديمقراطية. لكن.. الأهم.. أننا فى عدد (121) كشفنا عن أهم بنود عقد تصدير الغاز إلى إسرائيل.. وإن كنا لم ننشر صورة ضوئية للعقد إلا فى العام التالى.. بالتحديد فى يوم 21 فبراير 2008.. تحت عنوان: «انفراد جديد: النص الكامل لعقد بيع الغاز المصرى لإسرائيل ب تراب الفلوس».. وسيط الصفقة شركة لحسين سالم غير خاضعة للضرائب.. رئيس الحكومة يقول: «من دواعى سرورى بيع 7 مليارات متر مكعب بسعر 75 سنتا حتى لو اشترينا الغاز بالسعر العالمى 9 دولارات».. سامح فهمى يوافق على الصفقة بالقرار الوزارى رقم 100 لسنة 2004. لم يكن أحد يملك صورة من العقد سوانا.. وقد قدمناها للمحامى إبراهيم يسرى الذى استخدمها فى رفع قضية لإلغاء الصفقة وصدر أكثر من حكم لصالحه وطعنت الدولة عليها وكرمتنا لجنة الحريات فى نقابة الصحفيين.. وإن أصبحت القضية بعد ثورة يناير من أهم القضايا السياسية والجنائية. ولم ننظر فقط إلى ما يحدث فى الداخل.. خرجنا إلى العالم الواسع لنعرف كيف ينظر إلينا.. وربما كنا الأسرع فى الحصول على الكتب الجديدة.. خاصة التى تتناول شئوننا.. وعلى سبيل المثال نشرنا فى عدد يوم 28 إبريل 2008 كتابا للدبلوماسية الفرنسية صوفيا بومير وصفت مصر بأنها «دولة بوليسية يحكمها الجيش ورجال الأعمال وعائلة الرئيس».. وتلك الجملة كانت أيضا عنوان التقرير المنشور عن الكتاب بجانب عنواين فرعية أخرى منها: مخاوف الأقباط تزايدت بعد فوز الإخوان بعدد كبير من مقاعد مجلس الشعب.. الحزب الحاكم أداة لخدمة السلطة والانتماء إلى عضويته تعنى حصولك على مكاسب لا حصر لها.. الحزب الوطنى لا يتردد فى تحريك رجاله واستخدام البلطجية لضمان التصويت لصالحه فى أى انتخابات.. نفوذ رجال الأعمال يظهر فى انضمامهم إلى مجلس الشعب بهدف حماية مصالحهم. وفى العدد (191) يوم 16 فبراير نشرنا دراسة فى جامعة كامبريدج البريطانية تؤكد أن الإخوان أكثر قوة من الرئيس الحالى والقادم فى مصر. وفى مواجهة حكومة رجال الأعمال التى رأسها أحمد نظيف حذرنا من المساس بمكاسب البسطاء وعلى رأسها قانون الإيجارات القديم الذى حاول وزير الإسكان أحمد المغربى تعديله.. ومن هنا كان المانشيت الرئيسى لعدد 9 فبراير 2009: «المغربى يهدد بإشعال ثورة شعبية بإلغاء قانون الإيجارات القديمة». وفى نفس العدد أثبتنا وجود علاقة عمل فى شركة واحدة بين وزير الزراعة أمين أباظة ونبيل البلوشى الذى جمع الملايين فى قضية توظيف أموال انتهت بسجنه فى دبى.. ونشرنا صورة تجمع بينهما. وفى نفس الأسبوع حذرنا من تراكم المديونات على الحكومة لشركات البترول والغاز الأجنبية والتى وصلت فى عام 2009 إلى 35 مليار جنيه مصرى.. مما جعلها تهدد بالتوقف عن الإنتاج.. أو تخفيض معدلاته.. وهو ما حدث فيما بعد.. وأدى إلى أزمة فى الطاقة نعانى منها حتى الآن. وفى نفس الأسبوع نشرنا عقد قصور رئيس الحكومة الذى خالف القانون وبنى على أرض زراعية.. ومنح مالك المنتجع أرضا جديدة.. وتحديناه فى العدد التالى أن يعلن عن ذمته المالية.. كما أننا تابعنا زواجه الثانى وشهر العسل الذى قضاه فى الأقصر. وأما أزمات مصر السياسية التى تركت فراغا فى السلطة دعونا إلى إعادة تشكيل مجلس الأمن القومى لمعالجة أزماتنا المزمنة.. وهو الاقتراح الذى أخذ به فيما بعد.. فى الدستور الأخير. وفى عدد 215 بتاريخ 10 أغسطس 2009 نشرنا تقريرا يحذر من وجود شرخ فى جسم السد العالى.. وملخص كتاب أجنبى يفضح اسباب فشل حكومة نظيف.. ويطالب بحكومة إنقاذ عسكرية فى مصر. وفى نفس العدد كشفنا كيف استغل نظيف سلطاته فى بناء جامعة النيل مستندا على أموال من وزارة الاتصالات.. وطالب مبارك بتقرير عما نشرت.. ولم نهدأ إلا عندما استردت الدولة ملكيتها للجامعة.. وفيما بعد دافعنا عن الجامعة من استيلاء أحمد زويل عليها. وفى العدد التالى بدأت رحلتى إلى منابع النيل محذرا من بناء سد النهضة فى وقت سكت فيه الجميع.. وكدت وأنا عند الشلال الأول للنيل الأزرق أن أسقط فى الهاوية.. ودللت على ما كتبت بالصور والوثائق والدرسات الأمريكية. والأخطر أننا كشفنا فى عدد 254 يوم 24 مايو 2010 أن مصر تتعامل مع دول حوض النيل بالرشاوى وحقائب الدولارات السرية التى كانت تذهب إلى بعض حكامها. فى تلك الفترة شعرنا برغبة ملحة من كافة أطياف المجتمع المصرى بالتغيير فنشرنا فى عدد 4 يناير 2010 عرضا لكتاب أمريكى تحت عنوان «دقت ساعة التغيير فى مصر».. وفى عدد 226 يوم 2 نوفمبر 2009 نشرنا تقريرا للخبير الأمريكى الأول فى الشئون المصرية وضع فيه خطة أمريكا للتعامل مع الجيش المصرى لو سيطر على الحكم.. وقال: إن الجيش لن يسكت على زيادة نفوذ الداخلية لو ثبت ضعف الرئيس القادم.. وأضاف: إن تأخر الجيش فى تأييد الرئيس الجديد مؤشر على استعداده للتدخل المباشر وهو ماظهر وتأكد فيما بعد. ولكن.. ذلك لم يمنع من أننا توقعنا اشتعال ثورة شعبية بسبب قتل خالد سعيد فى الإسكندرية.. ففى عدد رقم (258) يوم 21 يونيو 2010 كان أحد عناوين الصفحة الأولى: «قتل شاب برىء يهدد بثورة شعبية».. وبجانب العنوان صورة لخالد سعيد.. وعنوان يقول: دولة المخبرين ليست فوق القانون. واستقبلنا عام 2011 بتقرير أشرنا إليه على الصفحة الأول يقول: «مصر.. عام مقاومة السلطة بالسلاح».. بجانب عناوين أخرى مثل: «1450 احتجاجا عماليا ضد وزراء نظيف».. و«جرائم التعذيب تشعل ثورة الشباب ضد الطوارئ».. و«أحمد عز يضع مبارك فى ورطة قبل انتخابات الرئاسة». كان ذلك كله تمهيدا للثورة التى انفجرت فى بداية عام 2011.. بعد أن بدأت السنة بحادث كنيسة القديسين فى الإسكندرية التى علقنا عليها قائلين: «يا تحموها.. يا تسيبوها».. وكان تفسيرنا أن أزمة مصر أزمة ديمقراطية لا أزمة طائفية. ومهدت ثورة تونس للثورة المصرية وغطيناها بمصادر فرنسية وسويسرية وتونسية بما لم ينشر من قبل عن فساد عائلة زين العابدين بن على. وانفجرت الثورة فى مصر.. وفى عدد يوم 25 يناير وصفنا ما حدث بيوم القيامة فى مصر.. وقلنا إن ذلك عقاب ثلاثين سنة من الفساد والنهب والتوريث والديكتاتورية.. وفى العدد التالى كان مبارك قد استرد شعبيته بعد الخطاب العاطفى الذى ألقاه.. لكننا.. خرجنا لنقول: «ليذهب مبارك وتبقى مصر».. وكشفنا أن مبارك وافق على التنحى قبل خطابه خوفا من ذبح عائلته ولكن جمال مبارك طلب مهلة ثلاثة أيام للقضاء على الثورة.. وهو ما ذكره بعد أربع سنوات مايكل موريل نائب مدير المخابرات المركزية الأمريكية فى مذكراته التى نشرها. وكشفت الثورة بالقطع عن ضعف موهبة القيادة والخبرات السياسية لجنرالات المجلس الأعلى للقوات المسلحة وعلى رأسهم المشير حسين طنطاوى الذى طالبناه بالرحيل بعد أن رفعنا له الكارت الأحمر. لقد تسبب هذا الرجل فى سيطرة الإخوان على حكم مصر بخوفه منهم ومن الولايات المتحدة ومن شباب الثورة.. وهى مأساة الشيخوخة. على أننا لو كنا قد واجهنا نظامى مبارك وطنطاوى بشدة تقاس بالقيراط فإننا واجهنا نظام مرسى بشدة تقاس بأربعة وعشرين قيراطا.. والتقرير التالى يؤكد ذلك.