الزمن الذى جاء بمرسى رئيساً لمصر، ليس غريباً فيه أن نجد أنفسنا متهمين بأننا الصحيفة الأكثر انتهاكا للمعايير الأخلاقية والمهنية فى الصحافة المصرية، حسب التقرير الأول الذى أعده المجلس الأعلى للصحافة، فلجنة الممارسة المهنية بالمجلس - التى للأسف تضم نخبة من أساتذة الإعلام - ترى فيما تقوم به «الفجر» لمواجهة فاشية الإخوان وفشل رئيسهم وحكومته ومحاولة أخونة الدولة وسيطرة الجماعة على مفاصلها، مجرد انتهاك للمعايير الأخلاقية والمهنية فى الصحافة، وفى الحقيقة عار على المجلس الأعلى للصحافة أن يخرج منه مثل هذا التقرير الفاشل، لأنه فى الوقت الذى كان فيه أعضاء لجنة الممارسة المهنية بالمجلس يجلسون فى بيوتهم ويستمتعون بمشاهدة برامج التوك شو أيام نظام مبارك، كانت «الفجر» تقف بالمرصاد لفساد حكومة نظيف ورجال أعمالها، وتتصدى لمحاولات جمال مبارك وتابعه أحمد عز لتمرير مشروع التوريث، وفى الوقت الذى كان فيه أعضاء المجلس بالكامل يستمتعون بعطلتهم الصيفية، كان صحفيو الفجر يأخذونها كعب داير بين نيابات ومحاكم مصر، فاليوم الذى يحصل فيه عادل حمودة على إجازة من الذهاب لنيابة أو للمحكمة يكون الزملاء منال لاشين ومحمد الباز وغيرهما على موعد للمثول أمام نيابة أو محكمة فى قضية نشر جديدة، فالفجر لم تركع يوماً لنفوذ وسطوة نظام مبارك، وكانت أول صحيفة تكشف فساد حسين سالم فى صفقة بيع الغاز المصرى لإسرائيل، وواجهت الصحيفة فساد عماد الجلدة وهو ما جعل منال لاشين تقضى ساعات داخل القفص بمحكمة الجنايات بسبب حملتها الصحفية ضد الجلدة، وقضى محمد الباز ساعات طويلة داخل محاكم الجنايات فى قضايا شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوى الذى كان يقف خلفها أحمد عز ليصفى حسابه مع الجريدة وقضايا فساد وزير الإسكان الأسبق إبراهيم سليمان، بخلاف قضايا الزملاء خالد حنفى وعبدالفتاح على وأميرة ملش وفاطمة الزهراء محمد وغيرها الكثير من القضايا التى لم تتردد الصحيفة يوماً فى كشفها للرأى العام، وكانت تلاحقنا وقتها اتهامات نظام مبارك لنا بأننا صحافة صفراء، نبالغ فى تقديم المعلومات، ونفبرك بعضها، ولكن كل من هاجمتهم الفجر وفضحتهم، مجتمعون الآن داخل سجن طره لقضاء عقوبات مختلفة فى قضايا رشوة وفساد واستغلال نفوذ، أين كان المجلس الأعلى للصحافة وقتها ونحن نواجه بمفردنا كل هذا الفساد والجبروت؟! وعندما قامت ثورة 25 يناير لم تتراجع الفجر وفى عددها قبل يوم جمعة الغضب 29 بيومين صدرت الصحيفة ومانشيتها الرئيسى،«فليذهب مبارك ولتبقى مصر» أين كان وقتها أعضاء لجنة الممارسة المهنية بالمجلس الأعلى للصحافة، ولكن يبدو أن ما نشرته الفجر عن عملية أخونة المجلس الأعلى للصحافة قد جعل أعضاءه يحاولون النيل منها، بإصدارهم تقريراً فاشلاً أعده فاشلون، لم يمارس شخص واحد منهم مهنة الصحافة فى يوم من الأيام، وإن كانوا يعتقدون أن هذا التقرير التافه وصمة عار لنا، فنحن نراه وبكل فخر وساماً على صدورنا، لأنه إن كانت مواجهة مرسى الذى تسبب فى قتل شباب الثورة انتهاكا للمعايير المهنية والأخلاقية.. فنحن إذاً ملوك هذه الانتهاكات، وإن كان وصف مرسى بأنه فاشل لأنه ذهب بمصر بأن تصبح دولة تتسول قرض صندوق النقد الدولى ومساعدات الدول يعتبر انتهاكا للمعايير المهنية والأخلاقية فنحن نراه تاجاً على رؤوسنا، وإن كانت اللجنة ترى أن الأربعة أعداد التى أصدرت بناء عليها تقريرها الفاشل، انتهاكا للمعايير الأخلاقية والمهنية، فنحن نرد عليهم بإعادة نشر الصفحات الأولى من هذه الأعداد، لأننا فخورون بها، فجرأتنا إن كانت فى عيون بعض الفشلة قلة أدب.. فدعونا نقل لهم بالفم المليان «إحنا بتوع قلة الأدب».