فى إطار مسابقة "أوليمبياد الأمل والعمل لبناء إنسان ومجتمعات تنمية قناة السويس" والتى أطلقتها النقابة العامة للمهندسين فى يناير الماضي، عقدت شعبة الهندسة المعمارية بالنقابة برئاسة المهندس الاستشاري ماجد سامى إبراهيم حلقة نقاشية حول المسابقة. وفى كلمته أشار المهندس إبراهيم، بأنه تم مد فترة تقديم الأفكار والمشروعات فى المسابقة حتى 28 يوليو القادم بدلا من أخر مايو الماضى كما كان مقررا نظرا لطلب عدد من المشاركين والمسجلين في المسابقة نظرا لظروف الامتحانات وانشغال الكثير من الطلاب والأساتذة علي مختلف المستويات في تلك الفترة.
وتابع: وحيث أن افتتاح قناة السويس سيتم في احتفالية عالمية في اغسطس 2015 فأن اللجنة المنظمة للمسابقة رأت تأجيل التقديم حتي 28 يوليو 2015.
ومن جانبه أوضح المهندس استشارى محمد محمد حسنين وكيل شعبة العمارة أن فكرة المسابقة جاءت من خلال رؤية هيئة قناة السويس لتنمية محور قناة السويس ، والتى تهدف إلى تنمية ودفع حركة الاقتصاد القومى المصرى باستغلال استراتيجية الموقع لمصر بمنطقة قناة السويس ، واستغلال الإمكانيات الحالية فى موانئ المشروع والمناطق الصناعية فى تنميتها واستغلال الظهير الجغرافى لها فى إنشاء مناطق صناعية ولوجستيه تعتمد على استغلال البضاعة المارة فى قناة السويس فى إنشاء هذه الكيانات، مشددا على أن الهدف الأكبر هو ربط سيناء بالوطن الأم مصر عن طريق التنمية من خلال المشروع .
وأوضح الدكتور أحمد يحيى راشد أستاذ الهندسة المعمارية بكلية الهندسة بالجامعة البريطانية فى مصر ومدير مركز الاستدامة ودراسات المستقبل، أن المسابقة دعوة ليكون للجميع دور ورؤية وعمل من أجل الأمل، مشيرا إلى أن المسابقة دعوة لكل من لديه اقتراح يتقدم به للمسابقة لخلق مساحة تسمح للأفكار غير المحدودة ولكن في إطار محدد من خطوات ، وأن المسابقة هي وسيله للحوار بين الأجيال المختلفة للخروج بمنهج جديد في الطرح والإبداع لجودة نوعية الحياة.
وأشار إلى أنه مع تبني الدولة لمشروع تنمية قناة السويس من القمة للقاعدة، فأن المجتمع المدني لابد أن يكون له دور من القاعدة للقمة ليصبح مشروع تنمية إقليم قناة السويس (الأمل والعمل) فرصة ومساحة حوار مجتمعي وتلاقي البحث العلمي والخبرة المهنية بأفكار وإمكانية حقيقية لتنمية مستدامة. فالمسابقة ليست هدف ولكنها وسيلة حوار ديمقراطي وتكامل وايجاد إنسان يتسم بعلم وأمل وعمل وزرع الانتماء .
وشدد راشد على أن المسابقة تهدف لإطلاق العنان للأفكار الإبداعية لدى الشباب، وأن المسابقة مفتوحة للمشاركة لكل الأفراد من مختلف التخصصات والأعمار بشرط أن يتضمن الفريق معماري أو مخطط ومن الممكن أن يضم فريق العمل أي عدد وفقا لمتطلبات وتخصصات الفريق والفكرة، وأن المشاركة يمكن أن تكون بفكرة مشروع من خلال فريق عمل، ويمكن المشاركة بالمعلومات والدراسات والفكر، ويمكن المشاركة بتقديم منح لطلاب الجامعة المشاركين ودعم مصاريف تسجيل المسابقة .
وعن المسابقة، أشار راشد إلى أنها تشمل 5 مناطق تنموية تمتد من ساحل البحر الأحمر من شلاتين، وحتي خليج السويس، ومنطقة السويس، ومنطقة الإسماعيلية ومنطقة بورسعيد والتكامل مع سيناء، وكل منها لها 3 جوائز الأولي 30 ألف جنيه والثانية 20 ألف جنيه والثالثة 10 آلاف جنيه مصري وجوائز أخري .
ومن جانبه أشار المهندس حمدى سطوحى، إلى أن أسم المسابقة يحمل مدلولها فكلمة اوليمبياد هى تعنى المنافسة دون خسارة لأحد فليس هناك فائز وخاسر ولكن هناك تكامل بين الجميع، أما "الامل والعمل " فتعنى القدرة على تحويل الحلم إلى حقيقة، وبناء الإنسان هو الهدف وليس بناء المشروع لأن الإنسان هو الذي يبنى وبذلك نضمن الاستدامة .
وشدد على أننا نحتاج منهجية للتفكير وطريقة التناول، فمصر ليست في حاجة إلى مشروع الفرد الكامل المتكامل ولكنها فى حاجة إلى المشروع التشاركي التكاملي، فالبديل، هو مشروع إستراتيجي طويل المدى له حلول حينية يتلمسها المواطن فيصدق في الأهداف الأبعد.
وعن رؤية المسابقة فقد أشار سطوحى إلى أنها بناء إطار جامع لمشروع متكامل يحقق المستقبل المرجو لمصر يشمل النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنفسية والجمالية والثقافية والبيئية، من خلال تحقيق التكامل والترابط بين المبادرات والأطروحات المصرية الجادة والتي تعمل على إعادة اكتشاف مقدرات الوطن واستثمارها للنهوض بمصر وفق خطة إستراتيجية قصيرة وطويلة المدى، مشيرا إلى أن الحلقات النقاشية والحوارية للمسابقة ستعمل على ثلاث محاور أساسية أولها معلومات ودراسات عن الملفات المرتبطة بمجال وموضوع المسابقة، وثانيها منهجية تفكير ( التدريب على التفكير بفكر إبداعي تنموي تكاملي )، وأخيرا عرض أفكار لمشاريع مماثلة.
وشدد سطوحى على أنه فى ظل أن المسابقة ليست تقليدية وبالتالي مخرجاتها لن تكون تقليدية، وستشتمل المخرجات على ثلاث أجزاء أساسية الأولى الحقيقة المادية ويضم كافة الرسومات التي توضح الأفكار والأطروحات المقترحة، ولفريق العمل تحديد مقياس الرسم والرسومات التي توضح مشروعه والذي يمكن أن يكون مشروع صغير، أو متوسط أو مشروع يتكامل مع المقترحات التي ستقدم من شركات وهيئات عالمية، أو من الممكن أن تكون تصور مجتمع عمراني مستدام.
وتابع: والجزء الثانى من المخرجات هى الحقيقة الاجتماعية وتضم قصة وسيناريو فريق العمل مع تنمية إقليم قناة السويس من بداية مبررات المشاركة في المبادرة والقوة الدافعة، وما يمكن أن يكون جديداً في طبيعة المشروع من ناحية التحديات الإنسانية، لمفهوم بناء إنسان جديد، ولماذا تم اختيار منطقة المسابقة وموضوع الفكرة وآلية تكوين الفريق.
وأخر أجزاء المخرجات هو العرض المرئي حيث يقدم كل متسابق عرض مرئي يعرض فكرة المشروع ومتروك لمجموعة العمل حرية اختيار طريقة التقديم سواء (بفيلم فيديو) أو عرض (باور بوينت) أو غير ذلك، وبالأسلوب الذي يخدم رؤية الفريق، بحيث لا تزيد مدته عن 7 دقائق ، وسيتم عرضه للتحكيم قبل احتفالية يوم المهندس المعماري ضمن تقييم المشروع من قبل الحضور المتخصص.
وفى نهاية الندوة أكد الجميع على أن العمل الجماعي ومنهجية التفكير والتكامل أهم مكاسب المسابقة.