وصفت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الإفريقية ومديرة مركز دراسات إفريقيا بالجامعة البريطانية، قمة التكتلات الإقتصادية الإفريقية الثلاث التى ستعقد غدا بشرم الشيخ ، بالخطوة الإيجابية والمهمة ليس فقط على صعيد تنمية القدرات الإقتصادية لتلك التكتلات الإقتصادية ، وإنما أيضا على صعيد مزيد من الجهود المبذولة لتنمية العلاقات المصرية الإفريقية مما سيكون له كبير الأثر على مكانة مصر المتصاعدة فى قارتها الإفريقية. واضافت عمر فى تصريحات خاصة ل"الفجر" أن حضور 12 رئيس دولة إفريقية على رأسهم الرئيس السيسى للتوقيع على الاتفاقية التأسيسية لمنطقة التجارة الحرة بين اكبر تكتلات اقتصادية فى إفريقيا "الكوميسا والساداك وتجمع شرق إفريقيا" ، يمثل ركيزة أساسية لخطة الاتحاد الإفريقى لاقامة السوق الإفريقية المشتركة بما ستتيحه تلك الاتفاقية من تسهيلات جمركية بين الدول الأعضاء ، علاوة على سيولة حركة التجارة البينية والاستفادة من أكبر سوق إفريقى قوامه 26 دولة يبلغ عدد سكانها حوالى نصف القارة الإفريقية ، موضحة أن تلك الاتفاقية هى خطوة مهمة وتمهيدية على صعيد اتخاذ خطوات مماثلة مع تجمعات اقتصادية إفريقية أخرى وصولا إلى تحقيق التكاملية بين كل التكتلات الإقتصادية فى القارة الإفريقية . وأوضحت مساعد وزير الخارجية الاسبق، أنه على الرغم من عدم تمتع التكتلات الإفريقية الثلاث بنفس امكانات وطاقات تكتلات إقتصادية أخرى مثل الاتحاد الأوروبى والبريكس ، الا أنها تتميز بالتباين من حيث الامكانات والمواد الأولية ، مما يجعلها سوقا اكثر تكاملية ، مضيفة أن توقيع مصر على هذه الاتفاقية سيكون له آثارة الإيجابية على الاتفاقات الإقتصادية الأخرى التى وقعتها مصر مع اطراف غير إفريقية وعلى رأسهم روسيا ذات العلاقات المتميزة مع مصر و اكبر المستثمرين الممتطلعين إلى الاستفادة من الامكانات المصرية ومن ضمنها انخراط مصر فى عدد من التجمعات والاتفاقات الإقتصادية الإفريقية ، وقد تجلى ذلك فى اقامة المنطقة الصناعية الروسية فى قناة السويس الجديدة علاوة على منح مصر امتيازات فى منطقة البحر الأسود ، كما أوضحت أن توقيع عقوبات اقتصادية على روسيا من قبل الاتحاد الأوروبى على خلفية أزمة اوكرانيا سيكون دافعا لاقامة علاقات مصرية روسية اكثر تميزا خاصة على المستوى الإقتصادى . ولفتت عمر إلى أن قمة شرم الشيخ تعد هدفا سياسيا فى حد ذاته سيكون له آثاره الإيجابية على العلاقات الخارجية المصرية ليس فقط على صعيد قارتها الإفريقية وإنما على صعيد بث رسالة إلى العالم حول الطاقات الاستثمارية الواعدة فى مصر ، مشيرة إلى أن القمة الإفريقية التى ستعقد قريبا فى جوهانزبرج بحضور مصر ، ستمثل تتويجا للجهد السياسى والدبلوماسى الكبير المبذول على صعيد تنمية العلاقات المصرية الإفريقية والتى تعد قمة شرم الشيخ أحد الخطوات شديدة الأهمية فى هذا الشأن ، مختتمة قائلة : هناك رؤيا واضحة وخطة سياسية طموحة لتوجهات الخارجية المصرية نحو قارتنا الإفريقية الأمر الذى يعزز الانطلاقة المصرية الواعدة .